من المستفيد من استمرار العدوان على اليمن؟!
معروف درين
هناك الكثير من التساؤلات والكثير من الاستفسارات حول العدوان على اليمن وهي بحاجة ماسة إلى إجابة وتوضيح سيما وأن المتسائلون كُثر وفي غير بلد، فمرور أكثر من عام ونصف على العدوان والحصار البري والبحري والجوي زاد من حجم التساؤلات كما زاد من حجم المعاناة لدى أبناء الشعب اليمني جراء القيود والحصار الجائر الذي يفرضه التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية،
فثمة أسئلة كثيرة: لماذا هذا الحقد وهذا العداء من قبل الساسة السعوديين ضد أبناء اليمن الذين كانوا يكنوا لهم كل حب وتقدير، ولماذا استمرار العدوان والحصار ومن المستفيد من استمرار ذلك؟!وبالعودة إلى حيثيات العدوان السعودي على اليمن فإننا نجد بل ونؤكد عدم وجود ما يبرر ذلك نهائيا وإذا كان الهدف هو إعادة الشرعية فقط حسب زعمهم فكيف استجابوا لطلب هادي وبهذه السرعة حتى أنه نفسه لم يعلم بساعة الصفر كما أنه كان بإمكانهم إعادته إلى السلطة دون الحاجة إلى عدوان من خلال مبادرة وحل سياسي يتفق عليه الجميع على غرار المبادرة الخليجية غير أن السعودية كانت شبه جاهزة للعدوان على اليمن وهذا ما نستنتجه من خلال هذه المعطيات وغيرها التي باتت معروفة للجميع.
وإذا تأملنا جيدا وأمعنا النظر في قضية هذا العدوان البربري الغاشم على اليمن ومن المستفيد الحقيقي من استمراره وبهذه الطريقة فإننا نستنتج بل ونتأكد وبما لا يدع مجالا للشك أن السعودية هي الأكثر تضررا من الحرب وكذلك اليمن الذي دُمرت كل مؤسساته وبنيته التحتية وفُرض عليه الحصار وقُتل وشُرد أبناءه وقصفت مصانعه ومدارسه وطرقه وجسوره ومستشفياته لكنه في المقابل اكتشف مقدار الحقد الدفين والعداء من قبل الساسة في المملكة العربية السعودية الذين يراهنون على الورقة الاقتصادية لتركيع الشعب اليمني وعليهم أن يدركوا أن الأسد اليمني لن يموت جوعاً والحظيرة السعودية أمامه!!.
وهنا قد يقول قائل كيف أن السعودية هي الأكثر ضررا وخسارةً من هذا العدوان وهي التي تقود التحالف وتعتدي ولم يصبها شيء؟ وبكل بساطة نقول له ولغيره أن السعودية خسرت كل جيرانها أولاً في المنطقة بفعل تمويلها للحروب والصراعات الداخلية سواء في سوريا والعراق ولبنان أو في ليبيا وثانياً السعودية هي من تدفع ثمن فاتورة العدوان الباهظة كون التحالف الذي تقوده مجرد أسماء فقط، فالسعودية دفعت وتدفع فاتورة العدوان من خلال زيادة صفقات السلاح وزيادة الإنفاق العسكري فقد بلغت قيمة صفقات الأسلحة الخليجية المعلن عنها خلال 2015م 107 مليار دولار وجلها سعودية وثمة صفقة أبرمت مؤخرا مع الولايات المتحدة الأمريكية قيمتها 2’2مليار دولار ناهيكم عن ما تدفعه لطائرات التجسس والأقمار الصناعية الأمريكية وللخبراء أيضا..أي نعم صفقات الأسلحة والإنفاق السعودي على التسلح أصبح مبالغ فيه ويكلف الخزينة السعودية مليارات الدولارات وما الإجراءات التقشفية الأخيرة هناك إلا خير دليل, فعلى الرغم من الثرة النفطية الهائلة التي تمتلكها إلا أنها أصبحت تبددها في حروب وصراعات وشراء أسلحة وستجني ثمار ذلك قريبا, فمن المستفيد إذاً من الصراعات في المنطقة ومن العدوان على اليمن تحديداً؟ المستفيد الوحيد هو الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبحت السعودية هي أكبر دولة في شراء الأسلحة منها وأصبحت السعودية مجرد عبد يسمع ويطيع ويخوض حرب أمريكا بالوكالة، وإذا كانت السعودية تفكر أن الأمريكان سيقفون معها ضد إيران فإنهم واهمون، فالأمريكان سيحافظون على إيران بحدقات عيونهم كونهم الفزاعة وسبب جودهم في الخليج والسعودية تحديدا.ولم تكتف أمريكا بالمليارات التي دخلت خزائنها من السعودية مقابل صفقات الأسلحة فقد ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك للسيطرة على الثروة السعودية وتجميد أموالها في الخارج من خلال قانون “جاستا ” الذي صوت عليه الكونجرس مؤخرا وألغى فيتو اوباما, فكل ذلك في نظري مجرد مسرحية كون الكل هناك مجمع على الاستيلاء والسيطرة على الثروات والسعودية باعتبارها راعياً للإرهاب وهي في نظر الأمريكان مجرد بقرة حلوب متى جف حليبها يتم ذبحها وهذا ما صرح به نائب الرئيس الأمريكي جون بيدن.
فهل جف حليب البقرة السعودية وجاء موعد ذبحها, وهل أدركتم معي الآن من المستفيد من استمرار العدوان على اليمن؟!