الثورة نت/..
أكد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، محمد باركيندو، وجود توافق متزايد داخل “أوبك” وخارجها على تحرك لإدارة الإنتاج، من أجل دعم الأسعار.
وفي تصريحات نشرتها صحيفة الحياة اللندنية، ونقلتها وكالة “رويترز”، قال: “إن هناك توافقا متزايدا في داخل أوبك وخارجها أن على المنتجين اتخاذ مواقف أكثر استباقية فيما يتعلق بإدارة الإنتاج كي يكونوا على تكامل مع القوى التقليدية للسوق”.
وأضاف الأمين العام في تصريحاته: “رأينا إلى أين أدى اعتماد المنظمة في العام 2014 نهج عدم التدخل في الأسعار”، حينها بدأت أسعار النفط بالهبوط، لتتراجع بأكثر من النصف منذ منتصف العام 2014.
وفيما يتعلق بمسألة تثبيت الإنتاج، لم يستبعد باركيندو اتفاق منتجي النفط بما فيهم أعضاء “أوبك”، خلال اجتماعهم في الجزائر الشهر المقبل، على تدابير لدعم الأسعار، وقال: “لا شيء غير ممكن في الحالة الراهنة وأعرف أن ما من دولة في أوبك محصنة من السعر المنخفض”.
وسيجتمع أعضاء “أوبك” على هامش منتدى الطاقة الدولي، الذي يضم المنتجين والمستهلكين في الجزائر، خلال الفترة من 26 إلى 28 سبتمبر/أيلول.
وتتطلع سوق النفط إلى ما سيتمخض عن هذا الاجتماع، وخاصة أن اتفاقا سابقا لتثبيت إنتاج النفط بين الدول المنتجة داخل “أوبك” وخارجها قد انهار في أبريل/نيسان الماضي، بعدما طالبت السعودية بأن تشارك إيران فيه، بينما أعلنت طهران حينها رفضها تثبيت الإنتاج، سعيا لاستعادة حصتها السوقية بعد رفع العقوبات الدولية عنها مطلع العام الجاري.
لكن طهران أعربت، هذه المرة، عن استعدادها للتعاون لتحقيق الاستقرار في سوق النفط، وتتوقع من الآخرين أن يحترموا حقوقها في استعادة حصتها السوقية التي خسرتها.
وتشدد طهران على أنها لن تكون مستعدة لدعم أي إجراء مشترك إلا بعد وصولها لمستوى الإنتاج قبل العقوبات والبالغ 4 ملايين برميل يوميا. وتشير بيانات “أوبك” إلى أن إيران ضخت 3.6 مليون برميل يوميا في يوليو/تموز.
وقال وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، إنه لا دور لبلاده في عدم استقرار سوق النفط إذ نشبت الأزمة حين كانت صادرات طهران تقل عن مليون برميل يوميا.
من جانبها، استبعدت السعودية، أكبر منتج للنفط في “أوبك”، اتفاق منتجي الخام على تجميد الإنتاج. وقال وزير طاقتها، خالد الفالح: “إن السوق ليست بحاجة لـ”تدخل كبير” في الوقت الراهن، ولم يتم إجراء أي محادثات بشأن تجميد الإنتاج”، منوها بأن الطلب العالمي على الخام يرتفع بشكل جيد.
وقد وجد المضاربون في هذا التصريح علامة تشير إلى أن المنتجين لن يتحركوا لدعم السوق التي تعاني من تخمة في المعروض، ما دفع أسعار النفط للهبوط في النصف الأول من تداولات يوم الجمعة، إلا أنها عادت للارتفاع بعد ذلك.
وبحلول الساعة 18:09 بتوقيت موسكو (الساعة 15:09 بتوقيت غرينتش)، ارتفع مزيج “برنت” بنسبة 0.95% أو 47 سنتا إلى 50.14 دولار للبرميل، بعدما كان قد سجل في وقت سابق من التعاملات قراءة عند 49.47 دولار للبرميل.
كما صعد خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.12% أو 53 سنتا إلى 47.86 دولار للبرميل، بعد أن بلغ في وقت سابق 47.23 دولار للبرميل.
وفي تعليقات لمصرف “غولدن ساكس” على اتفاق تجميد الإنتاج، قال المصرف الأمريكي في مذكرة إن هذا الاتفاق لن يترك أثرا كبيرا على الإنتاج الفعلي للدول، كما أنه سيكون بمثابة هزيمة ذاتية لـ”أوبك”، حيث أنها ستسمح لحفارات النفط الصخري المتوقفة بالعودة للعمل مجددا مع ارتفاع الأسعار.
المصدر: وكالات