من سرية حزام إلى تحالف الحزم (9)
اليمن وآل سعود
بقلم/ عباس الديلمي
وفقاً لما تقتضيه كتابة العمود الصحافي القصير، كانت لنا وقفات سريعة ومختزله مع الاعتداءات السعودية على اليمن منذ القرن الثامن عشر حتى القرن الحالي ( الواحد والعشرين) وبما يشير إلى مصداقية نعت تلك المملكة بالعدو التاريخي لليمن.
وها نحن نختتم ما كتب تحت هذا العنوان ( اليمن والسعودية من سرية حزام إلى تحالف الحزم) بالإشارة إلى حربها العدوانية الأخيرة التي بدأتها في الـ 26 من مارس 2015م ومازالت مستمرة إلى يومنا بكل ما تحمله من جرائم متناهية البشاعة والانحطاط القيمي والأخلاقي.
قلنا سنشير إلى هذه الحرب، نعم سنكتفي بالإشارة، لأنها بما أفصحت عنه من عداء وأحقاد بني سعود نحو اليمن، وخبث الصحراء نحو أرض الجنتين، وما ألحقته من دمار باليمن وأهله، وأضرار فادحة بالقيم والمبادئ امتدت من هيئة الأمم المتحدة ودول المزايدات بالإنسان وحقوقه، إلى أصغر من هان فهانت عليه نفسه، أنها حرب عداء تاريخي، فيها من القبح والفظاعة ما يجعلها أكبر من أن يحتويها مقال أو كتاب أو يوميات حرب عدوانها، بل تحتاج إلى حولبات تتضمنها مجلدات توثيق بالكلمة والصورة تحت مسمى ( حوليات حرب العداء التاريخي) أو ما شابه ذلك من عناوين تترك للجهات التي تطالبها بتوثيق ما حدث لأجيالنا القادمة أولاً، وللتاريخ ثانياً، على أن يشمل التوثيق حلفاء هذا العدوان الذين لولاهم لما بلغ ما بلغ.
ماذا نقول عن هذه الحرب العدوانية بإيجاز؟!! سؤال وجدت إجابته في الاختزال القائل: كان الشيطان قد أخذ عينات جينية من كل ما هو شر وحقد ومكر، ونفاق، ودمار، وسفه وحماقة، وغباء، وخبث، وخيانة، ودمار وكفر وانحطاط، وكل ما يتنافى مع إنسانية الإنسان، ووضعها في رحم أعرابية من أكلات الأكباد، ثم تكونت في أحشائها على مدى ثلاثة عقود من الزمن، محاطة بمشيمة التكفير الوهابي، إلى أن تمخضت ثروة النفظ فولدت هذه التوائم العنقودية المقذوف بها نحو العالم الإسلامي عموماً، واليمن خصوصاً، وهذا ما تعمد رسمياً مساء الخميس السادس والعشرين من مارس 2015م.
هكذا يمكن اختزال الإشارة إلى عدوان هذه الحرب الدائرة حتى يأتي اليوم الذي يحمل موعد التوثيق المفصل لكل ما يتصل بها، كما ألمحنا إليه آنفا. أما موقف المجتمع الدولي في أممه المتحدة، فنختصر الحديث عن هذه الهيئة أو الأكذوبة الكبرى في تاريخ الإنسانية أنها بتعاملها مع عدوان مملكة بني سعود على اليمن، قد عملت على أن تثبت ما عكس المثل الشعبي المصري: ( أن دخول الحمام ليس كخروجه) بل أن دخوله لا يختلف عن الخروج منه، فهذه مملكة بني سعود تدخل قائمة العار وتخرج منها كما دخلت، وعلى يد الأمم المتحدة وأمينها العام (القلق) الذي استحق أن يدخل كتاب بعنوان ( شخصيان قلقة في الأمم المتحدة) ويكون على رأس من سيشملهم الكتاب.
نأتي إلى الإشارة الموجزة إلى من دعا العدوان واستخدم لخدمته وتغطية جرائمه، فنقول أنهم ممن إذا قتل أو هلك فلا يستحق حتى أن تبكي عليه أمه، وإن عاش فقد خُرمت عليه اليمن التي تقطر يداه بدماء أطفالها وتفيض جيوبه بأشلاء نسائها .. إنهم إذا ما اقتربوا من اليمن فستكون جبالها التي تتوج بالصمود والبطولات والفداء أول من تلقي بصخورها وحجارتها على رؤوسهم.