حرب الشرف

د. أحمد صالح النهمي
عادت غارات العدوان السعودي الإجرامية بضراوة لاستهداف منازل المواطنين وأسواقهم ، وقتل المدنيين من نساء وأطفال ، كما حصل بالأمس في مديرية نهم ،قرية المديد، وكما حصل بصنعاء في مصنع البفك، وكما يحصل في صعدة ، وعلى أكثر من مدينة وقرية في بلادنا،  هؤلاء البلهاء يظنون أنهم قادرون برفع وتيرة العنف واقتراف الجرائم أن يحققوا شيئا على الأرض…وكأنهم لم يدركوا بعد أكثر من خمسمائة يوم من العدوان أن التقدم على الأرض لو كان يحصل باقتراف الجرائم بحق المدنيين وبزيادة عدد الغارات لكانوا قد وصلوا إلى صنعاء وما بعد بعد بعد صنعاء في الأيام الأولى من عمر العدوان ، بيد أن هذه الجرائم بحق المدنيين لا تزيد اليمنيين إلا يقينا بعدالة قضيتهم ويقينا بغطرسة المعتدين ونذالتهم وافتقارهم إلى أبسط مقومات الإنسانية ومعاني الأخلاق.
ما زال المجرمون يعربدون في اقتراف المزيد من القتل والتدمير ، ولعل إخراج المملكة وتحالفها من قائمة قتل الأطفال بتواطؤ دولي وأممي قد أغراها على تصعيد جرائمها، ما دامت قادرة على محوها بحفنة من المال الذي اشترت به ضمائر العالم.
المال ليس الوسيلة الوحيدة التي اعتمدت عليها المملكة في التغطية على جرائمها، ثمة وسائل أخرى،  أهمها تبريرات “الطراطير” أمثال ( هادي وحكومته بالرياض) الذين شهدوا زورا وبهتانا في رسالتهم التي بعثوا بها إلى بان كي مون والمنظمات الحقوقية في الأمم المتحدة، وأقسموا فيها أن طائرات آل سعود لم تقتل من بداية العدوان في غاراتها طفلا في اليمن …فهل كانت تساقط على رؤوسهم ألعاب الأطفال وقطع الحلوى والشيكولاتة ؟.
الطراطير من أبناء الشعب اليمني أشكال وألوان ، وكل أولئك الذين لا يشعرون  بالانتماء إلى هذا الوطن ويتعاونون مع أعدائه .. الذين يرون جرائم آل سعود تطال المدنيين ، ولكنهم لا يتوانون في اختلاق المبررات لهذه الجرائم..فإنهم بطريقة أو بأخرى يندرجون تحت هذه الصفة بالفعل أو بالقوة؛ لأنهم  انسلخوا من الانتماء إلى الوطن أو كما يقول الدكتور المقالح:
باعوه من كل أفاك وليس لهم
رأي سوى أنهم فيه طراطير
الفرق الكبير بين المعتدين وبين المقاتل اليمني لا يكمن في عدالة القضية بين من يعتدي وبين من يقاوم ويدافع عن أرضه وعرضه وكرامته ولكنه يكمن أيضا في الفرق القيمي والأخلاقي في منازلة الخصوم وتوجيه الضربات ، فاليمانيون لا يستهدفون مدنيا ولا يقتلون فارا من المعركة فضلا عن أن يوجهوا أسلحتهم لقتل المدنيين ، فلسان حالهم في حروبهم يصوره الشاعر عباد أبو حاتم في زامله الشهير بقوله :
قل للسعودي حربنا حرب الشرف
ما نرمي المكلف ولا دار الكفبف
ما نرمي إلا في وسط راسك نصف
واسأل علينا في نهوقة والرديف

قد يعجبك ايضا