الحاج الذي سيهدم المملكة!
محمد غبسي
يعتقد آل سعود أنهم أذكياء وأقوياء وقد كانوا كذلك فيما بينهم قبل أن يستشري “الزهايمر” في الديوان الملكي ، المرض الذي قضى تماماً على آخر ذرة من العقل في العائلة الملكية التي تربعت على عرش النفط وأموال المسلمين لعدة عقود ، وهو المرض الذي أدخل العائلة في غيبوبة غير مفهومة طبياً.
لم يستيقظ شعب نجد والحجاز من كارثة صعود “الزهايمر” حتى حلت عليهم الكارثة الأخرى بوصول رئيس يمني مؤقت انتهت صلاحيته قبل انتهاء صلاحية الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز ، هذا الرئيس الذي يعاني هو الآخر من مشاكل صحية واضطرابات عقلية وانفصام في الشخصية ، ليوافق “شن طبقه”!.
صدفة لا تحدث حتى كل مليون عام أن يجتمع ملك من دون رأس برئيس من دون جسم ولا اسم ، نعم لقد اجتمعا من دون ميعاد ، ملك دفن أخيه حياً ليحكم السعودية ،ورئيس أغتال رفيقه ورفاقه أكثر من مرة في أكثر من مكان ليحكم اليمن !
أجزم بالقول إن عبدربه منصور هادي هو الذي يدير مملكة آل سعود منذ عام ونصف على الأقل والشواهد على ذلك كثيرة, فباستثناء” رؤية البزر بن سلمان الخاصة بعام 2030م ” التي لا علاقة لها بالحاضر ولا تمت إليه بصلة فإن العالم لم يعد يعرف عن السعودية أي شيء سوى أنها مقر إقامة الفار هادي !.
كما انحصرت أدوار السعودية في العالم في دورها الأخير الذي هو استضافة هادي ودعمها لشرعيته ، لم يعد العالم يسمع عن أية مشاريع تنموية سعودية منذ وصل هادي وهو ” الحاج الأخير ” إلى عاصمتها الرياض ، انشغلت الشقيقة الكبرى بشراء السلاح والجنود والقرارات الدولية بكل بذخ في محاولة منها لإكرام الضيف الشرعي وقدمت له الغالي والنفيس.
الملك والأمراء في خدمته وجنود من كل صنف ولون تحت أمرته ، يقصفون شعباً كاملاً نزولاً عند رغبته ، ويحاربون في مجلس الأمن من أجل توفير القرارات التي من شأنها أن تطيل عمره وولايته ، ويصارعون الرأي العام العالمي كي لا يجرح مشاعره !.
نعم ذلك الحاج الأخير الذي لم يقصد مكة للإستغفار ولا لأداء حج أو عمرة أو حتى علاج أو نقاهة ، لقد قادته الصدفة ليحج إلى الرياض حاملاً على عاتقه كل مشكلات العالم التاريخية والثقافية والدينية والسياسية وحتى الصحية ليلقي بها على رؤوس الأمراء ويرسل كل أمير منهم الى جهة من الأرض بحثاً عن ” علاج القولون ” أو “الشرعية” لا فرق !!.
وبدلاً من انشغالهم على مدى عقود بتنظيم الحجيج والتنقيب عما في جيوبهم من عملات صعبة, انشغلوا بإنفاق مخزونهم النفطي والسياسي والعسكري والأخلاقي على حاج لم يصل مكة بعد ، وكما يذكرنا التاريخ بأن فأراً هدم سد مارب فإنه حتماً سيذكر العالم بأن المملكة هدمها الحاج هادي.