إمداد الجبهات بالقوافل الغذائية والبشرية يؤكد إصرار الشعب على الانتصار
الثورة أحمد السعيدي
في الوقت الذي يواصل تحالف الشر شن حربه العدوانية على اليمن وإرسال صواريخ الموت وقنابل الدمار عبر طائرات الحقد الأعمى إلى جميع محافظات الجمهورية, يواصل أبناء هذا الشعب العظيم صموده الأسطوري وإرسال قوافل الدعم والمدد الشعبية إلى أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات القتال.. فبعد 005 يوم من العدوان والدمار ومجازر الإبادة الجماعية واستهداف النساء والأطفال والبنى التحتية لا يزال اليمنيون قادرين على الصبر والصمود ورفد الجبهات بالمواد الغذائية والمبالغ المادية في صورة تاريخية تعكس الوجه الآخر لصمود اليمنيين في وجه العدوان الذي يحاول احتلال أرضهم ووقوفهم مع الجيش واللجان الشعبية في التصدي لهؤلاء الغزاة والمحتلين.
” الثورة ” التقت شخصيات اجتماعية ومسؤولين حكوميين في عدد من محافظات الجمهورية المختلفة للحديث حول أهمية القوافل الشعبية ودورها في مواجهة العدوان والتكاتف الاجتماعي في البلاد.. فكانت الحصيلة التالية:
البداية كانت مع محافظ محافظة لحج الدكتور/ أحمد جريب الذي قال: لقد أثبت الشعب اليمني طيلة العام والنصف أنه شعب عزيز وصامد يستمد قوته، وعزمه، وإباءه من اعتماده على الله، وأنه يمن الحكمة والإيمان، والحضارة والقيم والشموخ لا ينكسر في أي حال من الأحوال مهما كان حجم التضحيات التي يقدمها والصعوبات، والتحديات التي يواجهها. فقد رأينا الصمود الأسطوري الذي أظهره أبناء الشعب اليمني لما يقارب العام والنصف أمام أشرس عدوانٍ وحصارٍ لم يشهد له مثيل في العالم.
وأضاف الدكتور جريب: إن الدور الذي لعبه الشعب اليمني في دعمه للجيش واللجان الشعبية كان ولا يزال مشرقاً على امتداد الأشهر الماضية وفي مختلف ميادين الجهاد؛ لأنه شعبُ لا يقبل الذلة والمهانة ولا يتحمل الغزو والتدخل في قراراته وهذا معروف على مدى التاريخ بأن الشعب اليمني شعب حر لا ينكسر ولا يتساهل، حيث يسارع المجتمع اليمني وبكل أطيافه المختلفة بقوة وتحد وصمود إلى رفد الجبهات الداخلية والخارجية بالمجاهدين، ومدهم بالمال والسلاح، وقوافل الكرم والعطاء، للجيش واللجان الشعبية، والإشادة بصمودهم ودورهم العظيم وكان في مقدمتها اللقاءات القبلية الموسعة للتأكيد على مواصلة الصمود ورفد الجبهات لدعم الخيارات الاستراتيجية لردع الغزاة والمحتلين ومرتزقتهم في الداخل وإعلان النفير العام والتأهب للحظات الحاسمة والمفصلية التي ستخرج اليمن الى بر الأمان.
رسالة مهمة
أما وكيل محافظة الحديدة عبدالرحمن الجماعي فيقول: “تعد القوافل الغذائية الشعبية التي يجمعها المواطنون من مختلف المناطق دعماً للجيش واللجان الشعبية تعبيراً رائعاً إن دل على شيء فإنما يدل على أصالة هذا الشعب وتكاتفه الاجتماعي وحبه الكبير لهذا الوطن وأخلاقه العالية وتربيته الحسنة وخصال الجود والكرم والوفاء.
وأضاف الجماعي: كما أن هذه القوافل الشعبية تعد رسالة مهمة للداخل والخارج وان كانت متواضعة وبسيطة في حمولتها فهي تحمل رسالة للداخل لتطمئن أبناء هذا الشعب الأحرار بأن اليمنيين ما يزالوا موحدين باقيين على نسيجهم الاجتماعي ومتكاتفين في مواجهة أي عدوان وتبعث رسالة لأبناء الجيش واللجان الشعبية أيضا بأن يواصلوا المسير والشعب من خلفكم داعماً لهم نفسياً ومادياً وهذا ما يعطي في نفوس الجيش واللجان الشعبية ثقة أكبر ومعنويات تهد الجبال، كما أن هذه القوافل رسالة لدول تحالف العدوان ومرتزقتهم في الداخل أن هذا الشعب لن يركع وسيظل يداً واحدة ضد أي احتلال أو غزو من أي دولة في العالم باذلين أغلى ما يملكون في سبيل ذلك ومن هنا أدعو أبناء محافظة الحديدة بأن يكونوا حاضرين في هذه الفعاليات الداعمة لأبطال قواتنا الباسلة للدفاع عن أرضنا الغالية.
مشاركة شعبية
بدوره تحدث عضو المجلس السياسي الأعلى مبارك المشن عن مشاركة الشعب في الجبهات عبر هذه القوافل الشعبية حيث قال: “مساهمة المجتمع اليمنى بمختلف فئاته في مد المقاتلين من أبطال الجيش واللجان الشعبية بالقوافل الغذائية دليل على اشتراكه المباشر في هذه الجبهات وتعبر عن الاستشعار الذي تولد لدى فئات المجتمع اليمني بالخطر الذي يهدد أمن الوطن واستقراره جراء هذه المؤامرة التي تمر بها اليمن والمنطقة.
وأضاف المشن: أصالة اليمنيين وعزمهم وتضحياتهم تتجسد من خلال القوافل والحشود التي يعبرون فيها عن موقفهم الصريح والواضح، لو أن هنالك عقلاء في دول العدوان والمجتمع الدولي.. كما أنها ليست المرة الأولى التي يمد اليمنيون جبهات القتال بقوافل الكرم والجود، بل في هذه المعارك التي شعر فيها المجتمع اليمني بالاستهداف المباشر في مسكنه ومصدر رزقه وقتل المرأة والطفل والمسن جعلهم يندفعون بأنفسهم إلى جبهات القتال.. فلولا أن المسؤولين عن هذه الجبهات يرفضون مشاركة الجموع التي تأتي لكانت الجبهات لا تتسع للمجاهدين القادمين من مختلف محافظات الجمهورية.
وقال عضو المجلس السياسي الأعلى: صمود يتجسد بمختلف صوره لشعب أصيل يأبى الذل والخنوع.. ومن يقاتل على عقال بعير أو شاه أو ساقية ماء عشرات السنيين سيقاتل المعتدى الغازي مئات السنوات بكل شجاعة.
نموذج للاقتداء
أما عن آلية تنفيذ وإعداد القوافل الغذائية ودعوة المواطنين للمشاركة فيها، يقول مدير عام مديرية الثورة بأمانة العاصمة العميد/ يحيى قطيش عن تجربتهم كنموذج لتنظيم مثل هكذا قوافل حيث قال: إحساسا منا في قيادة المديرية والمجلس المحلي بالمسؤولية الوطنية وواجب المرحلة ولثقتنا الكبيرة بتفاعل المواطنين والتجار والمشائخ والعقال في المشاركة في دعم الجيش، واللجان الشعبية الذين يدافعون عن الوطن من هذا العدوان الغاشم الذي أراد أن يدمر البلاد ويهلك الحرث والنسل ولكن الداعمين كانوا بحاجة إلى إشعارهم وعرض عليهم هذا الواجب الحتمي على كل أبناء الوطن فقد قمنا بتدشين إعداد قافلة صمود الغذائية وذلك بإقامة فعالية توعوية ودعوية في قاعة تاج سبأ بالمديرية ودعونا فيها التجار والمشائخ والعقال والوجاهات الاجتماعية في المديرية وأبناء المديرية أيضا وجعلنا الفعالية بعنوان “تدشين قافلة صمود الغذائية دعماً للجيش واللجان الشعبية ومباركة للاتفاق السياسي التاريخي” وألقيت في هذه الفعالية كلمات متعددة باسم قيادة المديرية والمجلس المحلي وباسم التجار وباسم المشائخ والأعيان وكلمة أخيرة باسم أبناء المديرية، أكدوا جميعهم على ضرورة هذا العمل الوطني والإنساني الكبير ووجوب البذل والسخاء لأبطال الجيش واللجان المواجهين للعدوان السعودي الأمريكي الذي قتل ويقتل الأبرياء والآمنين والنساء والأطفال.
وأضاف العميد قطيش: لقد أبدى الحاضرون تفاعلهم واعتزازهم بهذا الواجب الجهادي وضرورة المرحلة واستعدوا لدعم هذه القافلة بالغالي والرخيص وبما يستطيعون دون فرض أو إلزام ابتداء من تلك اللحظة.. هذا وقد حددنا في ختام هذه الفعالية التي حضرها عدد من الإعلاميين والقنوات والصحف استمرار استقبال الدعم لمدة أسبوعين فقط.. وكذلك موقع المكان الذي ستقوم اللجنة المكلفة باستقبال الدعم والداعمين فيه.
وقال قطيش: نبارك الاتفاق السياسي الوطني الذي حدث مؤخراً بين حزب المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله.. ونطالب اليمنيين بالتوحد ونبذ الفرقة والخلاف والوقوف صفاً واحداً لإخراج البلاد من هذه المحنة.
صعدة السباقة
أما الشيخ محمد ابراهيم ابو عطاية – عاقل في مديرية ساقين محافظة صعده- فيقول: رغم استمرار العدوان الغاشم على اليمن وتجاوزه حاجز الـ 500 يوم من الدمار والخراب وقتل اليمنيين إلا أن أبناء هذا الشعب العظيم لا يزالون صامدين في وجه العدوان ويعبرون عن صمودهم الأسطوري بشتى الوسائل الممكنة ولا يزالوا يبذلون بسخاء لإرسال قوافل الدعم المادي والغذائي لأبناء الجيش واللجان الشعبية الذين يرابطون في الجبهات دفاعا عن الأرض والعرض وهذه القوافل التي تنطلق من مختلف محافظات الجمهورية لتعبر عن الوقوف صفا واحدا خلف جيشنا ولجاننا الشعبية لمواجهة هذا العدوان المفضوح أمام العالم.
وأضاف عطايه: إن محافظة صعدة كانت ولا زالت السباقة في إرسال قوافل الدعم والتأييد فمن هنا من مديرية “ساقين” انطلقت أول قافلة غذائية قدمها أبناء المديرية البسطاء والتجار وحتى النساء بذلن مجوهراتهن وما يستطعن بذله لدعم المجاهدين في مختلف الجبهات وبعدها بفترة قليلة بادرت مديريات المحافظة بالاقتداء بمديرية ساقين وأرسلت الدعم الكبير للمرابطين من أبطال الجيش واللجان الشعبية لتصبح محافظة صعدة المنكوبة جراء همجية العدوان هي المحافظة التي أرسلت جميع مديرياتها الدعم المادي والغذائي لتكون صعدة السباقة في مقابلة الوفاء بالوفاء.
شعب غني بأخلاقه
ومن محافظة إب قال الدكتور وجدي خيرات أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإسكندرية في مصر سابقاً وموظف حاليا في مكتب التربية في المحافظة: الأمر الأعجب في هذه الظاهرة الاجتماعية الرائعة هي أن هذه القوافل الغذائية التي تنظم باستمرار يقدمها شعب يعاني من حصار خانق لفترة طويلة وتدن اقتصادي مخيف وأكثر من نصف ساكنيه يعيشون تحت خط الفقر وغالبية اليمنيين لا يجدون القوت الأساسي والضروري أحيانا وفي الحقيقة أني كنت عندما أشاهد هذه القوافل في شاشات التلفاز في القنوات الإخبارية، كنت أظن أن هناك ثمة لجنة متخصصة تقوم بإجبار المواطنين والتجار على دعم هذه القوافل وتعاقب من يمتنع عن الدعم فكنت أتساءل كيف لشعب فقير أن يجود بهذا السخاء وظني هذا كان من الشائعات التي نشرها أعداء الوطن ولكني شهدت بنفسي تنظيم قافلة دعم في مديرية السدة ورأيت عجب العجاب فهناك لافتة تعلق جوار سيارات وشاحنات ودعوة عامة لأبناء المنطقة من تجار وعقال ومشائخ ومواطنين ورأيت بأم عيني كيف يبادر المواطنون البسطاء إلى المشاركة في دعم هذه القافلة ولو حتى بقارورة ماء ويفعلون ذلك تلقائيا واستشعارا للمسؤولية الوطنية حباً للوطن دون إلزام من أحد.. عندها أدركت يقينا أن هذا الشعب الفقير غني بأخلاقه وكرمه وجوده وشهامته التي تناطح الجبال.
يستاهلوا أكثر
بدوره يقول عضو مجلس محلي بمحافظة المحويت الشيخ علي الشراحي: رغم أن هذه القوافل الغذائية التي تقدم للجيش واللجان الشعبية لفتة رائعة وتدل على أصالة هذا الشعب إلا أنها قليلة في حق هذا الجيش العظيم حامي الديار فهو تعبير بسيط بحسب الاستطاعة فحماة الوطن يستاهلون أكثر فهم الذين يبذلون أرواحهم ودماءهم من أجل حياتنا نحن وكرامتنا ويحرسون البلاد من الغزاة والمحتلين الذين أرادوا لليمن واليمنيين الذل والهوان، ونحن في محافظة المحويت وعبر مكتب دعم القوات المسلحة نظمنا ما يقارب 11 قافلة غذائية ومادية من مختلف مديريات المحافظة وفي فترات متفاوتة كان لمديرية الرجم ثلاث منها.
وأضاف الشراحي: ولقد اعجبنا ونحن نرى أبناء المحافظة وهم يبادرون إلى البذل والسخاء لدعم هذه القوافل رجالا ونساء وشيبا وأطفالا وكان للتجار والمشائخ والعقال دور بارز في المشاركة في الدعم والتنظيم والتواصل مع أبناء المحافظة وسوف نستمر في المحافظة بتقديم هذه القوافل التي تؤكد تمسكنا بجيشنا الباسل ولجاننا الشعبية الأشاوس الذين يناضلون في مختلف الجبهات الداخلية وعلى حدود الوطن الغالي ويحققون الانتصارات المستمرة على الغزاة والمرتزقة والعملاء.
Next Post
قد يعجبك ايضا