عيدية..
فارس العلي
تضاء القرية بالأخضر وكان للكهرباء في الريف حميمية تجعلك تحتضن الضوء و تعانق التلفزيون لعظمة ما تقدمه الميديا ، و اثناء صلاة العشاء نرتص الجماعة
نصبح بثياب العيد في الركعة الثانية ، تغمز السعادة بعيني طفل متعه و اهدافه واضحة النقاء ،
تخطط شكل البهجة . و تنكر الطفولة محاولة الحقد و حسابات الكراهية ، كان معي كلب تهش حفحفته إنساني.
في البيت اعلم الفرحة النوم مبكرا
احفل بتغطية انامل الحنان ، الضوء الذي أعاده للشمس ومات …
أبي،
اطعمني نضارة الحياة، جمالا
يقص الليل حكاية الزمان والمكان.
نجتمع، والأطفال يصخبون و واليافعون ساهون أكثر ،
نبدأ تعنيف الاحتفال تجاه القرى المجاورة بأقصى شعرية امتلكها إبن القبيلة ، نرددها معا كأغنية مكسيكية قديمة.
نتفازع حيود و شعاب الجبال تئن صداه.. تتشاجع عصبتنا المتماسكة ونخفت الزوال
يرتجف شغاف الخوف الطفولي المشاغب ، حائرين بين التصعيد وعودة حضور غنج الأخوات اثناء متعة الحناء.
يتفجر العيد من العابنا الطبيعية ،
تغسل الأمهات راحتنا بالشوكولاته، و ينسين تعفن روائح ملابسنا المهترئة، تتغامز الفتيات أناقة اليافعين ،
و تتحالى ضحكات الأطفال وظفرهم فرحة العيد اخيرا ،
يبهت صداه قليلاً منذ لحظة ارتداء الملابس الجديدة و إلى المغرب عندما يتذكر مسؤوليتهم أطفال الريف ،
لكن بين الحين والآخر تظهر الأم سعيدة بهيجة كلما انتقصت اللحظة ألقها، وأحيانا ينقذ الأب ابناءه
بإعفاء كل المسؤوليات في ثلاثة أيام العيد الأولى.
أغنية مجاورة وهجها يتردد اثناء توافد زيارات الأقارب من المدينة ومناطق و محافظة أخرى،
ننتعش بقادم لا يشبهنا كثيرا،
طططصارخة عبثيته طفل المدينة و طفولته لا تحفل بخسارة و فقدان أشياء كثيرة.
ليالي الريف تفزع ابناء المدينة و كثيرا ما يكتشف أطفال الريف هذا السر.
* سرد لجزء من حكايات و ذكريات طفولة ريفية.