وسام الشعب لصديق الشعب

حسن الوريث
في تاريخ اليمن رجال سجلوا أسماءهم بأحرف من نور وحفروها في قلوب الناس وساهموا بأعمالهم المشرفة في صنع ذاكره اليمن والتاريخ بوجه عام ومنهم محمد علي الحوثي الذي تولى مهمة رئاسة اللجنة الثورية العليا في أصعب وأدق الظروف من تاريخ اليمن المعاصر والبلاد تتعرض لعدوان همجي غاشم وحصار جائر وفي الوقت الذي هرب فيه الكثير من المسؤولين عن القيام بواجباتهم ومؤسسات الدولة في طريقها للانهيار لكنه وبكل شجاعة وإقدام انبرى لتولي المسؤولية وكان على قدرها وعند ثقة الشعب الذي كان ينتظر من ينقذه من تلك الأوضاع .
محمد علي الحوثي أحد رجالات اليمن الذين سيذكرهم التاريخ في أنصع صفحاته، تحمل المسؤولية الوطنية في ظروف عصيبة فكل الأعمال التي قام بها تؤكد أنه رجل من نوع خاص ومن طينة خاصة وقد يقول القائل: لماذا كل هذا الكلام عنه الآن وسيكون الرد بسيطاً جداً أنه يستحق وقد تجنبت الحديث عنه حين كان مسؤولا عن إدارة شؤون البلاد حتى لا يفهم بأنه تزلف ومحاولة لكسب أشياء، لذا لم أتحدث عنه ولا بكلمة واحدة وحتى لا يفهم البعض أن هذا يدخل في باب المجاملة للحصول على مكاسب أو مغانم من الرجل لكنني الآن سأتحدث عنه وبكل أمانة ومصداقية وأريحية لا أريد من وراء ذلك جزاء ولا شكوراً على اعتبار انه ترك موقع المسؤولية وأصبح واحداً من عامة الشعب اليمني بحيث سلم مقاليد الرئاسة بطريقة قل نظيرها في بلداننا العربية.
المناضل محمد علي الحوثي وفي خطابه الشهير بميدان السبعين أعلن تنازله وانسحابه من المشهد بأسلوب أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه أسلوب الرجال الشجعان الذين يحملون في قلوبهم هموم الوطن والشعب وسلم المسؤولية إلى المجلس السياسي الأعلى الذي أنيطت به مسؤولية إدارة البلاد بناء على الاتفاق التاريخي الوطني بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم ودخلت البلاد في مرحلة جديدة من البناء والمواجهة للعدوان وإدارة المعركة سلماً أو حرباً وبالتأكيد أن ما قام به محمد على الحوثي واللجنة الثورية العليا ليس في الحفاظ على مؤسسات الدولة فقط بل في الحفاظ على البلاد بشكل عام من الانهيار سيشكل لبنة أساسية أكيدة لعمل المجلس السياسي الأعلى لاستكمال ما قام به .
لو تحدثنا عن الإنجازات التي حققها محمد علي الحوثي فإننا بالتأكيد نحتاج إلى أكثر من هذه المساحة لكنني هنا سأوجز بعض الأمور في شخصيته التي لمستها خلال مقابلتي له عند زيارته لمبنى وكالة الأنباء اليمنية سبأ لتفقد أوضاعها وأحوال منتسبيها واحتياجاتهم، فقد وجدت الرجل إنساناً بكل ما تعنيه الكلمة بسيطاً متفهماً متواضعاً يشعرك وكأنه زميلك وصديقك وليس رئيساً لأعلى سلطة في البلاد قريب من هموم المواطنين يشاركهم أفراحهم وأحزانهم وجدناه وسط القصف يتفقد أحوال المواطنين يزورهم في منازلهم ويزور الجرحى في المستشفيات يزور المقاتلين في الجبهات ويرفع من معنوياتهم يشارك في كل الفعاليات الرسمية والشعبية والمدنية، كنا دوماً نراه في مقدمة الصفوف يؤدي دوره وواجبه كما ينبغي.
محمد علي الحوثي شخصية فذة واعية مفعمة بالإنسانية والنبل و يملك فكرا عاليا، رجل نزيه أعاد إلينا الأمل بأن نشاهد وجوهاً تخدم مصالح الوطن وتساهم في نهضته، إنسان يراعي أحوال الناس يحدثهم بكل شفافية ووضوح ويقترب من مشاكلهم وهمومهم. وبالتأكيد فهذا الرجل يستحق منا التكريم يستحق منا كل التقدير والاحترام يستحق منا أن نتحدث عنه بكل الصدق والمسؤولية يستحق منا كإعلاميين أن نتحدث عنه بكل أمانة ونعطيه حقه يستحق من المجلس السياسي الأعلى أن يمنحه وسام الشعب من الدرجة الأولى باعتباره صديق الشعب الذي كان معه دوماً ويستحق هذا الرجل النموذج أن يُذكر اسمه وأفعاله في كل مكان. فلنقل جميعاً كلمة الحق في هذا الرجل الوفي لدينه ووطنه ومجتمعه وله كل التحية والتقدير والاحترام على ما كان قد قدمه للشعب والوطن في أصعب وأدق المراحل ولنقل جميعاً امنحوا وسام الشعب لصديق الشعب.
وتحية له وللشعب اليمني العظيم الصابر الصامد .

قد يعجبك ايضا