ماذا نريد من الحكومة القادمة؟
* منصور عامر
وفقاً للدستور اليمني النافذ أعتقد أنه يحظر على رئيس الجمهورية ونائبه ورئيس الوزراء ونوابه والوزراء ورؤساء المصالح الحكومية والوكلاء العمل الخاص بأي شكل من الأشكال كما يحظر عليهم البيع والشراء والاستفادة في أي منفعة تتصل بالمال العام ..
فلنبدأ من هنا وإذا لم تكن المادة الدستورية موجودة علينا إيجادها أيها البرلمانيين في البرلمان وتعديل ما يتوافق مع المرحلة في الدستور.
هذا يعني أن من سيلتحق بالموقع الوزاري يجب أن يتجرد من العمل الخاص وألا يكون لديه أي اتصال إلا بعمله الوزاري .. ومفاد ذلك كله أن يكون الوزير ذا كفاءة وحسن السمعة وألا يكون في موقع تتعارض مصالحه مع مصالح الدولة ولو حتى من قبيل الشك .
فالحكومة المرتقبة تأتي في رحم المعاناة والصمود والثبات ضد العدوان والغزو الصهيوسعودي ومدعمة بملحمة السبعين في العشرين من أغسطس الماضي والتي باركت وأيدت المجلس السياسي الأعلى لتولي قيادة الدفة الصامدة والثابتة وباتفاق سياسي تاريخي بين القوى الوطنية الحية في المجتمع .. إذن هو يتكئ على قادة دستورية والمتمثلة في مصادقة مجلس النواب وقاعدة شعبية ملايينية لم يشهد لها مثيل شاهدها العالم كله ومن هذا المنطلق فإن الشعب اليمني العظيم يستحق حكومة تخرجه من الحصار وتنظم معيشته وتوقف الحرب وتحرر الأرض من الدنس الأجنبي وأعوانه المتعسفين .. وأن تفتح صدرها لكافة التباينات والاختلاف في إطار سقف الوطن وأن تنفتح على العالم بما يخدم أولاً مصلحة الشعب اليمني مع كل شعوب الأرض باستثناء الكيان الصهيوني كما قال رئيس المجلس السياسي الصماد في كلمته للحشود الملايينية، ومن وجهة نظرنا المتواضعة فإنها مفتاح لبرنامج الحكومة القادمة التي ننشدها .. وتعلق عليها آمالنا وطموحات ملايين اليمنيين الذين يرغبون بأن تتمتع الحكومة القادمة بالإطارات المؤسسية وعلى استراتيجية واضحة المعالم يتم تنفيذها من خلال خطط عملية تستند للحقائق والواقع وتقوم على تحديد عناصر وتوقيتات وتكليفات تنتهي بتحقيق الهدف محلياً وخارجياً مع إدراكنا بأن الحكومة القادمة امامها اجندة وطنية بملفات كثيرة وشائكة وصعبة.. ولكن لا مستحيل.. في حال توفرت الإرادة والكفاءة ونكران الذات.
– ومن هنا يبدأ العمل الهام بالانطلاق في المسار الصحيح الذي يخدم المواطن اليمني ويرعى مصالحه ويحترم تضحياته الجسيمة المعمدة بالدم الذي لا زال يسفك حتى اللحظة وقد كشف خلال عام ونصف من العدوان لشعوب الأرض قبل حكوماتها ومؤسساتها الدولية.. بأن الشعب اليمني شعب حي وأبي ومتحضر ولا يقبل الاستسلام وهو المالك الحقيقي للسلطة وهو الذي له الحق في أن يختار من يريد.. فهل السلطة السياسية التي باركها الشعب وأيدها والسلطة التنفيذية القادمة ستكون عند مستوى المسؤولية؟
– وعليه فإن القيادي التنفيذي القادم يجب أن يكون ذا كفاءة وقويا وقادرا على العمل دون خوف في خدمة قضايا الأمة اليمنية بعيدا عن التسويف وعدم الاكتراث الذي عانينا منه في حكوماتنا السابقة من ثلة كان همهم الأول كيف يغلب الخاص على العام ولكن وبصراحة فإن المرحلة التاريخية الدقيقة التي تمر بها اليمن اليوم تتطلب قادة وطنيين جسورين ينكرون الذات ويعملون لخدمة المواطن والوطن وأن يعملوا على حلول غير تقليدية دون إسراف في وعود وردية أو تصريحات لا يتحقق منها شيء. فلن يقبل الشعب اليمني بعد اليوم كما أظن !! بل أحزم بأنه أصبح يقظا ومستوعبا ومدركا أكثر من أي مرحلة سابقة..
ولكن علينا أن نتفاءل .. لما لمسناه خلال هذه المحنة العصيبة التي لا زالت تمر بها البلاد .. فإني أرى تغييرا كبيرا للإنسان اليمني، تغييرا إلى الأفضل بكل المقاييس وقد ترد عليّ أيها القارئ الكريم و العزيز من أين هذا التفاؤل؟.
نعم هذا صحيح لسبب بسيط .. التفاؤل هو من ابقاني حيا وفاعلا حتى الآن، وهو ليس نابعا من الأوهام بل من معرفتي ودراستي اليقينية بطاقة الانجاز والإبداع والتحمل عند الإنسان اليمني وتاريخه المجيد والعظيم.