في الاحتفال بيوم الغذاء العالمي
كتب/ أحمد الطيار
احتفلت بلادنا امس بالعاصمة صنعاء باليوم العالمي للغذاء 16 أكتوبر والذي نظمته وزارة الزراعة والري بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة والفاو تحت شعار “المناخ يتغير، الغذاء والزراعة أيضا ” وسط مطالبة المجتمع الدولي بعدم الرضوخ للعدوان والعمل على دعم الزراعة في اليمن إثر تفاقم المعاناة جراء العدوان على اليمن ووصول نحو 20 مليون إنسان لمرحلة انعدام الأمن الغذائي عالي الخطورة.
وفي الاحتفال قال القائم بأعمال وزير الزراعة والري المهندس علي عبد الكريم الفضيل: إن اليمنيين اصبحوا حاليا جراء العدوان بين نارين الأول القصف بالصواريخ من الطائرات والبوارج والثاني الجوع فلم يعرفون هل سيموتون من الجوع ام من الصواريخ أولا .
وأضاف :إن المجتمع اليمني يعاني جراء العدوان وجبروته بعد أن استهدف بنيته الزراعية والتحتية ومازال، في سابقة لم تحدث في تاريخ الحروب ،إذ أن التجويع للشعب اليمني بات سمة من سمات المعتدين يوميا.
وأوضح القائم بأعمال وزير الزراعة أن الإنتاج الزراعي والذي كان يحقق الاكتفاء الذاتي لليمنيين من الخضروات وبعض الفواكه اصبح اليوم متراجعا بنسب كبيرة جراء العدوان بسبب التدمير للمزارع مباشرة من جهة والحصار على المدخلات ووسائل الوقود وارتفاع التكلفة من جهة أخرى.
ولفت الى أن العالم تخلى عن اليمن بفعل الضغط الذي يقوم به العدوان وثروته التي ينفقها لإسكات أي أصوات تكشف جرائمه في حق الشعب اليمني واقتصاده ومقدراته الزراعية والإنتاجية ،قائلا إنه من المعيب أن يبقى العالم متفرجا علينا دون تحريك أي ضمير.
ولفت إلى أن 80% من الشعب اليمني بمن فيهم المزارعين المنتجين باتوا اليوم بحاجة ماسة للمساعدة ،فتكاليف الإنتاج أصبحت مرتفعة فيما الإنتاجية لم تعد تغطي تكاليف إنتاجها بسبب العدوان وآثاره على الموارد التي تدخل في الإنتاجية والنقل والتسويق وضعف قدرة المشترين على الشراء.
ولفت إلى الأعباء التي يتحملها اليمن جراء المهاجرين من القرن الأفريقي وما تسبب به من تأثيرات في اقتسام لقمة العيش مع اليمنيين الذين هم أصلا بحاجة ماسة للغذاء .
ودعا العالم اجمع للمساعدة العاجلة لليمن وقطاعه الزراعي والضغط بكل الوسائل لوقف العدوان حتي يتمكن 24 مليون إنسان من العيش فوق أرضهم بسلام.
من جانبه دع الدكتور مطهر العباسي القائم بأعمال وزير التخطيط والتعاون الدولي العالم لمشاركة اليمن معاناته التي باتت على شفا المجاعة والنظر لما يمر به من ظروف وتحديات وصعوبات بعين الإنصاف إذ أن اليمن لايزال عضوا في المجتمع الدولي ومنظماته الدولية والمفترض أن تحميه القيم ومبادئ الفضيلة والعدل.
ولفت إلى الجهود التي تبذلها وزارة التخطيط والتعاون الدولي لدرء مخاطر تفشي الجوع بين اليمنيين من خلال التنسيق والتعاون مع المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة والفاو واليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي وغيرها من اجل تفعيل الدور الإنساني والإنمائي.
ولفت الدكتور العباسي إلى أن التحديات والاحتياجات كبير جدا فيما الموارد لا تغطي سوى 20% ،مؤملا أن تكون خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2017م مواتية لهذه التحديات.
ولفت إلى أن الحرب أدت إلى انعدام القدرة الشرائية للمجتمع وهناك مليون و200 الف أسرة تواجه انعدام الامن الغذائي والدوائي حاليا.
من جانبه اكد الممثل المقيم للأمم المتحدة بصنعاء منسق الشؤون الإنسانية لليمن السيد جمي مكيجولدرك أن المجتمع الدولي يدرك حجم المعاناة التي وصل إليها اليمنيون فالعالم يعرف أن اليمن يعاني وعانى من سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي وأن الصراع الحالي زاد من تفاقم تلك المعاناة.
وكشف عن معرفة الأمم المتحدة بحاجة 14 مليون إنسان للمساعدة الغذائية ونصفهم بحاجة ماسة للحصول على الوجبات الغذائية يوميا فيما هناك ثلاثة ملايين يعانون من النزوح والتشرد وتأثروا تأثيرا كبيرا من الوضع السائد.
ونوه الى أن 20 مليون يمني يحتاجون للمياه النظيفة والصالحة ويحتاجون للغذاء الصحي والرعاية, فسوء التغذية يتفشى وهناك 1.5 مليون طفل يعانون من هذا المرض و300 الف طفل ما دون الخامسة يعانون معاناة كبيرة.
ولفت للمعرفة من قبل الأمم المتحدة بمعاناة الناس جراء انخفاض العملة الوطنية وأثر انتقال البنك المركزي, مؤكدا مساعي الأمم المتحدة لمساعدة اليمن وتنسيق الجهود ما بين صنعاء والخارج .
وأشار منسق الشؤون الإنسانية إلى أن اليمن هو في حالة طوارئ ولابد من التعامل معه سريعا للخروج من محنته داعيا العالم للمساعدة في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2017م .
كما القى ممثل برنامج الغذاء العالمي كلمة أوضح فيها أن البرنامج يساهم في مساعدة 4 ملايين انسان بالغذاء, لافتا إلى ان الاحتياج في اليمن اعلى بكثير مما كان متوقعا ومما يقدم من مساعدات .
ولفت إلى ان هناك نوعين من الاحتياجات في اليمن الأولى للاستهلاك الغذائي اليومي للمعيشة والثاني وقت الأزمات والتي نواجهها حاليا حيث تفاقمت لتصل للأطفال ما دون الخامسة وهم الآن في مرحلة الخطر من التقزم حيث يصنف كل أطفال اليمن بهذه الحالة خصوصا منهم في سن ما قبل الثالثة وهؤلاء سيكونون معرضين لخطر المعاناة في أداء وظيفتهم الإدراكية فيما بعد مؤكدا أن الحالة لدى الأطفال تتدهور داعيا المجتمع الدولي لعدم السكوت والتجاهل والتعامل الجاد مع هذه الازمة.
أما الدكتور صلاح الحاج حسن الممثل المقيم لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة فقد اكد أن حالات الأمن الغذائي وسوء التغذية قد وصلت إلى مستويات مثيرة جدا للقلق فقد اصبح نصف السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي .
وأضاف : هناك اكثر من 7 ملايين شخص وصلوا لمرحلة شديدة من انعدام الامن الغذائي ،و3 ملايين نازحين وما يقارب من 3 ملايين شخص 74 % منهم أطفال دون الخامسة و26 % من النساء الحوامل والمرضعات بحاجة لمساعدة إنسانية عاجلة ووصل المصابون بسوء التغذية الحاد لـ1.3 مليون طفل .
وشدد على أن اليمن يعاني من آثار التغير المناخي من جهة والحراب والصراعات من جهة أخرى ،فقد ضربه إعصاران وفيضانات وانتشار الجراد الصحراوي وجرف نحو 7 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية المزروعة بالمحاصيل وتسببت بخسائر في الممتلكات والإنتاج الحيواني ومصائد الأسماك.
وقال: إن تغيير المناخ أتى بتحديات عدة لليمن يضاف إلى ما هو حاصل من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية ومن تلك المخاطر ندرة المياه وسوء جودتها والجفاف وعدم انتظام سقوط الأمطار والفيضانات والأعاصير وتدهور التربة والموارد السمكية وتفشي الأمراض والآفات الحيوانية والنباتية .