القنابل العنقودية … خطر آخر يتربص بأطفال اليمن

الأسرة / زهور السعيدي

هل يموت ب 85 % من الأطفال من ضحايا الألغام الأرضية قبل الوصول إلى المستشفى .. عبدالرحمن طفل في مقتبل العمر خرج مع أبيه لأداء صلاة الجمعة بأحد أحياء أمانة العاصمة وبعد خروجهما من المسجد ركض أمام أبيه لالتقاط ما بدا له وكأنه قلم أو لعبة ملقاة على الأرض لكنها لم تكن غير قنبلة من مخلفات ما تلقيه طائرات العدوان لتنفجر فيه. لم يُقتل عبد الرحمن ولكنه فقد رجليه وما يزال في المستشفى بصنعاء رغم مرور أكثر من عام على هذه الحادثة التي وقعت في شارع هايل بالعاصمة صنعاء.

الطفل  عبد الرحمن  قد يكون محظوظا إلى حد ما إذ لا يزال على قيد الحياة فالكثير من أقرانه الصغار ذهبوا ضحايا لبقايا القنابل العنقودية التي تلقيها الطائرات السعودية ولا تزال في مختلف محافظات الجمهورية وعلى وجه التحديد في محافظتي صعدة وحجة الحدوديتين واللتين حصلتا على النصيب الأكبر من هذه الأدوات القاتلة القادمة من الأجواء.. هذه المعضلة باتت تشكل تهديدا حقيقيا للأطفال في اليمن يُضاف إلى قائمة طويلة  من  الأخطار التي تحدق بالطفولة جراء العدوان المستمر على البلاد  وتداعياته الكارثية على  مجالات الحياة.
برامج توعوية
خطورة المشكلة جعلت كثيرا من منظمات المجتمع المدني في اليمن تفرد لها حيزا لا باس به من برامجها وأنشطتها
التوعوية ومن هذه المنظمات على سبيل المثال منظمة رعاية الأطفال والتي تقيم برامج لتوعية لأطفال  وتمكينهم من حماية أنفسهم, كما يقول مسئولو المنظمة, من حوادث الألغام الأرضية وبقايا القذائف والمتفجرات من الحروب وذلك ضمن أنشطة المساحات الصديقة للأطفال في الحدائق والمتنزهات والمقامة حاليا في حديقتي البردوني بمديرية بني الحارث وهائل بمديرية معين بأمانة العاصمة والذي قوبل بدعم ومباركة من قبل مسئولي الحدائق والمتنزهات بالأمانة..
تثقيف الطفل
وتوضح افتكار الشميري مسئولة برنامج الحماية بمنظمة رعاية الأطفال بأن منظمة رعاية الأطفال تقوم بتقديم الخدمات الأساسية للأطفال من خلال التوعية بمخاطر الألغام والبقايا المتفجرة من الحروب فالتثقيف الصحي للأطفال هو برنامج يعلم الأطفال كيف يمكن ان يكونوا أصحاء وكيف يحافظون على صحتهم وانهم سيتحملون مسئولية الحفاظ على صحتهم وصحة الآخرين فسيستمتعون بحياتهم أكثر ويتعلمون بصورة أفضل وان يكون المرء صحيحا لا يعني بالضرورة ان يكون لديه جسم صحيح ولكن ايضا عقل نشيط والمقدرة على مساعدة الآخرين وان تكون البيئة التي يحيا فيها صحيحة فبوسع الأطفال إرشاد نفسهم والاخرين ليحظوا بهذا النوع من الحياة وتمكين الأطفال من وقاية أنفسهم من حوادث الألغام الأرضية أو بقايا الصواريخ المتفجرة والتعرف على الأوضاع الخطيرة التي عليهم تجنبها وأيضا التعرف على المواد الخطرة التي عليهم تجنبها وعدم لمسها أو العب بها وإبلاغ الآخرين بمخاطر الألغام الأرضية والبقايا المتفجرة من الحروب ومعرفة ما عليهم فعله عندما يكونون في وضع خطير كنتيجة الألغام الأرضية والبقايا المتفجرة من الحروب
وتضيف الشميري: إن منظمة رعاية الأطفال تساعد الأطفال على تفادي وضع أنفسهم في موقف خطير فيما يتعلق بالألغام الأرضية أو البقايا المتفجرة من الحروب .
قتل وتشويه
الألغام الأرضية والبقايا المتفجرة من الحروب تقتل وتجرح وتيتم الأطفال فهم على وجه الخصوص معرضون لخطر الإصابة والوفاة جراء الألغام الأرضية بسبب حجمهم الصغير ونظرا لان الأشياء ذات الأشكال الغريبة والألوان تجعلها تبدو كلعبة وان احتمال وفاة الأطفال بسبب الإصابة بلغم ارضي اكبر بكثير من احتمالات الكبار ويموت ما يقارب من 85 بالمائة من الأطفال من ضحايا الألغام الأرضية قبل الوصول إلى المستشفى وان الأطفال لاسيما النازحين العائدين إلى بيوتهم معرضون لخطر داهم من الألغام لأنهم الفئة الأقل خبرة ومعرفة بأخطار اللعب أو العبور في مناطق خطرة وتتسبب الألغام الأرضية في جروح فظيعة لربما يفقد الطفل بصره او حاسة السمع لديه أو أصابع القدم أو أطرافه ويعاني الأطفال نفسيا كذلك من صدمة الإصابة باللغم ودون توفر رعاية طبية كافية غالبا ما يتسرب الأطفال المصابون جراء لغم ارضي من المدرسة ويواجه هؤلاء كذلك آفاقا مستقبلية محدودة للتعليم والحصول على عمل وغالبا ما ينظر إليهم باعتبارهم عبء على أسرهم وتدمر الألغام الأرضية حياة الأطفال بقتل او تشويه أبائهم وأولياء أمورهم وتنتهك البقايا المتفجرة من الصواريخ والألغام تقريبا كل حقوق الطفل, كما تحرمه من الحياة ومن البيئة الآمنة والصحة والمياه النظيفة والتعليم المناسب .

قد يعجبك ايضا