أمريكا تدعي الديمقراطية وتحارب الجمهوريات .. وتدعم الملكيات وتدمر بلاد الحضارات!!
ماجد الثور
أي شرعية وأي دليل بعد خروج ملايين اليمنيين في ساحة (السبعين) ليثبتوا للعالم أنهم من يختار ويحدد من يحكمهم وليس رئيساً فاراً قدم استقالته ومن ثم هرب إلى عدن ومن ثم هرب إلى الرياض بعد أن أدرك أنه لم يجد موضع قدم يطأ عليه في اليمن هذا المنبوذ، كانت آخر ورقة تستخدمها السعودية لسوء حظها وهي تعرف استحالة قبول اليمنيين بهذا الرئيس.
ولكنهم وضعوا هذا من ضمن مبرراتهم للعدوان على اليمن ناهيك عن مبرر “حرب إيران في اليمن” و”قطع النفوذ الإيراني” كلها مبررات ضعيفة ليس لها أي أساس من الصحة , إلا إذا وضعت هذه المبررات مقابل مليارات لشراء الموقف الدولي والاممي وبث وإشاعة الاقاويل والأكاذيب بواسطة الآلة الإعلامية الكبيرة لتضليل الشارع العربي والإسلامي .
“الشرعية” القابعة في الرياض لا تمتلك من أمرها شيء سوى أنهم أداة يحركها أذناب أمريكا وبريطانيا وإسرائيل في تدمير ممنهج ومخطط له سلفا , ولكن لسوء حظ “المهلكة” أنها وقعت فريسة سهلة لمخططهم دونما تفكير أو تعقل للنتائج التي ستترتب عليها أوضاع المنطقة في حال فشلها وقد فشلت .
وكل آمالهم في الوعود التي قدمتها لهم أمريكا وبريطانيا وإسرائيل من خلف الستار، عدوان مبطن ودعم لوجستي غربي وعربي . جعل هذه المملكة تزداد عتوا ونفورا وتجبرا واستكبارا بقوتها وقوة حلفائها, وتناست قدرة الله عليها وأن الله غالب على أمره، فموقف الشعب واحد لا يتغير يرفض الوصاية الملكية التي تدعي إعادة الديمقراطية وهي بعيدة كل البعد عنها ولا تمت لها بأي صلة ولا تؤمن بها في مملكتها وفاقد الشيء لا يعطيه، فحكم المملكة يقوم على النظام الاستبدادي الديكتاتوري المحصور في الأسرة الحاكمة لا تتعدى سوى القليل من عملاء أمريكا وبريطانيا .
لم تترك السعودية دولة عربية وغربية إلا وطرقت أبوابها لأجل كسب موقفها السياسي أو لأجل شراء جنود من ذوي الدفع المسبق أو المغرر بهم أو أي تنظيم إرهابي متطرف , فتارة تنقلهم من جبهة إلى جبهة أخرى وهكذا وكان آخرها أن تم نقلهم إلى أراضيها وبذلك أدخلت التنظيمات الإرهابية إلى أراضيها في خيار هو الأصعب لها ..ومهما حاولت “المهلكة” الدفع بالمغرر بهم إلا أنها هالكة لا محالة . إلا في حالة واحدة فقط أن تخرج من هذا المأزق من دون ماء الوجه وهي صاغرة.
لا يوجد مجال للمكابرة أو اصطناع انتصارات وهمية كاذبة أو محاولات تزييف وإقناع الشارع السعودي بأن اليمنيين يستخدمون السحر في القتال فقد كانت صدمة لكل أكاديمي عسكري , فكيف لمتحدث رسمي باسم قوات التحالف يتحدث أو بالأصح يهذي نتيجة فشلهم أمام قوة وصلابة الجيش واللجان؟!! وهل هذا التبرير آخر التبريرات وهو المنافي للقواعد العسكرية التي كان يتحدث عنها بداية الحرب من أن الدفاعات الجوية سيطرت على الوضع في الربع الساعة الأولى من الحرب على اليمن أم أنه مبرر استخفاف بعقول شعب نجد والحجاز من تبريرات العسيري من الهروب الجماعي للجيش السعودي رغم إمكانياته الضخمة والهائلة وهذا من تصريحات الناطق العسكري ! أليس هذا مدعاة للسخرية؟!!.
وهنا دعت المملكة المخلص كيري للخروج من هذا المأزق وكأن كيري يمتلك نصيباً وافراً في تحديد مصير المملكة أصبح همه وشغله الشاغل الحفاظ على ماء وجوههم إما بالسلم أو الحرب، كيف لا وهم في خندق واحد وامتزجت السياسة الأمريكية بنكهة السياسة الابتزازية والتي صورت أو كشفت أو نجمت لحليفتها السعودية أن إيران خطر يستولي على دول المنطقة وأن على المملكة تقديم المال وشراء السلاح وإدخال آليات عسكرية ومدرعات لتقديمها إلى مناطق الصراع في اليمن وسوريا والعراق، واستطاعت أن تقنع المملكة أن عليها فرض سيطرتها على المنطقة قبل أن تخرج هذه الدول من إطارها وترتمي في أحضان إيران .
ونتج عن هذه السياسة الخراب والدمار بشعوب عربية أصيلة تمتلك من التاريخ والحضارة ما يفتقر إليه هؤلاء الأعراب البدو قطاع الطرق لتعتمد عليها أمريكا في تنفيذ مخطط الدمار لهذه الدول الحضارية الضاربة جذورها في التاريخ لتنال منها خيمة في الصحراء .
هذا ما تريده أمريكا في المنطقة العربية وتدمير التاريخ والحضارة والإنسان .
بدأت تجني أمريكا ثمار مخطط زرع زعامات صحراوية أدخلت كياناً سرطانياً خبيثاً لاغتصاب بيت المقدس لتحقيق الغاية , والهدف رجوع دول التاريخ والحضارة إلى قيادة قطاع طرق في الصحراء لتأمين إسرائيل في المنطقة بعد تدمير الآثار المتبقية من حضارات هذه الدول وتدمير الآثار الحضارية وتفجيرها ونسف ما تبقى على أيدي متطرفيها، والذين سبق وأن ألقت إليهم الأسلحة من الطائرات وإلا فمن أين لهم بها؟ ومن أعطى السلاح للمتطرفين هو من يعطيهم التعليمات وهو نفسه من يدمر ويقتل ويذبح وهذه أعمال قطاع الطرق في الصحراء من تعتمد عليه أمريكا في تدمير بلاد الحضارات بعد دراستها دراسة دقيقة من قبل علماء وخبراء آثار درسوا رموزها واحتفظوا بأسرار وعلوم هذه الحضارات العظيمة في الجامعات والمتاحف الغربية لدراسة تاريخ هذه الحضارات التي أذهلت العالم .
وجدت أمريكا وبريطانيا حاجتها الملحة للاستيلاء على ثروات هذه الدول بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي على ممر الملاحة الدولية والتي تربط بين الشرق والغرب بالإضافة إلى استنزاف موارد هذه الدول من الذهب الأسود وغيرها من المعادن.
هذه جميعها وغيرها جعلت من الدول الاستعمارية الطامعة في ثروات المنطقة التفكير في اختيار العملاء المناسبين لتكون زعامات وإيجاد دول اصطناعية لطمس الخارطة الجغرافية الحقيقية والسيطرة التامة على ولاء ملوك وأمراء ومشيخات الخليج لتجعل منها حضارة غربية كما يتسم طابعها المعماري وأبراجها المستحدثة بالحضارة الغربية التي تأثر بها بدو الصحراء، وواصلوا بناء الطابع الغربي إلى أمام الكعبة المشرفة ( برج الساعة ) لوقف أي توسع للحرمين في المستقبل بعد طمس ملامح وآثار مهبط الوحي وإزالة الآثار الإسلامية وبيوت الصحابة واستحداث لحضارة غربية مزيفة هدفها طمس ملامح التاريخ الإسلامي واستبدالها بتاريخ مزيف بعيد كل البعد عن المنهج السماوي وقيم الإنسانية والأخلاق.