الثورة اليمنية مستمرة
كلمــــــــــــــــة الثورة
تختزل ثورة أبناء الشعب اليمني في 21سبتمبر 2014م مسيرة نضال الشعب اليمني ضد قوى الطغيان والقمع والتسلط ، وضد قوى الغزو والاحتلال ، ففي تلك الثورة الوليدة اجتمعت وتلاقت معاني وأهداف ثورة الـ26من سبتمبر وثورة الـ14من اكتوبر المجيدتين .
ثورة الـ21من سبتمبر كانت تحركا شعبيا جماهيريا ثوريا ضروريا ضد نظام العمالة والارتهان المتمثلة في عبدربه منصور هادي وزمرته الخيانية ، التي انقلبت على كل التفاهمات والاتفاقات الموقعة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتلاعبت بمشروع الدستور، وأججت الحروب المذهبية القذرة في صعدة وحاشد وارحب والعدين والرضمة ورداع ، وأطلقت يد قوى الشر والإرهاب في ممارسة عمليات الاغتيال السياسية التي راح ضحيتها خيرة أبناء اليمن ومفكريه وقياداته المدنية والعسكرية.
وفي عهد هادي الأسود ظل الفساد والتآمر ضد اليمن وأبنائه ومقدراته ، والارتهان للسعودية وأمريكا وبريطانيا السمة الأبرز وصولا إلى محاولات تدمير القوات المسلحة وتفكيك منظوماتها التسليحية خدمة للمخطط الشيطاني الخارجي التآمري ضد الدولة اليمنية .
لقد أثبتت الأحداث والتطورات أهمية الحراك الثوري الوطني الذي أنجزته ثورة 21 سبتمبر ضد العصابة الإجرامية الإرهابية القابعة اليوم في عاصمة التآمر والعدوان الرياض ، وهي العصابة التي يتخذ منها العدوان السعودي الأمريكي التحالفي المجرم غطاء ومطية ومبررا لعدوانه ومرتزقته لتمرير مخططاته العدوانية في غزو واحتلال اليمن وتفكيكه لا سمح الله .
لقد استطاعت قوى ثورة الـ21من سبتمبر وعبر اتفاق السلم والشراكة الموقع من قبل معظم القوى السياسية أن تعيد الاعتبار لقيم الشراكة والوحدة الوطنية، ولاستقلال القرار الوطني وبرعاية الأمم المتحدة، وهو مالم يرق للسعودية وامريكا وبريطانيا التي ظلت تمارس وصايتها وتدخلها السافر في كافة شؤون الشعب اليمني الكبيرة والصغيرة .
ومن أجل افشال تنفيذ اتفاق السلم والشراكة اوعزت قوى العدوان تلك لهادي ومن معه من قوى العمالة والارتهان والتآمر في الداخل بالتسويف والمماطلة في تنفيذ بنود الاتفاق وتمهد بذلك لشن العدوان الذي فاجأ الجميع في 26مارس2015م ، بينما كان حوار موفمبيك برعاية الأمم المتحدة لا يزال منعقدا .
وفي مواجهة العدوان السعودي الأمريكي التحالفي المجرم على اليمن استطاعت ثورة 21سبتمبر مع القوى الوطنية قيادة المواجهة ومعركة التصدي للعدوان والتي لا تزال فصولها تتوالى ثباتا ، وعزما ، وتضحيات كبرى ، وانتصارات مؤزرة وضعت تحالف العدوان ومرتزقته في موضع العاجز عن تحقيق أي من أهدافه بحمد الله.
ثورة الـ21 من سبتمبر استطاعت الحفاظ على الدولة ومؤسساتها وترسيخ الأمن والاستقرار في أصعب الظروف، وأعادت الاعتبار لكرامة الشعب اليمني العظيم في مواجهة غطرسة وصلف العدوان السعودي الأمريكي التحالفي المجرم ، من أجل ذلك يستمر التكالب والعداء للشعب اليمني من قوى الاستعمار والإرهاب بشتى الصور والأساليب السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والأمنية والعسكرية التي تتهاوى بفضل الله أمام وعي أبناء الشعب اليمني وشجاعتهم وعنفوانهم وتضحياتهم الغالية.
وما من شك بأن اليمنيين يدركون اليوم بأنهم يخوضون معركة وجود أمام قوى الشر والإرهاب الاستعماري الرجعي التي استهدفت بمؤامراتها ثورتي 26سبتمبر و14 اكتوبر المجيدتين ، واستهدفت ولا تزال الوحدة اليمنية 22مايو بشتى أنواع التآمر الذي نما واستفحل في ظل العدوان ومشروعه في الغزو والاحتلال .
وأمام الذكرى الثانية لثورة 21سبتمبر والذكرى الرابعة والخمسين لثورة 26سبتمبر والثالثة والخمسين لثورة 14 اكتوبر علينا اليوم كيمنيين رص الصفوف وتناسي الخلافات والاحقاد والحزازات للوقوف صفا واحدا في مواجهة العدوان وأدواته القذرة، والنهوض بمتطلبات المرحلة الدقيقة والحساسة من تاريخ شعبنا وعلى كافة الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها، غير معتمدين إلا على الله وعلى قوانا الذاتية ومقدراتنا الوطنية، وأن نصنع انطلاقتنا اليمنية المكللة بالانتصار وبناء الدولة اليمنية العادلة.. دولة القانون والديموقراطية والمساواة والشراكة الوطنية .
المجد والانتصار لليمن الموحد الحر الكريم .
الرحمة والرضوان لشهداء الجيش واللجان الشعبية.
الشفاء للجرحى .
وكل عام والوطن بخير .