مدرس الرياضيات

أحمد الظامري –

نهتم كثيرا بمتابعة مباريات كرة القدم بكل تفاصيلها وجنونها لكننا لا نتوقف إطلاقا عند تفاصيل أخرى لا تقل أهمية عن نتائج المباريات وهي الجوانب الإنسانية والسلوكية والإدارية التي ساهمت في تقدم الرياضة في مناطق في هذا العالم على دون ما سواها.
لا يعلم كثير من الناس وحتى المتابعون الجيدون لمباريات دوري الأبطال أن أستاذ الرياضيات يورجن كلوب مدرب بروسيا دورتموند صاحب النجاحات المدوية في دوري الأبطال هو شخص بسيط جدا يرفض لبس ربطة العنق كما يفعل المدربون الآخرون حيث قال منذ أسبوع للماركا الاسبانية يطالبني بأن أكون أكثر نضجا¡ لكني أريد الاستمتاع بشبابي¡ أتعامل مع كرة القدم ببساطة¡ إنها لعبة قد تفوز أو تخسر بها¡ دوام حالها من المحال¡ يسألونني أيضا لماذا لا أرتدي سترات رسمية¡ لا أعرف ما الفارق بين ارتداء السترة أو الزي الرياضي بالنسبة لمدرب¡ أريد أن أكون قريبا من عقلية اللاعبين¡ ولا أرى حرجا في ذلك¡ لا أحب تحويل الكرة إلى دراما.
هذا المدرب لا تقف شخصيته الرائعة عند تواضعه لكن أيضا في صراحته عندما قال لذات الصحيفة “يلعب تحت إمرتي اثنان أو ثلاثة من أفضل لاعبي أوروبا¡ لم تكن لدي نفس موهبتهم حين كنت لاعبا¡ لذا أشعر بالفخر الآن كمدرب”¡ هل يمكن أن يعترف مدرب عربي مثلما اعترف به كلوب عندما أقر بنجومية وموهبة بعض لاعبيه ولم يقل كنت الأول على صفي مثلما يقول أغلب الناس لأولادهم¡ هذا الكلوب قال أيضا أن الفضل في نجاحات دورتموند خلال الأعوام الأخيرة لا ينسب له¡ وإنما للاعبين¡ قائلا “لست بطل هذا الفريق¡ الصحافة تقول ما تشاء¡ حين نحقق نتائج إيجابية فإن التكريم يستحقه اللاعبون أولا”.
كلوب أيضا رفض مقارنته بأحد فحين خيرته الصحيفة بين لقبي (مورينيو أو جوارديولا الجديد)¡ أجاب “لا أريد أن أكون مورينيو أو جوارديولا أو هاينكس جديد¡ كل منهم له شخصية مختلفة¡ وأنا كذلك¡ لا أقلد أحدا¡ أنا يورجن كلوب”¡ وواصل “أنا شخص كثير الأخطاء¡ لكن لحسن الحظ بإمكاني الاستفادة من تجاربي¡ كما أن عملي أكثر سهولة من مدربين آخرين¡ فأنا أتعامل مع كتيبة رائعة من اللاعبين¡ بإمكان المدرب تكوين فريق جيد من لاعبين عاديين¡ لكن إذا امتلك لاعبين متميزين¡ لذلك أنا مدرب مميز.
اكتب هذه المساحة بناء على دعوة كريمة من الزميل يحي الحلالي للكتابة كل أربعاء ولم أعرف بعد نتيجة لقاء الريال وبروسيا دورتموند لكن آيا كانت نتيجة لقاء الأمس بين الريال ودورتموند بان هذا المدرب قد وضع اسمه بين المدربين الكبار ليس بنتائجه المميزة مع فريقه هذا العام لكن بسلوكه الرائع والذي يستحق أن يكون نموذج يحتذى به من كل المدربين في العالم.
• • •
اسمع كلام اتحاد الكرة عن علاقاته المميزة مع بعض الاتحادات العربية والاتحاد الآسيوي لكن أشوف أموره استغرب¡ انظروا للعقوبات المفروضة على الملاعب اليمنية وصعوبة إجراء المباريات الودية لتعرفوا نوعية هذه العلاقات.