عيد الأضحى المبارك في عيون أبناء أبين

العيد مدرسة العفو والتسامح وفرصة لزيادة أواصر المحبة والأخوة

نيران الحرب أطفأتها لمة الأهل واجتماع الأصدقاء بالعيد

منذ اللحظة الأولى لإعلان تشكيل المجلس السياسي الأعلى أصبح لليمن درعا وسيفاً

تحية إعزاز وإكبار لرجال الجيش واللجان الشعبية الذين يواجهون التحديات ويحققون الانتصارات

صواريخ العدوان السعودي لن تقلل من رصيد اليمن المليء بالأفراح

أبين/ عبدالعزيز شمسان  

لطالما كانت العديد من شوارع محافظة أبين تنبض بالحياة في مواسم الأعياد قبل أن تحول طائرات العدوان السعودي الغاشم معظم شوارعها ومنازلها إلى ركام
وبالرغم من حسرة فقدان الأحبة، وألم النزوح عن الديار كانت لإرادة أبنائها في حب الحياة والبحث عن الأمل النصيب الأكبر لاستقبال عيد الأضحى المبارك بمهرجان فرح تجددت من خلاله روح أبنائها المتجددة والمتحدية للأعداء، وشكل أطفالها طوفاناً من الفرح والمحبة تجسدت فيه أجمل صور التضامن والمحبة
«الثورة» نزلت إلى الشارع والتقت العديد من أبناء محافظة أبين لاستجلاء آرائهم حول عيد الأضحى المبارك .. وكانت هذه هي الحصيلة:

* البداية كانت مع المواطن محمد، الذي تحدث عن مشاعره بهذه المناسبة قائلاً:
– العيد شيء جميل تتجلى فيه أعلى معاني الرحمة والعفو والتسامح والانتصار والعزة والكرامة للمسلمين.
ويضيف: بالرغم من الظروف التي تعيشها بلادنا نتيجة الحرب والحصار السعودي إلا أنه والحمدلله استطعنا إحياء هذه المناسبة الدينية العظيمة التي استقبلت بفرح وسرور وتفاؤل كبير، بأن لا يعود العيد المرة المقبلة إلا وقد حققنا النصر على آل سلول.
واختتم محمد حديثه بالقول: بمناسبة عيد الأضحى المبارك ومن خلال صحيفتكم الغراء أتقدم بأطيب التهاني والتبريكات لرجال الجيش واللجان الشعبية الذين يواجهون التحديات ويحققون الانتصارات، صحيح إننا لم نرى صورهم أو نعرف هوياتهم، ولكننا نعلم أنهم لا ينامون طرفة عين، للدفاع عن اليمن أرضاً وإنساناً، وكل عام وأنتم بصصصصصصصصwخير.
تفاؤل كبير
* أما الأخ/ أبو عدنان مسعود بدأ حديثه متفائلاً حيث قال: إن العيد هو من أجمل الأيام ، فيه نستذكر الأشياء الجميلة ونحيي العادات والتقاليد التي تربينا عليها منها زيارة الأهل والأقارب وصلة الأرحام وتفقد أحوال الفقراء، الأمر الذي يخفف من الضغط النفسي الذي يعانيه الفرد وخصوصاً في وضع مثل وضعنا الحالي، لكي نتفائل بأن يأتي العيد القادم بأجمل حلة إن شاء الله.
وأردف قائلاً: أعتقد أنه آن الأوان كي نقول كفى للحزن ونبادر من الآن بتوحيد الصف وتخليص الأبدان بما لحق بها من أدران كي نبدأ مسيرة الوطن ولملمة جراحه العميقة، ونوحد جبهاتنا الداخلية لمواجهة العدوان الغاشم .. وأنا واثق بأن هذه المناسبة العظيمة ستكون فاتحة خير على وطننا الغالي.
ثالوث بغيض
* وبدوره تحدث الأخ علي صالح سالم من أبناء مديرية جعار بالقول:
– داعش والقاعدة والعدوان السعودي الغاشم ثالوث بغيض دمر كل ما هو جميل في هذه المحافظة، حيث استهدفوا العديد من البنى الأساسية والمرافق العامة في محافظة أبين ومنها، المنتزهات والحدائق التي كان أطفال المحافظة يقضون أوقاتهم بين أراجيحها خاصة أيام المناسبات منها مناسبة عيد الأضحى المبارك التي لم يبق منها اليوم إلا أنقاضاً بعد أن دمرها الثالوث اللعين، لكن إرادة أطفال المحافظة ورغبتهم في ممارسة طقوس العيد لهذا العام جعلتهم يبحثون عن البديل ويجدون ضالتهم ما بين الأزقة والأحياء الصغيرة ليتغلبوا بذلك على ظروف الحرب الصعبة.
وأضاف: الحمدلله استقبلنا عيد الأضحى بفرحة وسرور وسط تفاؤل كبير بالغد المشرق، حيث توجهنا بعد صلاة العيد جماعة كما أعتدنا كل عام أن نتقيد بالسنة النبوية في التوجه إلى النحر، ومن ثم نقوم بزيارة الأهل والأصدقاء ونواسي الفقراء ليشعروا بسعادة العيد وفرحته .
العيد أجمل هدية
* وفي ذات السياق تحدثت الأستاذة سميرة عبدالله قائلة:
– يعني لي عيد الأضحى المبارك الكثير، فهو فرصة لزيارة الأرحام وذوي القربى وفرصة لتحسس آلام المحتاجين والمرضى والفقراء والإحسان إليهم بالطريقة التي أمرنا بها ديننا الإسلامي الحنيف، كونها مناسبة عظيمة ننتظرها بفارغ الصبر لأنها تظُل أبناء أبين بخيمة واسعة من التكافل الإنساني والاجتماعي وتجعل الجميع يشعرون بأنهم سواسية وهذا أهم شيء وأجمل هدية قدمها لنا العيد.
حصار وفقر
* كما التقينا الأخ/ عبدالقادر محمد من أبناء خنفر جعار وقد تحدث إلينا بلسان ينضح بالمرارة والألم، قائلاً:
– انعكست أجواء الحرب والحصار والفقر على استقبال العيد حيث شهدت الأسواق حالة ركود اقتصادي وارتفاعاً جنونياً في أسعار الأضاحي وكذا أسعار المتطلبات الأخرى، وما يزيد الطين بلة هي الظروف الصعبة التي يمر بها  معظم أهالي أبين والتي كانت سبباً رئيسياً في سلبهم فرحة العيد.
ويضيف: كل هذه المصائب لم تثننا عن أداء شعائر العيد، صحيح جيوبنا فارغة لكن قلوبنا مملوءة بالحب، واستطعنا أن نجعل من هذه المناسبة محطة تتعانق فيها القلوب والأرواح قبل الأجساد، وتصافحنا وتصفينا كبيرنا وصغيرنا من الغل والحقد والحسد.
فالعيد فرصة لتأكيد المودة والتألق واللحمة الوطنية وطي صفحة الحزن الذي تنظر إلى الحياة بعين الريبة والشك والخوف من المجهول.
درع وسيف
وحول الواقع المرير الذي يعيشه أبناء أبين كانت لنا وقفة مع الوالد أحمد صالح ، حيث قال: إن الواقع المرير الذي نعيشه اليوم نتيجة الحقد السعودي الأعمى حرمنا من الفرحة الحقيقية بهذه المناسبة العظيمة، بالإضافة إلى الظروف المعيشية الصعبة التي من خلالها عجز الكثير من أبناء المحافظة من شراء حاجيات العيد من الملابس والأضحية وغيرها من متطلبات العيد.
لكن أملنا بالله سبحانه وتعالى ثم بالمجلس السياسي الأعلى الذي من خلاله أصبح لليمن درعا وسيفاً أن تزول السحابة السوداء من سماء بلادنا وأن تكون فرحتنا يوم النصر الأكبر على عدونا التاريخي السعودية، التي تقلل حربهم من رصيد اليمن المليء بالأفراح.
أجواء عيدية خاصة
* أما المواطنة نهلة طاهر قالت:
– نحن أبناء أبين لنا أجواء خاصة للتحضير للعيد من الحلويات والملابس، وبالرغم أن المحافظة تمر بأزمة لكن أيش بيدنا نسوي غير الصبر، وحياتنا لازم تستمر، بلادنا ما في أحسن منها ومستحيل نقف عند هذه الأزمة الحمدلله استقبلنا العيد وفرحنا به كل واحد منا بحسب ظروفه، وربك كريم وما ضاقت إلا وفرجت.. أهم شيء نحافظ على اليمن ووحدته.
فرح ومعاناة
* أما الحاج صالح مقبول، فقد أطلق الآهات متحدثا عن أوجاعه ومرارة ما يعيشه أبناء الشعب اليمني قائلا: بصراحة لست أدري أن افرح بالعيد أم أحزن على أبناء بلدي لفقدان إخوانهم مابين شهيد ومقتول، أم أعزي على سقوط جنوب الوطن بيد المحتل.
* وأضاف: يا ابني أنا عمري 67 سنة، وعشت فيها أجمل أيام عمري منها أيام العيد التي كانت مليئة بالفرح والسرور بالغد المشرق، بعكس هذا العيد الذي أصبح كالكابوس نتيجة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على وطننا الحبيب.
واختتم الحاج صالح حديثه بالقول: الوطن ينادينا فلا تخذلوه حكموا عقولكم فنحن أبناء وطن واحد، لا تبيعوا أنفسكم للشيطان، وساندوا الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. يكفي عنصرية وغباء، فليس هناك من هو احنج على الوطن أكثر من أبنائه.

قد يعجبك ايضا