المبصر في الزمن الأعمى

فؤاد عبدالقادر –
سيمر وقت طويل حتى يتنبه اليمنيون ليس فحسب المثقفين من أدباء وشعراء وفنانين¡ ولكن أيضا◌ٍ الناس بكل شرائحهم أنهم خسروا برحيل الشاعر البردø◌ْوني عبداللø◌ِه مثقفا◌ٍ عملاقا◌ٍ وشاعرا◌ٍ فذا◌ٍ وموسوعة ثقافية متنقلة لن يعوض¡
سيحدث هذا بعد عشرات السنين من الآن¡ سيتذكر الناس وهم يقرأون أشعاره وبتواريخ سنوات كتابتها أنهم فقدوا قامة ثقافية كبيرة تضاهي العرب في الشعر والآداب والفنون¡ كما يعتبر فلتة من فلتات الزمن وخارقة لا تأتي إلا في كل مائتي عام مرة واحدة¡ وقد كان البرودني كذلك.
قارئ جيد للأحداث قريب من التنبؤ¡ كما تقول أشعاره¡ وأن الرجل تنبأ بأحداث قبل وقوعها بالبلاد وعصفت بها قبلها بثلاثين عاما◌ٍ¡ وقد حدثت.
سيتذكر الناس تلك الدراسات الأدبية والثقافية الذي أبدعها قلم المبصر في الزمن الأعمى¡ وتلك الدواوين الشعرية التي وضع فيها خلاصة فكره فكانت قصائد معبرة عن هموم الناس وهموم وطن وأمة عربية¡ كتب للأرض والإنسان¡ وأحب تربة اليمن فغنى لإنسانها¡ الذي كان يرى فيه مستقبل البلاد في التقدم والشعر والتغيير.
يا مصطفى يا كتابا◌ٍ
من كل قلب تألف
ويا زمانا◌ٍ سيأتي
جديد يمحو الزمان المزيف.
سيتذكر الناس عبدالله البردø◌ْوني وسيتذكرون أنهم غمطوه ولم يقدروه حق قدره.

قد يعجبك ايضا