اليمن يودع العلامة المجتهد محمد بن محمد المنصور

ودعت اليمن أمس العلامة الكبير المجتهد محمد بن محمد المنصور رئيس الهيئة الاستشارية العليا لرابطة علماء اليمن.
وانتقل العلامة المنصور إلى جوار ربه فجر أمس بصنعاء بعد عمر حافل امتد لـ104 أعوام قضى معظمه في خدمة الدين والوطن والأمة العربية والإسلامية وترك الراحل الكبير ارثاً علمياً ثميناً وبصمات ملموسة في نهضة اليمن الفكرية والتعليمية والحفاظ على هيويته من خلال ما جمعه من مؤلفاته الشهيرة.
ونعت رابطة علماء اليمن العلامة المجتهد محمد بن محمد المنصور رئيس الهيئة الاستشارية العليا للرابطة الذي وافاه الأجل فجر أمس بعد أن قضى معظم عمره في خدمة الدين والوطن والأمة العربية والإسلامية .
وأشار بيان النعي إلى أن العلامة المنصور أثرى المكتبة الإسلامية بمؤلفاته القيمة وأفنى عمره في خدمة العلم والتعليم وخدمة الدين والأمة الإسلامية، وكان له الإسهام الكبير في نهضة اليمن الفكرية والتعليمية والمحافظة على أصالته وهويته من خلال مؤلفاته المشهورة و تدريسه للطلاب الذين بلغ بعضهم مرتبة الاجتهاد ومن خلال اهتمامه البالغ ورعايته المباشرة لطلاب العلم .
وفي ما يلي نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157).
والقائل : يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)
والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وآله الطاهرين وصحابته المنتجبين القائل (الأجر على قدر المصيبة، فمن أصيب بمصيبةٍ فليذكر مصيبته بي؛ فإنكم لن تصابوا بمثلي.
والقائل صلى الله عليه وعلى آله وسلم {(موت العالم مصيبة لا تجبر ، وثلمة لا تسد، وهو نجم طمس…..).
وبعد
بقلوب يعتصرها الألم وجو مشبع بالأحزان والأسى تنعي رابطة علماء اليمن للأمة العربية والإسلامية السيد العلامة المجتهد الرباني / محمد بن محمد بن إسماعيل المنصور – رئيس الهيئة الاستشارية العليا لرابطة علماء اليمن رحمه الله تعالى والذي وافته المنية قبيل فجر يومنا هذا الجمعة الموافق 7/ ذو الحجة/ 1437هـــ الموافق 9/9/ 2016م عن عمر ناهز الرابعة بعد المائة قضى معظمه في خدمة الدين والوطن والأمة العربية والإسلامية .
إن وفاة مثل هذه القامة العلمية لهي بحق مصيبة لا تجبر وثلمة لا تسد كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لقد كان هذا العالم العابد الورع نجما من أنجم الاقتداء والاهتداء ومرجعية من مراجع الإفتاء للأمة الإسلامية كلها وليس لأهل اليمن فحسب، فقد أثرى المكتبة الإسلامية بمؤلفاته القيمة وأفنى عمره في خدمة العلم والتعليم وخدمة الدين والأمة الإسلامية.
كما أسهم الفقيد الإسهام الكبير في نهضة اليمن الفكرية والتعليمية والمحافظة على أصالته وهويته من خلال مؤلفاته المشهورة و تدريسه للطلاب الذين بلغ بعضهم مرتبة الاجتهاد ومن خلال اهتمامه البالغ ورعايته المباشرة لطلاب العلم .
وكان للفقيد الأثر العظيم في مجال تقنين الشريعة الإسلامية عندما كان عضوا في مجلس الشعب التأسيسي.
لقد أجمع على فضله الخاص والعام والقريب والبعيد والعدو قبل الصديق وكان محل تقدير الجميع بلغ مرتبة كبرى أهلته لأن يكون وزيرا للعدل والأوقاف وناظرا للوصايا فكان ذلك العالم الورع التقي والشخصية النزيهة التي حافظت على مقدرات الأوقاف وهيبة العدل.
وكانت له رسائله وبياناته المزلزلة لعروش الظالمين إبان حروب صعدة الست الظالمة التي دلت على أنه لم يكن يخشى إلا الله في الوقت الذي كان فيه الكثير يعيش حالة الخوف والرعب والمداهنة.
ورابطة علماء اليمن إذ تنعي الفقيد تتقدم إلى أسرة الفقيد و الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية بأحر التعازي والمواساة بفاجعة وفاة هذا العالم الرباني العابد الزاهد أحد علماء الأمة وعظمائها ونجوم الآل الكرام بعد تاريخ مشرق حافل بالعطاء والبذل في تبليغ رسالات الله وتعليم عباده وخدمة الأمة ومواساة المستضعفين ومقارعة المستكبرين ونفي تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وكشف حقيقة الحاقدين .
وتدعو الجهات المعنية إلى إحياء سيرة ومناقب هذا العالم وتبني طباعة مؤلفاته كونها تمثل حصانة لليمن والأمة من الغزو لها من الأفكار الدخيلة المدمرة.
كما تدعو إلى تشجيع طلاب العلم ودعمهم كما كان الفقيد حتى يتخرج العلماء والدعاة والخطباء الحاملون للفكر الأصيل الذي لا يُقَارُّ عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَلَا سَغَبِ مَظْلُومٍ.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وان يخلفه على الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية بأحسن خلافة.. “إنا لله وإنا إليه راجعون”.
وكان الوطن قد شيع أمس في موكب جنائزي مهيب بصنعاء جثمان فقيد اليمن فضيلة العلامة محمد بن محمد المنصور الذي وافاه الأجل فجر أمس الجمعة عن عمر ناهز الـ 104 أعوام قضاها في خدمة الوطن.
وفي مراسم التشييع التي تقدمها عدد من أعضاء مجالس النواب والقائمين بأعمال الوزراء والشورى وعدد من العلماء والمشائخ والمسؤولين والقيادات العسكرية والأمنية وجمع غفير من المواطنين .. نوه المشيعون بإسهامات الفقيد العلامة المنصور في خدمة تعاليم الإسلام وتوضيح مقاصد الشريعة السامية وتعاليمها السمحة .
وأشادوا بمناقب الفقيد العلامة المجتهد محمد بن محمد المنصور وتاريخه الحافل بالعمل والبذل وخدمة العلم والمليء بالمآثر والعطاء العلمي والسياسي والفكري ومكارم الأخلاق، حيث كان الفقيد رحمه الله واحدا من جهابذة العلماء الأجلاء المجتهدين الذي عرف بقول كلمة الحق وسعة علمه وإطلاعه وتدريس العلم والفقه وأصول الحديث للطلاب الذين توافدوا من كل أنحاء اليمن ليستفيدوا من علمه في العلوم الشرعية والفقه.
وأكد المشيعون أن الوطن برحيل الفقيد خسر واحدا من العلماء الذين أفنوا حياتهم في خدمة الإسلام، ودراسة علومه وفهم أحكامه وأصوله وفروعه واستنباطها من مصدرها الصحيح ، ومنبعها الصافي كتاب الله تعالى وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم .
والعلامة محمد بن محمد المنصور ولد في مديرية شهارة بمحافظة عمران في 8 جمادى الآخر سنة 1333هجرية الموافق 23 أبريل 1915م، ونشأ فيها ودرس العلم في مسجد التوفيق بالعاصمة صنعاء، على كثير من علماء صنعاء وذمار وتعلم في المدرسة العلمية.
تولى العلامة المنصور بعد قيام الثورة عضواً في مجلس السيادة ووزيراً للعدل, ثم وزيراً للأوقاف, وعضواً في المجلس التأسيسي (مجلس الشعب) وفي لجنة تقنين الشريعة الإسلامية , وبعد قيام الوحدة أسهم في تأسيس حزب الحق.
واصل فضيلة العلامة محمد بن محمد المنصور مشواره في الدرس والتدريس والإفتاء والتأليف حيث درس كثيراً من الطلاب في الجامع الكبير ومسجد الفليحي ومسجد النهرين وفي مركز بدر العلمي والثقافي والذي يرأس المجلس الأعلى به, كما أقام دروساً في منزله.
وجمع فضيلة العلامة المنصور العديد من الكتب المخطوطة والمطبوعة فكوّن مكتبة تحتوي على الكثير من الكتب, وتعد من أكبر المكتبات الخاصة في اليمن, وقد سخرها في خدمة العلم وأهله، وله إسهامات شعرية تدل على أدبه وعلو مكانه ويغلب على شعره الزهديات, شأنه شأن العالم المجاهد التقي الورع .
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان..” إنا لله وإنا إليه راجعون ” .
من جانبه نعى مجلس التلاحم القبلي فضيلة العلامة محمد بن محمد المنصور الذي وافاه الأجل فجر أمس بعد رحلة طويلة زاخرة بالعلم والتقوى والإيمان .
وأوضح المجلس في بيان نعي تلقته (سبأ) أن اليمن خسر برحيل الفقيد علما من أعلامه، أفنى حياته في خدمة العلم وأهله معلماً ومدرساً ومفتياً ومؤلفا.
وأشار البيان إلى أن الفقيد العلامة المنصور كان شجاعاً وآمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر لا يخاف في الله لومة لائم ومناصراً للمظلومين وصادعاً بالحق.
وعبر البيان عن خالص العزاء وصادق المواساة لأسرة الفقيد .. مبتهلا إلى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه وأقاربه الصبر والسلوان..” إنا لله وإنا إليه راجعون ” .

قد يعجبك ايضا