تحقيق/ وائل الشيباني
ينتظرون العيد بفارغ الصبر حتى يفرحون بثيابهم الجديدة والعسب الذي يعني لهم الكثير هذا هو حال أطفال اليمن في هذه الأيام متناسين كل الظروف المحيطة وضاربين عرض الحائط أصوات الانفجارات وهدير طيران العدوان الذي وقف عاجزاً أمام رغبتهم الحديدية بالفرح وقضاء أجمل أوقات السنة في أيام عيد الأضحى المبارك … استعداد الأطفال النفسي لاستقبال العيد ورأي أرباب الأسر حول ذلك وغيرها من التفاصيل تجدونها في هذا التحقيق فلنتابع:
الطفل علي الحرازي ينتظر العيد بفارغ الصبر ويقول :أحب العيد وأعد الأيام والليالي لقدومه لأنه يحمل لنا كل ما هو جديد وجميل وفيه نزور أقرباءنا ونلبس ملابس جديدة ونذهب للحدائق ونجتمع مع الأهل ونقضي أوقاتاً جميلة مع الأصدقاء والأقارب ولا أبالي بأي شيء ولا أخاف من الحرب وأصوات الطائرات وغيرها فقد بتنا متعودين على ذلك ولا يقدر احد أن ينتزع منا فرحتنا بالعيد مهما حدث .
أما شقيقته رغد فقد أكدت أنها تحب العيد جدا لأنه كما تقول يعني لها الفرحة واللعب والسرور طوال الوقت والذهاب للنزهة مع أسرتها وأكل الحلويات المتنوعة .
( فرحة مشتركة )
لا يختلف الطفل محمد ادريس عن أقرانه من الأطفال في حبه الزائد للعيد ويقول :أجمل حاجة في العيد هو العسب الذي أحصل عليه من والدي والأهل وأقوم بتجميعه وإعطائه لوالدتي للذهاب إلى يمن مول واللعب هناك أنا وإخوتي.
وأضاف : أمي وعدتني بأنها ستأخذني إلى أي مكان أريد في العيد ولم تمنعني من الذهاب إلى أي مكان كما حدث في العيد السابق لأنها كما قالت لي لم تعد تخاف من طائرات العدوان كما كانت من قبل لذا أنا فرح جداً وإخوتي طلال وبلال كذلك حينما قالت أمي هذا الكلام لأننا سنستطيع الذهاب لكل الأماكن التي نحبها
(رغبة بالفرح )
يفرح أولياء الأمور لفرح أطفالهم فكل همّ رب الأسرة هو كيف يدخل السعادة إلى قلوب أطفاله الصغار أيام العيد.
عبدالله سعدان يقول: كنا منذ بداية العشر من ذي الحجة أنا وزوجتي نفكر في ملابس العيد التي سوف نشتريها لأبنائنا الصغار كونهم سبعة والطفل لا يعرف شيئا عن مشاكل الدنيا وهموم الآباء المهم هو أن توفر له حاجته من ملابس جديدة وأحذية وحتى الأشياء الصغيرة والحمد لله استطعنا أن نوفر لهم كافة احتياجاتهم وكم نحن سعداء بقدوم العيد من أجل سعادة أطفالنا فالعيد كما يقول وسيلة لأجل إدخال البهجة والسرور في نفوس الأطفال لذا لم نسمح لأي سبب كان أن يحرم أطفالنا من المتعة حتى وان كانت الحرب .
الرغبة الشديدة بالفرح أيام العيد ازدادت مع ازدياد حجم الحصار والدمار وتحليق الطيران هذا ما أكدته أم مروى وهي تحدثنا بشفاه مبتسمة عن أطفالها الصغار الذين ينتظروا العيد بفارغ الصبر أطفالها كما قالت علقوا ملابسهم الجديدة وهي لا تزال بداخل أكياسها ويجربونها كل ليلة وهم يستعدون لاستقبال أيام العيد الأضحى بكل الوسائل برغبة غريبة للفرح بعكس باقي الأعياد .
(لا تقتلوا فرحة الأطفال )
الحصار الخانق على بلادنا أدى إلى رفع أسعار ملابس العيد وغيرها من المواد الأساسية وهذا ما زاد العبء علينا وما أخافه أيضاً أن يقوم أصحاب الحدائق والمتنزهات باستغلال العيد ورفع الأسعار مما سيصعب علينا إخراج أطفالنا للنزهة، هكذا استهل الأخ/ منصور الربيعي موظف حكومي حديثه وأضاف قائلاً : أتمنى من المسؤولين على الحدائق ألا يرفعوا أسعار الألعاب في الأعياد فالأطفال ليس لديهم إلا أيام العيد ليفرحوا بالألعاب المختلفة والمتنوعة داخل الحدائق ولا نريد أن نفاجأ بارتفاع أسعار الألعاب عن الأيام العادية ويطرح تساؤلاً على مسؤولي الحدائق قائلا : لماذا تقتلون فرحة أطفالنا …؟
توجيه الأطفال
نظرا لتشعب طلبات الأطفال خلال أيام الأعياد تظهر بعض المنغصات أبرزها الألعاب النارية لذا يرى علماء النفس الاجتماعي أن على الأهل أن يوجهوا أطفالهم الوجهة الصحيحة لاسيما وأن أسلوب التربية الحديثة فتحت نافذة وفرصة فريدة لوضع إطار يستجيب لطموحات الطفل وما يفكر به وما على الوالدين سوى ترقب الأحداث بحذر وصمت وإعطاء الملاحظات بمنتهى الشفافية حتى يكون الطفل راضيا ومستجيبا وإن كانت هناك تحذيرات من خلال استخدام الأسرة عدة أساليب لترغيب الطفل في عمل الأشياء الجيدة والبعد عن مضايقة الآخرين لكي لا نحرم أطفالنا من فرحتهم بالعيد يجب علينا ان نعوضهم بأشياء أخرى يحبونها ويفضلونها كالذهاب إلى المنتزهات والخروج إلى مناطق جديدة وبعيدة لزيارتها لتكتمل فرحة الطفل بالعيد .
( عيد المسلمين )
يجب علينا أن لا نسمح لأي سبب كان ان يحرم أطفالنا متعة العيد فالفرح فيه سنة ولبس أجمل الملابس والتطيب وزيارة الأقارب كذلك لذا يجب على أولياء الأمور ان يستشعروا العيد وان يبذلوا ما بوسعهم لإسعاد أطفالهم هذا ما أكد عليه الداعية محمد قصيلة وأضاف: عيد الأضحى هو عيد المسلمين كما هو عيد الفطر لذا لا بد علينا أن نزرع الحب والوئام في ما بيننا ونتسامح ونتزاور وننسى الخلافات والضغائن حتى تعم السعادة الجميع.
(موعد مع الفرحة )
الطفل دائما على موعد مع الفرح ..لا ينفك أحدهما عن الآخر ليكون المجموع أنشودة عذبة تشنف آذان الجميع مغردة مع أسرته .. هذا ما يؤكده علم النفس الإكلينيكي، مشيراً إلى أنه لابد أن يكون الطفل أسعد الكائنات بقدر الإمكان وأن يكون الجميع ضاحكا لضحكاته ومكملا لمرحه ومتابعا لحركاته وانطلاقته وعاملا بكل جهد لإدخال لحظات المتعة على دقائقه وثوانيه ليجعل أيام عيده احتفالية جميلة .. ويقول علم النفس الإكلينيكي: إنه يجب السعي ووضع البذرة الصالحة في مكانها ورعايتها حتى تتحقق لنا القدوة وتكون كل أيام أطفالنا أعيادا.