النكبة القادمة ..
عبدالرحمن غيلان
ما حدث ويحدث في اليمن من كوارث اقترفها بعض أبنائه بأيديهم وبأيدي أرباب العدوان الذين هتكوا عرض سيادته منذ عقود.. إنما هو نتاج طبيعيّ لخلل كبير توَافَق عليه أولو العلم المدفوع الأجر, والسياسة العوجاء مُذ كان الشعب في غفلته أعمىً وتائها.
فما الذي يجعل من العمالة والارتزاق أمراً عادياً كأيّ وجهة نظر يتفوّه بها من لا يستحقون الانتماء لهذا الوطن !
وما الذي أوصلنا لهذا الخذلان المريع للوطن إن لم يكن نتاجاً لتربيةٍ خاطئة تعمّقت فصول وحشتها في عقول الأطفال والشباب من خلال منهاجٍ معوّج , اشتغل عليه ثلّة من الحمقى بائعي نفوسهم وعقولهم وحياتهم ووطنهم للأفكار الدخيلة المشبوهة وغير المنطقيّة وغير الصالحة لأن تكون البيئة اليمنية مرتعاً خصباً لها.. مما أفرز مثل هذه النتائج المؤلمة والتي لا ندري إلى أين ستمضي بنا أكثر من هذا الوبال.
يجب أن تقوم ثورةً حقيقية ووسطيّة في إطار منهاج وزارة التربية والتعليم.. بعد أن يتم إبعاد خطط وأفكار وطرق كل الجهات المشبوهة التي عملت منذ سبعينيات القرن الماضي على غسل الأدمغة بمناهج تكفيرية وتعبوية خاطئة.. مستغلّة جهل القرويين خاصة.. مستفزّةً لنخوتهم وعاطفتهم الجيّاشة وبساطتهم الممتدة من أثر «الإيمان يمان والحكمة يمانية»، مما جعل اليمن مسرحاً لتجارب المعتوهين من كثير جنسيات لا همّ لها سوى تشغيل مخرجاتها الدنيئة في دماء اليمنيين وعقولهم.. والحديث يطول حول هذا الجرح النازف المفتوح إلى ما لا نهاية إن لم نعِ ما نحن قادمون عليه.
واليمن بها ما بها من بلاءٍ وتعب .. وإن لم يلتفت الجميع لتحقيق أوليّات أحلام الجيل القادم سنندم مستقبلاً على كلّ فترةٍ زمنيّة أضعناها في خزعبلات السياسة والمكايدات اللئيمة .
والتعليم هو طوق الخلاص من نكبة الجهل والتخلّف .. وهو الفرصة المُثلى لتنقية الجيل وتأهيله ليصبح واعياً ومُنتِجاً ومفكراً بحلولٍ عمليّة لنهضة بلده بدلاً من هدم ما تبقّى بهذا الوطن .
إذن يبقى التعليم هو الوعاء الحقيقي لمصبّ وطريق المستقبل .. وهو الرهان الأعظم للجيل القادم لمواكبة العصر الحديث والخروج من فوضى الأحقاد والانتماءات الضيّقة .