الإدانات لا تكفي
حسن الوريث
رغم أن نظام بني سعود حاول إنكار جريمة استهداف الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء إلا أن العالم كله أكد أن طيران العدوان السعودي هو من نفذ هذا الجريمة الكبرى وبالتالي فقد توالت ردود الأفعال العالمية والإدانات الدولية بدء من الأمم المتحدة وصولاً إلى أمريكا وبقية الدول وكلها تدين وتستنكر هذه الجريمة البشعة وتدعو إلى محاسبة مرتكبيها .
لعل اللافت في الأمر هو الموقف الأمريكي الذي نعرف جميعاً أنه يشارك مشاركة مباشرة وغير مباشرة في هذا العدوان الهمجي وما يؤكد مشاركته هو أن الإعلان عن بدء العدوان أو ما أسمي بعاصفة الحزم كان من العاصمة الأمريكية واشنطن ولم يكن من عاصمة الدولة التي يقال انها تقود التحالف هذا الموقف الذي ظهر من أمريكا سواء من المتحدث باسم البيت الأبيض الذي قال أن واشنطن بصدد مراجعة تحالفها مع السعودية عقب هذه العملية التي تم تنفيذها أو من وزير الخارجية الذي عبر في اتصال هاتفي مع ولي ولي عهد النظام السعودي عن قلقه من الغارة التي ادت الى مقتل وجرح المئات في قاعة عزاء في صنعاء يدل على أن أمريكا عندما عرفت حجم الجريمة تريد أن تتملص منها وترمي بتبعاتها على السعودية أولا للتهرب من المسؤولية الجنائية والأخلاقية على الأقل أمام العالم وثانياً لكسب المزيد من الأموال وامتصاص النظام السعودي .
بان كي مون كان اتخذ موقفاً قوياً في هذا الموضوع وأعلن صراحة أن التحالف هو من يتحمل نتيجة هذه الجريمة ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية ومحاسبة كل المتورطين فيها مثله مثل وكيله للشؤون الإنسانية ستيفن اوبراين ومبعوثه إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ كما ان بقية الدول أدانت هذه الجريمة وتريد تحقيق دولي مستقل ومحاسبة مرتكبي هذه الجريمة التي تم وصفها بالبشعة وبأنها جريمة حرب ضد الإنسانية وبالتالي فإن معظم بلدان العالم ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والإنسانية وقفت مذهولة امام هول هذه الجريمة التي تم ارتكابها مع سبق الإصرار وبشكل مباشر بهدف القتل فقط وهذا من وجهة نظري موقف جيد من الجميع مهما كانت دوافع البعض .
مما لاشك فيه أن هذه الإدانات لهذه الجريمة البشعة وكل الجرائم التي ارتكبها النظام السعودي منذ أكثر من عام ونصف في اليمن لا تكفي إذ لا بد من جميع دول العالم والأمم المتحدة وكل المنظمات الحقوقية والإنسانية أن تتخذ موقفاً قوياً يتمثل في وقف العدوان بأي شكل ورفع الحصار عن الشعب اليمني ومحاسبة النظام السعودي وكل المتورطين في هذا العدوان الظالم وإجباره على الاعتذار لليمنيين والتعويض عن كل ما تسبب به من كافة النواحي وإحالة أركان النظام السعودي وكل المتواطئين معه إلى محاكم جرائم الحرب الدولية لمحاسبتهم على كل تلك الجرائم المروعة التي ارتكبوها بحق الشعب اليمني .