صباحكم مبارك
عبدالملك المروني
ونحن نقترب من العام الثاني على هذا العدوان السافر على بلادنا، ما يزال البعض في بلادنا يفكرون بذات العقلية المعتلة التي يفكر بها أرباب العدوان وأدواته في خارج البلاد،،،ومع اختلاف طبيعة هذا التفكير وتباين ألوانه بين منهم في الداخل ومنهم في الخارج إلا أن النتيجة واحدة في المعطي العام ،،وهو ما يمكن توصيفه بالغبي المركب أو البلادة المفرطة.
ولست ادري بما يصنفه أطباء النفس أو يطلقون عليه من تعريفات حين يسمعون اليوم من يبرر للعدوان حضوره ويصنعون له أسبابه وبواعثه انطلاقا من تحميل اليمن مسؤوليته وأسبابه، وقد سمعت منذ أيام طبيب محترم يردد بأن العدوان ما كان له أن يحدث لو لم نستفز جيراننا بمناورة عسكرية قبيل ذلك،وهو ما تردد أيضا على لسان رجل دين عرف بالإفراط في إصدار الفتاوى الشرعية،،،
غير أنني تجاهلت المفتي والطبيب حين تذكرت أنهما يشتركان في صفة مهنية إلى جانب البلادة الشخصية، فالطبيب متخصص في الولادة ومشتقاتها في ما رجل الدين هذا عرف بفتاويه في المسائل ذات الصلة بالجماع والجنس، وهو ما يعني تمركز نشاطهما في النصف الأسفل من الجسد وما تحت السرة، وكلاهما مرغوب لدى أرباب العدوان بحكم ثقافتهم المنحطة وبيئتهم السياسية والاجتماعية المتهتكة، والحق أنني غير ملزم بالتعاطي مع كائنات مضطربة من نوع المفتي والطبيب، ولو كان ذلك من نافلة الحديث،،فهذه أمور يدركها ابسط الناس واقلهم وعيا سياسيا،غير انه من المجدي التذكير بعدد من الأمور ذات الصلة بالموضوع، ولو عبر مشهدين فحسب، المشهد الأول قديم بعض الشيء ويرجع للتسعينيات والنصف الأول منها حين أنتجت هوليود فيلما تداول في العديد من البلدان وخلاصته وجود حرب أمريكية يمنية. كانت السفارة الأمريكية بصنعاء وعدد من المناطق في اليمن وأمريكا ساحة هذه المعركة التي انتهت بالطبع بانتصار هوليودي على يد فريق من المارينز وقوات النخبة يقتحمون السفارة الأمريكية، ويخلصون الرهائن ويقضون على خصومهم المفترضين من أهل اليمن قبل أن يعودوا إلى بلادهم مزهوون بالنصر الحاسم مصحوبين بدعوات أرامل البنتاجون وموسيقى الروك اند روك، قبل ذلك وبعده كانوا الأمريكان يلوحون بالتدخل في اليمن تحت ذرائع متعددة، ويحسب للفريق اليمني الذي أوفد إلى واشنطن خلال حرب صيف 94م موقفهم الحواري الممتاز وقد اقنعوا واشنطن بالعدول عن قرار كان على وشك ان يتخذ، مضمونه التدخل العسكري الأمريكي في اليمن،
وما أكثر الأمثلة والشواهد على نوايا صناع القرار العسكري والسياسي في واشنطن وتل أبيب للتدخل في اليمن سواء بشكل مباشر وغبي على طريقة التدخل العسكري الأهوج في الصومال ،أو بشكل يعد اقل بلادة ويستعمل أدوات وأحذية من السعودية وملحقاتها كما هو حادث في هذا العدوان الذي دفع بالرياض لتبنيه بنكهة أمريكية ولون عربي، وتسمية تناغي عاصفة الصحراء.
لقد كانت الأسباب والدوافع معدة منذ سنوات، غير أن القرار أصبح أكثر نضوجا بعد أن امسك بالسلطة عتل مثل عبدربه الذي قدم للأمريكان البلد على طبق من فضة أو ذهب..
وسنتوقف أمام هذا الشاهد الأكثر حداثة في وقفة لاحقة مع القاري العزيز ان كتب الله عمرا وتوفيقا لذلك.