السيد عبدالملك الحوثي في خطابة بذكرى الهجرة النبوية.. تقدم الشعوب يخلق من رحم التحديات والمعاناة ..النجاحات التي حققتها القوة الصاروخية ممكنة في المجالات كافة

في خطابه بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة

 السيد عبدالملك الحوثي: أرى في شعبنا امتدادا لمجتمع الأنصار

■  دعاة الانفصال يبيعون الجنوب بثمن بخس

■  تقدم الشعوب وإزدهارها يخلق من رحم التحديات والمعاناة

 

الثورة نت/ عباس السيد:

دعا السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي اليمنيين إلى استلهام دروس الهجرة النبوية الشريفة والتمسك بالقيم والمبادئ التي تحلى بها مجتمع الأنصار من قبيلتي الأوس والخزرج اللتين شكلتا مع المهاجرين نواة للأمة والكيان الإسلامي.

جاء ذلك في خطاب متلفز ألقاه مساء أمس بمناسبة حلول ذكرى الهجرة النبوية الشريفة.

وحث السيد عبدالملك المجلس السياسي الأعلى على عدم الانشغال بالأمور الهامشية وإيلاء الاقتصاد جل اهتمامه، مشيداً بالتفاعل الذي أبداه المجتمع بفئاته المختلفة مع حملة دعم البنك المركزي.

وتطرق في خطابه إلى الأوضاع التي تعيشها بلادنا موجهاً اللوم لفصائل الحراك ودعاة الانفصال الذين يبيعون الجنوب بثمن بخس ويعقدون الصفقات والعقود الخاسرة مع الأجنبي مشبها الوضع الذي يعيشه الجنوب حالياً بما كان عليه أيام حكم السلاطين المدعومين من الاحتلال البريطاني.

وحيا السيد عبدالملك النجاحات التي حققتها القوة الصاروخية وأصبحت ذراعاً قوية لليمنيين يعمل لها الأعداء ألف حساب. وقال: أصبحت القوة الصاروخية منتجة مبدعة رغم الظروف التي كانت تعانيها من قبل، وذلك بفضل الجهد والمثابرة والقيادة الجيدة مؤكداً أن تلك النجاحات قابلة للتحقق في كافة المجالات.

شدد في خطابه على استلهام دروس الهجرة النبوية الشريفة والتحرك الجاد وعدم إضاعة الوقت

 السيد عبدالملك الحوثي: أرى في شعبنا امتدادا لمجتمع الأنصار

النجاحات التي حققتها القوة الصاروخية ممكنة في المجالات كافة

وقال في كلمته:

بمناسبة مراجعة عام هجري تذكرنا بحادث مهم هو الهجرة النبوية باعتبارها شكلت خطوة هامة في ميلاد الأمة الإسلامية والكيان الإسلامي، وتأتي هذه المناسبة ونحن في مرحلة نحن فيها بأمس الحاجة إلى الاستفادة منها واستلهام الدروس والعبر من كل أحداث التاريخ ومن سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وفي سيرة كل المصلحين.

الهجرة النبوية اعتمدت كتاريخ يرتبط بالشعائر الدينية كرمضان والحج، وللأسف هناك عزوف عن التاريخ الهجري إلى غيره وعلينا إحياء الاعتماد على التاريخ الهجري فلولاه لانمحت كثير من الأحداث والشعائر.

جعل الله رسالته عبر رسله وأنبيائه مشروع حرية، أراد من خلالها أن يحرر عباده من كل أشكال الظلم والاستعباد، وتلك هي الغاية في حركة الرسل، والعمل على توجيه الدور الإنساني، باعتبار الإنسان هو العنصر الأساسي.

قال تعالى”وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ ”

الرسالة الإلهية في كل تفاصيلها تسعى إلى تحقيق الرحمة للإنسان، وتضمن له الحياة الطيبة، والعدالة وتؤسس للروابط والعلاقات القائمة على أسس سليمة.

قال تعالى”وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ”

للرسالة الإلهية أهداف تسعى إلى تهذيب الإنسان.

قال تعالى”كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ ”

هذا المشروع الإلهي يصطدم بمشاريع للبعض من الفئات من الذين يفرضون إراداتهم ومصالحهم على كل الناس.. هذه الفئة يسميها القرآن بالمستكبرين الذين استكبروا .. وأحياناً بالطاغوت تريد هذه الفئة أن تهيمن بشهواتها وظلمها وتنطلق من دوافعها الغريزية، ولذلك واجهت على مر التاريخ المشروع الإلهي وأول هذه الفئة هو إبليس الذي رفض السجود لله.

ويحكي لنا القرآن نماذج كثيرة للمستكبرين كفرعون الذين رفضوا الرسالة الإلهية .المستكبرون ينشطون في مواجهة الرسالة الإلهية بين أوساط الضعفاء بالاستبداد والهيمنة وكل الوسائل والأساليب.

والكثير من الناس يرى نفسه ضعيفاً إما لفقره  لقوته أو إمكاناته، ولذلك يشكلون قاعدة وجمهوراً للمستكبرين مع أن المستكبرين لم يكونوا أقوياء إلا بالضعفاء ويصبح المستكبرون أندادا لله.

قال تعالى”وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ”

هناك عامل آخر من عوامل الانجذاب للمستكبرين وهو عامل المال، وتوصف هذه الفئة في القرآن بالمترفين الذين يستغلون أموالهم في

قال تعالى ” 34وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ/وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ”

وقد حال هذا العامل بين الضعفاء وبين الحق

قال تعالى” يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ”

وعلى مدى التاريخ كان المال عاملاً رئيسياً في التضليل والانحراف فانجذب الكثيرون نحو الأصنام وكائنات أخرى. ولم يكن ذلك لولا المستكبرون والمترفون.

هكذا تحركت الفئات المستكبرة في مواجهة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وتم تجنيد الضعفاء الذين لا يبرر لهم ضعفهم انحرافهم وانجذابهم للمستكبرين الذين استغلوا ثروات الضعفاء وقدراتهم وعن حالهم يوم الحساب يقول تعالى ” وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ”

لقد كانت هذه العوامل هي المؤثرة في المجتمع الملكي، كانت موازينه مختلة ونظرته عمياء وكان للمستكبرين دوافعهم أيضاً قال تعالى ” أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ “”

ولذلك أتى قرار الهجرة النبوية ، لأن سنة الله بالاستبدال قائمة، وبعيداً عن مجتمع مكة كان هناك مجتمع المدينة، وكان للقبيلتين اليمنيتين الأوس والخزرج ،اختاره الله تعالى بديلاً عن ذلك المجتمع، وكان مجتمع المدينة الذي آوى الرسول والمهاجرين وشكل مع المهاجرين نواة للأمة الإسلامية كان مجتمع مكة مجتمع طمع يلهث وراء الماديات بعكس مجتمع المدينة ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، هؤلاء هم أهل عطاء، هم البناة الحقيقيون للمجتمعات الكبيرة والمؤهلون لحمل القضايا والمبادئ الكبيرة ودوافع حقيقية للمشروعات الكبرى.

الطمع والجشع يذل الإنسان، وكما قال الإمام علي: الطمع رق مؤبد. وفي  هؤلاء الصابرين الكرماء قال رسول الله فيهم”إنكم ما علمتم تكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع” وقد قالوا هم عن أنفسهم” وإنا لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء.

وفي هذا المقام وبطبيعة الظروف والتحديات التي نواجهها نقول عن شعبنا اليمني انه امتداد لأولئك الأنصار. الآن هناك الكثير من القبائل ورجال شعبنا ونساء شعبنا من يذكرنا بعطائهم وصبرهم وعزتهم وشموخهم رغم كل ما يعانون ، نرى فيهم مجتمع الأنصار.

وبحكم انتمائنا للإسلام نتعلم كيف نكون في هذه الحياة وكيف نواجه التحديات وكانت الهجرة جزء من تلك الدروس واجه الأنصار التحديات في غزوة الخندق لم يكن الرسول في حركته اتكالياً كان يبذل ، يعمل ، يصبر.

مشكلتنا في هذا العصر هي مشكلة كل الأمم على مر التاريخ وهي سعي المستكبرين لإذلال الناس واستبدادهم ونجد في الاستكبار الأمريكي والإسرائيلي ومن حولهم نفس المشكلة، هم يريدون التحكم فينا واستعبادنا واستغلال ثرواتنا.. وهم يستغلون اختلال المبادئ والقيم لدى الضعفاء الذين يسخرون أنفسهم كعبيد لهم، كعميل، منافق وهناك من يُعبّد نفسه للسعودي ، وآخر للإماراتي، وذاك للأمريكي.

ونحن نقول للذين آثروا أن يكونوا عبيداً لأولئك : ما الذي حققتم حتى لأنفسكم، ما الذي أنتم عليه ما الذي حققه من في الجنوب هل حققتم غير أنكم جعلتم الإماراتيين عليكم، يسيطرون على كل شيء لا يعين مسؤول إلا برضاهم هل يرضى الحراك ومن كانوا يتحركون بعنصرية ضد إخواننا الشماليين بهذا الوضع كيف تخضع الآن للإماراتي الذي هو الآن الآمر عليك وهو مجرد خاضع للأمريكي .

ومن كان يتحدث عن الاشتراكية عن الإمبريالية الآن لا صوت لهم.. أنتم الآن مسلوبو الحرية أنتم فعلياً تحت الاحتلال، ولا يختلف الوضع عما كان عليه أيام السلاطين الذين كان تحت سلطة الاحتلال البريطاني التاريخ لن يحكم لكم اليوم يا من تخضعون للهيمنة الأجنبية، يا من تبيعون أرضكم بعقود بخسة.. أنتم الأخسرون.

ليس من العبقرية أن تبيع أرضك، وما يعطونكم من أموال لا يساوي شيئاً مما يكسبون الآن وبعد الآن، ولو كنتم أحراراً لكانت ثرواتكم التي يتسابقون عليها من كل مكان.

هم يتزاحمون على موانئكم وعلى ثرواتكم في المناطق التي يعرفون أنها واعدة في المستقبل يتزاحمون ليس لخدمتكم بحساب الدنيا أنتم خسرتم وبحساب الأخلاق والإنسانية وبحساب الدين أنتم الأخسرون.

السعودية لها أطماع معروفة في المناطق الشرقية وفي الجوف كونوا عقلانيين حتى بحساب الطمع لقد أصبحتم مجرد مأمورين مرتزقة من عبدربه إلى أصغر شخص.. لكننا على ثقة أن بقية أبناء الشعب اليمني لا يقبلون ما قبلتم به، لا يريدون إلا أن يكونوا أحراراً أعزاء.

للأسف البعض في المناطق الشرقية يعرضون حضرموت للأجنبي رأينا الطفل يخرج مصروفه، رأينا التاجر يدفع أمواله، تماماً كما رأينا في ميدان الشرف الذي تُصب عليه آلاف القذائف فلا يبرحون أماكنهم إلا شهداء، وحين تصل جثامينهم إلى أهاليهم يُستقبلون كما الأعراس.

وتوجه السيد عبدالملك للشعب اليمني بقوله: نحن اليوم معنيون بالثبات والصبر والتوحد، نحن اليوم أما فرصة تاريخية لأن يكون مخاض كل هذه الآلام والمعاناة لميلاد مستقبل زاه، كل الشعوب والأمم القوية المزدهرة ولدت من رحم الضغط والمعاناة والتحديات في مواجهة قرن الشيطان ، نحن معنيون بالتحرك الجاد نخباً وجماهير، وأشدد على النخب على ضرورة أن يكونوا عند مستوى ما يأمل منكم، الأكاديميون معنيون بالتحرك، الجماهير تتحرك بشكل جيد ورأينا تفاعلهم في حملة البنك المركزي الكثير من الأمم المزدهرة ولدت من مخاض المعاناة ، من المجاعات.. وهناك أمثلة كثيرة في العالم.

وحث السيد عبدالملك المجلس السياسي الأعلى على بذل أقصى الجهود، وقال: المؤسسات الحكومية والمجلس السياسي الأعلى عليه اليوم مسؤولية كبيرة أمام الله والشعب، اهتموا بالجانب الاقتصادي والإيرادي، لا تصدكم أي شواغل هامشية.

وسخر الحوثي من موقف العالم من المجلس السياسي الأعلى الذي منحه البرلمان الثقة وقال: نتوجه إلى العالم، أنتم مفضوحون لا يهمكم دساتير أو قوانين أو أنظمة أنتم معاييركم أخرى.

وأثنى في خطابه على نجاحات القوة الصاروخية وقال: أقول لشعبنا والجيش والأمن أيضاً ، انظروا إلى القوة الصاروخية التي صنعت شيئاً عظيماً رغم المعوقات والمحبطات التي كانت تعاني منها هذه القوة من قبل، لكنهم تغلبوا عليها بالصبر والجهد والمثابرة ، والقيادة الجيدة ، أصبحت القوة الصاروخية ذراعاً قوية ، منتجة، مبدعة مطورة ، وهذا ممكن في كل المجالات.

علينا عدم إضاعة الوقت، لقد مزقوا الأطفال إلى أشلاء وعلى الجميع الثقة بالله والتحرك وإيجاد البدائل في كل المجالات.

ودعا الله في ختام خطابه أن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى ويفك أسرانا وينصر شعبنا المظلوم.

قد يعجبك ايضا