الثورة/ وكالات
أكد الرئيس فلاديمير بوتين أن موسكو ملتزمة بتعهداتها حول الهدنة بسوريا ولن تبوح بتفاصيل اتفاقها مع واشنطن ما لم تلمس لديها رغبة بذلك، وإن كان شدد على أنه لا يلمس مسوغا لهذا التكتم.
واعتبر بوتين في مؤتمر صحفي على هامش قمة رابطة الدول المستقلة في بيشكيك أمس أن رفض الولايات المتحدة الإفصاح عن فحوى الاتفاق الروسي الأمريكي، نابع من أنه إذا ما أميط اللثام عن تفاصيله، سيتضح للمجتمع الدولي ما ينفذه هذا الطرف أو ذاك، وما يعجز هذا الطرف أو ذاك عن تنفيذه.
وأضاف: “شركاؤنا الأمريكيون يطالبون بالشفافية والتعددية على الدوام وفي كل محفل، إلا أنني لست مندهشا بالمطلق لانحرافهم عن مبدأهم هذا على حلبة هذه القضية، نظرا للصعوبات التي تواجه الولايات المتحدة في سوريا وتتمثل في عجزها عن الفصل ما بين المعارضة “السليمة” والزمر “الشبه إجرامية”، ولأن ذلك نابع من الرغبة في الحفاظ على القدرات القتالية للمسلحين ضد حكومة الرئيس /السوري بشار/ الأسد الشرعية”.
واستطرد قائلا: “يبدو أن شركاءنا الأمريكيين يقعون في نفس الحفرة التي سقطوا فيها غير مرة، وهذا منحى خطير قد تسلكه التطورات”.
وشدد بوتين على أن روسيا تواصل تنفيذ جميع التزاماتها في إطار الاتفاق الروسي الأمريكي، بل توصلت إلى الاتفاق مع الرئيس الأسد، والحكومة السورية، وها نحن شاهدون على تنفيذ القوات /الحكومية/ السورية التزاماتها.
وأكد أن روسيا والولايات المتحدة تطمحان لإحلال السلام في سوريا وهدفهما المشترك يتمثل في مكافحة الإرهاب الدولي، معربا عن أمله في أن يتم التعامل بين الجانبين بمصداقية على هذا الصعيد، إذا لا يمكن السير قدما في اتجاه تحقيق الأهداف المنشودة بمعزل عن ذلك.
من جهته برر ممثل بعثة أمريكا لدى الأمم المتحدة رفض بلاده إطلاع مجلس الأمن على تفاصيل الاتفاق الروسي الأمريكي بشأن الهدنة في سوريا بقوله، إن من شأن ذلك أن يؤثرعلى إيصال المساعدات الإنسانية.
وقال ممثل البعثة “نحن نركز الآن على تنفيذ الاتفاق (الروسي – الأمريكي)، وبخاصة فيما يتعلق بالحاجة الماسة لإيصال المساعدات الإنسانية، وبما أننا لم نتمكن من الاتفاق على نهج لإعلام مجلس الأمن، الأمر الذي من شأنه أن ينتهك الإجراءات الأمنية للتحضيرات، فقد تم إلغاء الاجتماع، ونتوقع مشاركة كبيرة في قمة بخصوص سوريا الأسبوع المقبل، عندما يجتمع قادة العالم في نيويورك”.
وكان المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، أعلن الجمعة أن جلسة مجلس الأمن الدولي حول سوريا التي كان مقررا عقدها أمس الأول ألغيت بسبب رفض واشنطن نشر تفاصيل اتفاق الهدنة.
وقال تشوركين ” لا نستطيع أن نطلب من أعضاء مجلس الأمن دعما لموضوع، لا يعلمون ما هو مضمونه”… مضيفا إن الولايات المتحدة ترفض ليس فقط توفير الوثائق، ولكن “حتى مجرد قراءة هذه الوثائق لأعضاء مجلس الأمن”.