كيم جونغ يدعو إلى تعزيز الترسانة النووية:
فينتيان/ وكالات
حذر الرئيس الامريكي باراك اوباما حكومة كوريا الشمالية أمس من ان تجارب الاسلحة التي تعتبر استفزازية ستعمق من عزلة هذا البلد.
وقال اوباما لقادة اقليميين خلال قمتهم في لاوس ” سأجتمع مع الرئيسة بارك (كوريا الجنوبية) لكي اؤكد لها تحالفنا الثابت والاصرار على بقاء المجموعة الدولية متحدة حتى تفهم كوريا الشمالية ان استفزازاتها ستؤدي فقط الى تعميق عزلتها”.
واجرت كوريا الشمالية أمس الأول تجارب على ثلاثة صواريخ بالستية الى بحر اليابان في عرض قوة جديد، فيما التقى اوباما مع الرئيس الصيني شي جينبينغ وقادة اخرين خلال قمة مجموعة العشرين في الصين.
واجرت كوريا الشمالية سلسلة تجارب صاروخية هذه السنة في تحد للعقوبات الدولية المفروضة عليها بعد تجربتها النووية الرابعة في يناير. ويجتمع مجلس الامن الدولي أمس لبحث آخر تجربة صاروخية لاقت ادانات من الولايات المتحدة واليابان.
وكان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قد دعا الجيش إلى مواصلة تطوير ترسانة بلاده النووية، معتبرا تجاربه الصاروخية البالستية الاخيرة “مثالية”، فيما يستعد مجلس الامن الدولي للاجتماع أمس لبحثها.
أطلقت بيونج يانج ثلاثة صواريخ بالستية متوسطة المدى قبالة سواحلها الشرقية بأشراف قائدها الاعلى. واشرف كيم جونغ اون على هذه التجارب التي نفذتها وحدات مدفعية “مكلفة ضرب قواعد قوى المعتدي الامريكي الامبريالي في مسرح عمليات المحيط الهادئ في حالات الطوارئ”، على ما نقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية.
واضافت ان “قدرات هذه الوحدات على خوض معركة فعلية واداءها القتالي اعتبرت مثالية”.
كما شدد كيم “على ضرورة مواصلة مسار هذه الإنجازات العجائبية من خلال تعزيز القوة النووية، خطوة بخطوة، خلال هذا العام التاريخي”.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان ان بيونج يانج اطلقت “صواريخ رودونغ التي يبلغ مداها الف كلم، من دون ابلاغ اليابان”، مشيرا الى انها سقطت في بحر اليابان الذي يسمى البحر الشرقي.
وبحسب طوكيو حلقت الصواريخ لمسافة الف كلم قبل ان تسقط داخل منطقتها الاقتصادية الحصرية. وهذه الصواريخ نسخة معدلة عن صواريخ سكاد يبلغ اقصى مداها 1300 كلم ما يجيز لها ان تطال اراضي اليابان برمتها تقريبا. اجرت كوريا الشمالية هذه التجارب في اثناء انعقاد قمة مجموعة العشرين في الصين، وسرعان ما دانتها اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وتمنع قرارات مجلس الامن الدولي كوريا الشمالية من التزود باي برنامج نووي او بالستي، لكن رغم العقوبات القاسية جدا المفروضة عليها لم تبد اي ارادة للتخلي عن هذا البرنامج. ومن المقرر ان يجتمع مجلس الامن الدولي اعتبارا من الساعة 11,30 (15,30 ت غ) بطلب من الولايات المتحدة واليابان لبحث الردود الممكنة.
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية جون كيربي ان “التزامنا بالدفاع عن حلفائنا ضد هذه التهديدات لا يتزعزع” منددا “بعمليات اطلاق الصواريخ التي اصبحت تتكرر كثيرا في الاشهر الاخيرة”. لكن بيونج يانج ترفض التراجع.
وتابعت الوكالة الكورية الشمالية ان كيم عبر عن “رضاه التام لنجاح التجارب المتتالية للصواريخ البالستية” التي اثبتت قدرة الجيش على شن “هجوم استباقي على اعدائه في اي وقت واي مكان”. ومنذ تجربتها النووية الرابعة في يناير، اعقبها في فبراير اطلاق صاروخ، تضاعف كوريا الشمالية عمليات اطلاق الصواريخ.
ونشرت صحيفة “رودونغ سينمون” تسع صور للتجارب الاخيرة يبدو فيها الزعيم الكوري الشمالي واقفا بابتسامة عريضة امام خارطة وحوله قياديون يبتسمون. غير ان خبيرة برنامج الاسلحة الكوري الشمالي في معهد ميدلبوري للدراسات الدولية في كاليفورنيا ميليسا هانهام اعتبرت انه من الصعب حاليا تقويم ان كانت بيونج يانج احرزت تقدما تقنيا.
يشار الى ان بيونج يانج اطلقت في الشهر الفائت صاروخا من غواصة، اجتاز 500 كلم باتجاه اليابان، ما شكل بالنسبة الى الخبراء تقدما بارزا في برامج الشمال البالستية. وتزيد القدرة الفعلية لاطلاق صواريخ من غواصات من التهديد النووي للشمال الذي يصبح قادرا على حمل قدرته الرادعة الى مواقع ابعد من شبه الجزيرة الكورية.
كما انها توفر لبيونج يانج قدرة شن “ضربة ثانية” نووية في حال تعرض قواعدها العسكرية لهجوم. وصف كيم جونغ اون هذه التجربة بأنها “النجاح الاكبر” مؤكدا ان القارة الامريكية باتت في مدى ضربات بلاده. من جهتها ردت سيول على مضاعفة تجارب الصواريخ الشمالية بالموافقة على نشر منظومة الدرع الامريكية المضادة للصواريخ “ثاد”، في قرار ادانته بكين وموسكو.