الإمارات وجنون العظمة !!

أحمد عبدالله الشاوش

مازلنا في اليمن نعيش الصدمة من عدوانية التحالف الظالم بقيادة العدو السعودي المترصد للشعب اليمني منذ نشأته الخبيثة في الجزيرة العربية ، ولكننا أكثر صدمة في نفس الوقت من مغامرة حكام الإمارات والدور المشبوه في استكمال سيناريو انتهاك سيادة اليمن ومجازر الإبادة التي لا تقل بشاعة عن الدور السعودي والعدوان الصهيوني بعد ان تجرد “غلمان” الامارات  فجأة من مشاعرهم الانسانية وروابط الاخوة واللغة والتاريخ والدين المشترك ، في مقابل حب ووفاء وعرفان اليمنيين لشعب الامارات وقيادته التي تنكرت في لحظة نشوة ساقطة ، وحسابات زائفة ، واطماع زائلة ورطتها في المستنقع اليمني ، لإغراقها وتشويه سمعتها ورصيد ما بناه حكيم الأمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي نقش هويته اليمنية بالخط ” المسند ” في قلادة توشح بها صدره ونبض بها قلبه وأصل بها اعتزازه .
هذا الطغيان الإماراتي الحديث  جاء لمعاقبة شعب يمني عريق من قبل أسرة آل نهيان التي تفاخر يوماً ما آباؤها وأجدادها بأصولهم اليمنية ، إلا أن قصارها الذين تناسلوا الحكم وتمردوا على المبادئ وجاهروا بالعقوق والعداء وظلم ذوي القربى الشديد المرارة ، لمجاراة الملك الطاعن في السن سلمان ونجله المدلل محمد  ، لتحقيق شهرة وبناء مجد وانتصارات زائفة على دماء وأشلاء ومقدرات اليمنيين ، خارج إطار العقل والمنطق والحكمة والرحمة ، وأقرب الى السفه الطفولي والعته ” السياسي وجنون العظمة!.
لمصلحة من كل هذا العداء والانتحار والجنائز واهدار المليارات وقوافل الشهداء  والجرحى وبكاء الأمهات وأنين الأطفال وترميل الزوجات في الامارات واليمن اللاتي فقدن كل رب أسرة و كل شاب بدأ يتطلع الى الحياة ، وشعب يمني يكافح من اجل  لقمة العيش وشربة الماء وطلب العلم والجري وراء السلام والاستقرار والبناء ، إلا أن حكاماً بلا عقل زجوا بأبنائهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولاجمل ، دون أي  طلقة رصاصة من اليمنيين أو أذى وتحريض أو تدخل في شؤونهم الداخلية أو التهام شبراً من أراضيهم وجزرهم .
أين صوت العقل والحكمة وهل من رجل رشيد في آل نهيان أو عقلا العرب لردهم الى  صوابهم ، وأين صوت شعب الإمارات المحب للسلام بعد مآسي مجزرة مأرب التي مايزال ماتبقى من جرحاها يتساقطون في مستشفيات أوروبا أو ملطام البارجة الحربية المحملة بمرتزقة العالم والأسلحة والمعدات القاتلة للشعب اليمني ، تحت غطاء وتبريرات الإغاثة الإنسانية ونقل الجرحى؟.. وبأي منطق يقنع حكام الإمارات اليوم شعبهم بعد أن أصبح العالم قرية ووسائل الإعلام تخترق المنازل والغرف والمكاتب والفنادق والسموات والأرض والبحار والمحيطات ، تكشف مجازر الإبادة والدمار الذي لحق  بأبناء سبأ وحمير وتفضح غرف التضليل والفبركة ، رغم المشاهد المروعة والصور المحزنة والحقائق  الناصعة ، مما ضاعف من الضحايا والدمار والتشريد والتهجير والفقر و الكراهية والثأر والانتقام.
ولذلك فإننا في اليمن مازلنا وسنظل نتذكر رئيس دولة الامارات السابق وحكيمها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالخير والعرفان لأن هذه سجايا مغروسة في كل يمني أصيل لم يتلوث بالمال السحت وعديم الفجور  منذ أن خلقه الله ، فالشواهد التي جعلت ” زايد” جديراً بالاحترام كثيرة وفي مقدمتها انه جسد دولة ” القوي الأمين” والكلمة الصادقة والقلب الطيب   والمدافع الأول عن وحدة وكرامة الأمة وغيرها من السجايا والمناقب والمشاريع العظيمة التي جسدها دون منة أو غرور أو أضرار ، ورغم ظلم ذوي القربى إلا أن الشعب اليمني سيظل صامداً وثابتاً وراسخاً كالجبال ، ولم ولن ينحني إلا لله سبحانه وتعالى مفضلاً حقن الدماء وناشداً للسلام .
وسيشهد التاريخ بين زمنين متناقضين أحدهما أشهى من العسل تجسد خلال فترة حكيم  العرب “زايد الخير” ، والاَخر أمر من العلقم على يد بعض ابنائه واخوانه وبطانتهم الفاسدة الذين بحماقتهم وفقدانهم للعقل  والحكمة وتنكرهم لمبادئ وقيم مؤسس الإمارات أشعلوا الدنيا بالحروب وافرطوا في ظلم ذوي القربى من أجل ميناء أو بئر نفط ،
فهل يعي حكام ” الإمارات” دروس التاريخ وإنقاذ ما يمكن انقاذه والاكتفاء بما وهبهم الله من نعم وترك اليمن لليمنيين وليبيا لليبيين ،، ولكم في سقوط هيبة آل سعود وعجز موازناتها وتقشفها وعدم استقرارها والتعويضات القادمة عبرة؟ مالم فإن القادم أسوأ وعدالة السماء أقرب من حبل الوريد.
Shawish22@gmail.com

قد يعجبك ايضا