توقعات بانخفاض فاتورة مستوردات العالم من الأغذية إلى أدنى مستوى في 6 سنوات
كتب /أحمد حسن
قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) إنها تتوقع أن تحافظ أسواق الغذاء العالمية على “توازنها عموماً” في العام المقبل، في ظل الانخفاض والاستقرار النسبي في أسعار السلع الزراعية الأكثر تداولاً في العالم.
وأشارت المنظمة في تقرير “توقعات الغذاء” الصادر امس الأول أنها تتوقع أن تنخفض قيمة فاتورة مستوردات العالم من الأغذية إلى أدنى مستوى لها في 6 سنوات خصوصاً نتيجة للتوقعات بانخفاض أسعار الغذاء خاصة الحبوب الأساسية.
وتساهم التوقعات بتسجيل مستويات قياسية من الإنتاج العالمي لمحاصيل القمح والأرز هذا العام، بالإضافة إلى انتعاش إنتاج الذرة، في الحفاظ على مخزونات وافرة وأسعار منخفضة. وبحسب الفاو، من المتوقع أن يرتفع الإنتاج العالمي من الحبوب في عام 2016 م إلى 2569 مليون طن، بزيادة 1.5 % عن العام السابق، وبما يكفي لمواصلة تعزيز المخزونات الحالية.
كما يُتوقع أيضاً أن تنخفض القيمة الإجمالية لمستوردات الغذاء بالدولار الأمريكي بنسبة 11 % خلال 2016 م لتسجل 1.168 تريليون دولار في ظل انخفاض فاتورة مستوردات المنتجات الحيوانية والمواد الغذائية المرتكزة على الحبوب بشكل يعوّض عن الارتفاع الحاصل في فاتورة واردات الأسماك والفواكه والخضروات والزيوت، والسكر على وجه التحديد. ومع ذلك، من المتوقع أن يتباطأ هذا الانخفاض بالنسبة للدول الأكثر ضعفاً من الناحية الاقتصادية، والتي تعاني كثير منها بسبب انخفاض قيمة عملاتها المحلية.
محاصيل وفيرة
رفعت “الفاو” توقعاتها للإنتاج العالمي من القمح إلى 742.4 مليون طن في ظل ارتفاع الإنتاج في الهند والولايات المتحدة وروسيا الذي من المتوقع أن يتجاوز إنتاج الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر أكبر مصدر للقمح في العالم. كما يتوقع أن يصل حجم استهلاك القمح إلى 730.5 مليون طن، بما يشمل الارتفاع المتوقع في استخدام القمح الأقل جودة لإطعام الحيوانات.
كما تتوقع “الفاو” زيادة الإنتاج العالمي من الأرز للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، بنسبة 1.3 % ليصل أعلى مستوى له على الإطلاق عند مستوى 497.8 مليون طن، مدعوماً بالأمطار الموسمية الوفيرة التي عمت أنحاء مختلفة من قارة آسيا، بالإضافة إلى الزيادات الكبيرة في إنتاج إفريقيا. كما يشهد الإنتاج العالمي من الحبوب الخشنة ارتفاعاً بنسبة 1.8 % على أساس سنوي، مدعوماً بمستويات قياسية من الإنتاج في الولايات المتحدة والأرجنتين والهند.
كما تتجه أسعار الحبوب نحو مزيد من الانخفاض في ظل العرض الضخم المتوقع. وانخفضت الأسعار الآجلة للقمح والذرة على مؤشر مجلس شيكاغو للتجارة بأكثر من 16 % منذ بداية العام، في حين وصلت أسعار الأرز إلى أدنى مستوى لها منذ أوائل عام 2008م
أما بالنسبة لإنتاج محصول الكسافا، أحد المواد الغذائية الأساسية في إفريقيا التي يصل فيها نصيب استهلاك الفرد إلى أكثر من 100 كيلوجرام سنوياً، فيتوقع ارتفاعه بنسبة 2.6 % هذا العام إلى مستوى 288 مليون طن. إلا أن توجه الصين نحو السحب من مخزوناتها للذرة لاستخدامها في الصناعات المحلية والأعلاف، تسبب في كبح الأسعار العالمية وتدفقات تجارة الكسافا.
ومن الممكن أيضاً أن يصل الإنتاج العالمي من فول الصويا وغيره من المحاصيل الأخرى التي تنتج منها الزيوت إلى أعلى مستوياته على الاطلاق هذا العام، وذلك بفضل الإنتاج القوي في الولايات المتحدة، على الرغم من التوقعات بارتفاع الطلب بمعدلات أسرع. أما بالنسبة لقطاع الثروة الحيوانية، فمن المتوقع أن تستعيد أسواق الألبان التوازن في عام 2016 م بعد فترة طويلة من فائض في المعروض، إلا ان أسعار الألبان شهدت أكبر ارتفاع شهري منذ سنوات عديدة نتيجة محدودية توافر الحليب في الاتحاد الأوروبي.
يساهم الركود في الإنتاج العالمي من اللحوم خلال 2016 م والمترافق مع ارتفاع الطلب العالمي على لحم الخنزير والدواجن، وخاصة من أسواق شرق آسيا، في تحسين أسعار اللحوم.
وفي الوقت نفسه، يتوقع أن يرتفع إنتاج العالم من الأسماك بنسبة 1.8 % وهو أقل من المعتاد ليصل إلى 174 مليون طن، حيث يتوقع أن يرتفع إنتاج تربية الأحياء المائية بنسبة 5 %، بينما يتوقع انخفاض إنتاج الأسماك التي يتم صيدها في البحار والمحيطات بنسبة 0.9 %، ويرجع ذلك جزئياً إلى تأثير ظاهرة النينو على سردين المحيط الهادئ وأسماك الأنشوجة (البلم) والحبار.
مؤشر أسعار الغذاء
سجل متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الغذاء معدل 170.9 نقاط في سبتمبر 2016م، بارتفاع نسبته 2.9 % مقارنة بمستوياته في أغسطس، وبنحو 10 % مقارنة بمستوياته في الفترة نفسها من السنة الماضية.
كان الارتفاع الحاصل مدفوعاً بزيادة شهرية قدرها 13.8 % في مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار منتجات الألبان، ويعود ذلك جزئياً نتيجة لقفزة حادة في أسعار الزبدة والتي يستفيد منها المصدرون في الاتحاد الأوروبي، حيث إنتاج الألبان آخذ في الانخفاض.
ارتفع متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر بنسبة 6.7 % مقارنة بالمستوى المسجل في أغسطس نتيجة الأحوال الجوية السيئة في مناطق الإنتاج الرئيسية في جنوب وسط البرازيل.
كما ارتفعت أسعار زيت النخيل جراء انخفاض المخزونات في كل من البلدان المصدرة والمستوردة، كما ارتفعت أسعار زيت الصويا وزيت بذور اللفت، ليرتفع متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيت النباتي بنسبة 2.9 %.
وانخفض متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب بنسبة 1.9 % مقارنة بالشهر الماضي وبنسبة 8.9 % عن المستوى المسجل في نفس الشهر من السنة الماضية.