فاتورة المياه للمنازل تثقل كاهل الأسر

تقرير/ أحمد حسن

كشف تقرير متخصص في المياه أن معاناة اليمنيين في الحصول على المياه الصالحة للشرب تتزايد خصوصا منذ مارس 2015م حيث تراجعت إمدادات المياه للمنازل التي تصل عبر شبكات مؤسسات ومرافق المياه بالمدن وارتفعت أسعار الوايتات 100% مما جعل قيمة فاتورة المياه للمنازل تتضاعف وتعتبر الثانية بعد الغذاء.
وحسب تقرير الجمعية العربية لمرافق المياه اكوا فقد توقفت الكثير من الآبار الخاصة وباعة المياه المنقولة بسيارات تحمل خزانات ذات سعات تتراوح إلى ما بين 2- 5 امتار مكعبة (الوايتات) بسبب ارتفاع التكاليف نتجية ارتفاع أسعار الديزل والمشتقات النفطية وعجز الحكومة عن توفير موازنات تشغيلية للمرافق العامة نتيجة الحصار والعدوان السعودي الغاشم.
وتعتمد المؤسسات المحلية للمياه و الصرف الصحي ومرافق المياه في الجمهورية اليمنية على مصدرين للطاقة لتشغيل محطات ضخ وتوزيع المياه للسكان، هما الكهرباء من الشبكة الوطنية العمومية التي خرجت عن الخدمة مع بداية مارس 2015م والمصدر الآخر مولدات تعتمد على المشتقات النفطية التي اختفت من السوق وتضاءلت وفرتها ووصل سعرها في السوق السوداء إلى أكثر من ستة أضعاف ثم اختفت نهائيا.

أمانة العاصمة

لا يوجد شك في االمعانات التي يتعرض لها السكان في العاصمة صنعاء وهناك أيضاً مبادرات مجتمعية للحصول على مياه الشرب النقية. حيث يبلغ سكان العاصمة قرابة 2.8 مليون نسمة تقوم المؤسسة المحلية للمياه و الصرف الصحي بتوفير المياه لحوالي 45% من السكان و يعتمد الباقي على شبكات من مشاريع أهلية صغيرة أو شراء المياه المنقولة بالوايتات. كما تستهلك المؤسسة المحلية حوالي 20 ألف لتر ديزل يوميا لتشغيل محطات ضخ وتوزيع المياه وكذا تشغيل محطة المعالجة (توقفها يعني كارثة بيئية خطيرة)، عدم الحصول على هذه الكمية من الوقود وغياب الكهرباء العمومية يجعل المؤسسة تقف عاجزة عن تلبية حاجات السكان وكذا تشغيل محطة المعالجة.وتبذل المؤسسة كل الجهود للحصول على أي كميات من الوقود للتخفيف من معاناة السكان التي نالت 90% منهم، حيث استطاعت المؤسسة ضخ المياه في الشبكة لتصل إلى منازل سكان أمانة العاصمة بوتيرة مرة كل 20 يوماً وفي بعض الأحياء بعد انتظار قرابة الشهرين، و لا تزال بعض الأحياء بانتظار الماء منذ أكثر من ثلاثة أشهر. إضافة إلى ذلك بادرت المؤسسة بالتعاون مع المانحين من المنظمات الدولية وفاعلي الخير من اليمنيين واليمنيات بتوفير 40 نقطة مياه ثابتة ومتنقلة (السبيل) أي المياه للمحتاجين والفقراء مجانا. السبيل: ساهمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف بتوفير كميات من الديزل مكن المؤسسة المحلية للمياه من توفير مياه الشرب للمحتاجين وخصوصا النازحين من خارج و داخل صنعاء جراء تدمير منازلهم بسبب القصف الجوي للتحالف العربي بقيادة السعودية  على اليمن منذ 26 مارس 2015م. على سبيل المثال قام برنامج المياه بالمؤسسة الألمانية للتنمية (GIZ ) بإنشاء و تمويل خمس نقاط سبيل و توفير المياه لها عبر المؤسسة المحلية للمياه. حيث تضمن السبيل مبادرات فاعلي الخير من التجار بإمداد المياه عبر الوايتات وخصصوها للفقراء والمحتاجين في 23 نقطة سبيل منتشرة في أحياء سكنية عديدة. كذلك تولت المؤسسة تركيب حوالي 12 خزان مياه في أحياء سكنية متعددة ليحصل الفقير والمحتاج على مياه الشرب وينقلها إلى أفراد أسرته بالمنزل. أخيرا، إن الأمل الوحيد في عودة المؤسسة المحلية لتوفير المياه بالكميات المعهودة وبالوتيرة السابقة يتطلب توفر الطاقة سواء الكهرباء من الشبكة الوطنية العمومية أو توفر المشتقات النفطية الكافية، ويتطلب حصول المؤسسة على نفقات التشغيل التي لم تعد متوفرة بسبب تدني/ توقف التحصيل، لذلك يجري الترتيب لتنفيذ حملات توعية وإعلامية تهدف إلى اطلاع السكان على الدور الذي تلعبه المؤسسة في توفير المياه لنقاط السبيل لتحفيز المشتركين بخدمات مؤسسة المياه بضرورة دفع ما عليهم من قيمة فواتير المياه. كما انه وبالتعاون مع برنامج المياه بالمؤسسة الألمانية للتنمية (GIZ) ستنشر المؤسسة المعلومات ومواد التوعية في نقاط السبيل كمنشورات توزع ولواصق في واجهة الخزانات إضافة إلى إشراك الإذاعة المحلية بتعريف السكان بمواقع نقاط السبيل وساعات توفر المياه وصلاحيتها.

قد يعجبك ايضا