شاهد عيان على مذبحة العزاء

معروف درين

منذ بدء العدوان البربري على اليمن في مارس 2015م والسعودية التي تقود التحالف تدعي أنها تسعى الى استقرار اليمن وإعادة الشرعية اليه ومحاربة الانقلابيين الذراع الفارسي في المنطقة وإعادة اليمن الى الحظيرة العربية، لكن هذه الشعارات وهذه الأهداف المعلنة دائماً ما تتناقض وتصطدم بالواقع وتكشف حقيقة الأهداف والنوايا المُبيتة لهذا الشعب الصابر والمحاصر منذ ما يزيد على العام والنصف، وما إعادة الشرعية إلا مجرد ورقة تلوح بها القيادة السعودية لتحقيق أهدافها الشيطانية والعدوانية في إرض الإيمان والحكمة.
وسبق وأن ذكرت في مقالات سابقة أن السعودية إذا كانت حريصة بالفعل على اليمن واستقراره وعلى إعادة الشرعية فإنه كان بالإمكان ذلك ولكن عبر الطرق السياسية والدبلوماسية وليس عبر الدمار والحصار والقتل والإبادة، وهنا اتساءل عن أي شرعية تتحدث السعودية بعد كل ما حدث ويحدث، أليس من يدعون الشرعية هم في الأساس مجرد دُمى تحركهم السعودية كيف ومتى شأت ؟! بل إنهم يعتبرون تحت الإقامة الجبرية ومتى ما تحققت أهدافها هي والولايات المتحدة واسرائيل المستفيدان من هذه الحرب سوف يتم التخلي عنهم وعن شرعيتهم المزعومة!!
وبالعودة الى ما ترتكبه قوات تحالف العدوان في اليمن بقيادة السعودية ومشاركة الإمارات وإشراف الولايات المتحدة الأمريكية تتضح الأمور أكثر فأكثر والأدلة كثيرةٌ جداً وواضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار ولا يمكن التستر عنها، فمن إين نبدأ بالحديث عن جرائم الإبادة الجماعية، هل من سوق مستبا في حجة أم من سوق الهنود في الحديدة أم من مدينة العمال في المخا أم من سوق خلقة في نهم أم من مفرق شرعب في تعز أم من مستشفى عبس أم من عرس سنبان في ذمار أم من مدرسة ضحيان بصعدة أم من المذبحة الوحشية في القاعة الكبرى بصنعاء ؟!
كل هذه الأماكن مدنية بامتياز وتم قصفها وارتكاب أبشع الجرائم على مُر التاريخ وهناك الكثير من الأماكن والأسواق والمنشآت المدنية التي قُصفت وما ذكرناه هنا مجرد أمثلة فقط وغيض من فيض لجرائم العدوان في اليمن، فهل كل هذه الأماكن ضُربت بمحض الصدفة أو عن طريق الخطاء، وماذا سيبرر التحالف لكل هذه الجرائم الوحشية التي يندى لها الجبين؟ لا شيء سوى الإنكار تارةً وتارةً أخرى يدعون أنهم قصفوا تجمعات لقيادة تابعة للمخلوع ومليشيا الحوثي وتارةً يدعون أن السبب تصفية حسابات..
وهنا أتناول مذبحة القاعة الكبرى التي كانت عبارة عن عزاء لآل الرويشان في وفاة والد وزير الداخلية المعين من قبل هادي اللواء الركن جلال الرويشان والتي تم قصفها بأربعة صواريخ على دفعتين وكانت القاعة مكتظة بالمعزين ومن كل المحافظات اليمنية وتم استهدافها مباشرة من قبل طيران العدوان..
غير أن الغريب هو حالة الإرباك والإنكار واصطناع المبررات لدى تحالف العدوان وإعلامهم، ففي يوم الحادثة لم نسمع أي تصريح أو إشارة من قريب أو من بعيد للحادثة الإجرامية البشعة والمروعة التي راح ضحيتها اكثر من 700 ما بين شهيد وجريح وفي اليوم الثاني رأينا العجب العجاب حيث طالعتنا قنوات العدوان ببيان نفي وإنكار أن طيران العدوان هو من نفذ ذلك وليس هذا وحسب بل قالوا إن السبب هو تفجير انتحاري وأن تنظيم القاعدة هو من تبنى هذه العملية وأن المنفذ هو أبو الحسن الصنعاني وقالوا أيضاً إن السبب وراء تلك الجريمة هو تصفية حسابات بين الحوثي وصالح وفي اليوم الثالث وبعد أن ادركت عدم قدرتها على التهرب والإنكار خصوصاً وأن الادلة كلها ضدها وجهت رسالة للأمم المتحدة تعترف فيها ضمنيا أنها من قامت بذلك وسوف تحقق في الموضوع سريعا!!
وللأمانة وأنا من سكان نفس المنطقة وكنت أنوي الذهاب للعزاء بعد صلاة العصر غير أن استهداف القاعة كان وقت الصلاة نفسها، فالقاعة ضُربت من قبل طيران العدوان على دفعتين وما بين الضربة الأولى والثانية وقت قصير لا يتجاوز العشر دقائق، بل أن الصاروخ الثالث والرابع تم توثيقهما وتوثيق تحليق الطيران فوق المنطقة ولا يمكن بأي حال من الأحوال الإنكار والهروب والتنصل من المسؤولية عن هذه الجريمة وسوف نأخذ بثأرنا مهما طال الزمن أو قصر علاوة على أن الاقمار الروسية رصدت طائرة إماراتية وأخرى سعودية هما من نفذتا هذه الجريمة، وليعلم جميع المخدوعين والمدافعين والمنتفعين من السعودية أن الهدف هو إبادة الشعب اليمني وتدمير كل مؤسساته وبنيته التحتية وليس إعادة الشرعية وما هذه المذابح الوحشية والمجازر البشعة وفي غير مكان إلا خير شاهد على ذلك,
فهل عرفتم السبب الحقيقي من العدوان أم أن البعض لا يزال على قلبه غشاوة من المال السعودي المدنس؟!
*كاتب وصحفي يمني

قد يعجبك ايضا