وجهة نظر
محمد النظاري
في ظل ما يعيشه الوطن من عدوان تجاوز في زمنه الـ500 يوم، وفي وحشيته الآلاف من الشهداء، وفي تدميره ما لا يعد ولا يحصى من المنازل والملاعب والأسواق والمستشفيات والمساجد والمدارس والجامعات والطرقات.. في ظل ذلك دأب كثيرون على أن يكون في مقدمة أي بعثة، حتى ولو كانت وجهتها الصومال..
وحده الأستاذ عبدالله الصعفاني صاحب القلم الجريء والانتماء الوطني، كان الاستثناء الذي شذ عن قاعدة الهرولة حتى وإن كانت من أجل التمثيل بالوطن.
لقد أبى الصعفاني أن يكون متواجداً في أولمبياد البرازيل الذي افتتح السبت الماضي، لأنه يؤمن أن البعثة الرياضية الوطنية، كانت مغادرتها معا من أرض الوطن، كفريق واحد، لا أن تتم بالمراسلة، حتى بين المدرب واللاعبين.
من منا سيرفض أن يكون متواجداً في البرازيل، إلا إن كان يحمل قيماً أهم بكثير من التواجد في أكبر محفل رياضي في العالم، فتمثيل الوطن يعني أن نعد العدة لا نستلف زياً عن زينا الوطني، ولا إدارياً ينقلب في لحظة لمدرب، ولا عامل خدمات تجده يقوم بهمل رئيس البعثة.. وللأسف هذا هو حال بعثاتنا الرياضية.
كلنا يعلم أن مشاركتنا في أولمبياد ريو دي جانيرو، هي شرفية، من أجل رفع علم بلادنا في حفل الافتتاح ووضعه في القرية الأولمبية، ومع هذا نجد من يأتي بمدرب من الدولة الفلانية ومترجم من الدولة العلانية، مع العلم مسبقاً أن ذلك لن يغير من الأمر شيء وسنعود مثلما ذهبنا.
لأن شر البلية ما يضحك، فقد كان لازماً علينا وللأسف الشديد الضحك على أن نرى فجأة سباحة يمنية تشارك في الأولمبياد في بلد ليس فيه سباحات، بل ومن خلال معرفتي بالأعراف والتقاليد، أجزم أنه من المستحيل أن نشاهد سباحات يمنيات في الداخل بنفس ما شاهدناه من اليمنية المتجنسة في أمريكا.
في برنامج أهل الرياضة الذي يقدمه الزميل أحمد الظامري، تم مناقشة مشاركة بلادنا في هذا المحفل العالمي، وهنا نشيد بهذا البرنامج الذي صمد في وقت توقفت فيه برامج رياضية مماثلة، وأدعو البرنامج لأن يكثف من تغطياته حول هذه المشاركات الشكلية، التي لا تعود بالفائدة سوى لمحبي السفر.
الأسئلة التي تبحث عن إجابات: من يرأس اللجنة الأولمبية اليمنية؟ ومن هم أعضاؤها؟ فجلهم متواجدون في الخارج، وكيف يدار عمل اللجنة؟ وهل عملها فقط الإعداد لرفع العلم في الألعاب الاولمبية؟، فإن كانت اللجنة الأولمبية اليمنية تدار بهذه الطريقة، فلا عجب أن تبقى بقية الاتحادات خارج الوطن.