الاهتمام بأدب الطفل اليمني جاء تلبية لحاجة المدارس للقصة والأنشودة التوجيهية التعليمية:

نزهة على شاطئ أدب الطفل اليمني في رابطة الكتاب الأردنيين

صفية البكري – عمّان

بحضور جمهور من المهتمين والمعنيين بأدب الطفل، ومشاركة عدد من أطفال فريق زها الإذاعي والتلفزيوني، وضمن خطتها السنوية، استضافت لجنة أدب الطفل في رابطة الكتاب الأردنيين أديب الأطفال اليمني الدكتور إبراهيم أبو طالب الحائز على جوائز عربية ومحلية عدة، وذلك في لقاء حواري حول أدب الطفل اليمني.
وفي اللقاء الذي أداره رئيس تحرير مجلة وسام الأردنية الأديب محمد جمال عمرو تتبع الدكتور أبو طالب نشأة أدب الطفل في اليمن، مشيراً إلى العوامل التي أدت إلى ازدهاره وانتشاره هناك، وساعدت على الاهتمام به، وأسهمت في انتشار دور النشر والمطابع وسهولة إصدار الدوريات الأدبية المتخصصة بأدب الطفل.
من جانبه وقف د. أبو طالب على مسيرة أدب الطفل لافتاً النظر في البداية إلى أنّ الكتابةَ للطفل نضج ما بعده نضج، فقال: “كانت بداية أدب الطفل في اليمن من خلال مجموعة من الأدباء الذين كتبوا للكبار، ثم راحوا يختارون من كتاباتهم ما يعتقدون أنه يتناسب مع الأطفال”. وتتبع أبو طالب المجلات التي صدرت في اليمن والمتخصصة بأدب الطفل، والتحديات التي واجهتها.
وأضاف أبو طالب أنّ الحديث في موضوع أدب الأطفال يحتاج إلى كثير من الوقفات التفصيلية، وذكر أن الاهتمام بأدب الطفل في اليمن جاء تلبية لاحتياج المدارس للقصة والأنشودة التوجيهية التعليمية، ولذا لا تختلف البدايات عنها في الوطن العربي، إذ لم يكن الذين يكتبون للأطفال من المتخصصين في هذا المجال، لكنهم كانوا يتخيرون للصغار ما يرونه – هم أو المعلمون- من القصائد المناسبة لفهمهم، ومن هنا فقد وجدنا اختيارات من أشعار كبار الشعراء اليمنيين للأطفال من أمثال: علي أحمد باكثير، وعبد الله هادي سبيت، ولطفي جعفر أمان، ومحمد عبده غانم، وعبد الله البردوني، وعبد العزيز المقالح، وإدريس حنبلة، وعباس الديلمي وغيرهم.
وذكر أبو طالب أن الإذاعات في بثِّها كانت تخصص فقرات في بداية النهار وفي نهايته للأطفال من خلال المواعظ والقصص التوجيهية والأناشيد التي يصحبها اللحن أحيانا، وكان لرواد العمل الإذاعي حضور وإسهامات في ذلك، ولعلي أذكر هنا جهود كل من ماما نجيبة حداد، وأديب قاسم، وبابا عبد الرحمن مطهر صاحب برنامج ركن الأطفال في إذاعة صنعاء، ورئيس تحرير مجلة الهدهد (ثاني مجلة يمنية للطفل بعد مجلة البراعم)، وأبو بكر القيسي الذي افتتح مسرح العرائس في عدن 1982م، ثم كانت له جهود مسرحية وتلفزيونية، ونور باعباد التي كانت تروي الحكايات في الإذاعة.. وغيرهم ممن كانوا يقدمون برامج للطفولة، وكان للتلفزيون اليمني بقناتيه (عدن، وصنعاء) برامج خاصة بالطفل قصصا وأناشيد ومواهب، ولقاءات وغيرها…
وذكر أبو طالب أنه وحين نتذكر بعض الأسماء ممن أبدعوا للأطفال قصصا ومسرحيات وأناشيد فإننا نستطيع أن نرصد أكثر من ستين كاتبا (رصدهم كتابي الذي يحمل عنوان “ببليوجرافيا السرد في اليمن من 1939- 2009م، الصادر عن وزارة الثقافة، ط1، عام 2010م)، ومنهم: عبد المجيد القاضي، ونجيبة حداد، أديب قاسم، علي باذيب، رمزية الإرياني، أبو قصب الشلال، عبد الرحمن عبد الخالق، عبد الله باوزير، وفاء عثمان، منير طلال، رمز الموشكي، محمد أحمد عثمان، علي محمد عبده، مجيب هويدي، دهاق الضبياني، فاطمة الشريف، إبراهيم أبو طالب، وغيرهم، وهناك أكثر من (44) رساما يرسمون للطفل في المجلات الخاصة التي بلغ عددها (19) مجلة، في مسيرة امتدت منذ العام 1948م حين صدرت مجلة (مدارسنا) التي صدرت عن طلبة مدرسة الحكومة الثانوية بعدن واستمرت حتى العام 1951م وصدر منها (18) عددا، ولكن أول مجلة متخصصة يمكن رصدها في أدب الطفل صدرت عن وزارة التربية كانت (مجلة البراعم) صدرت في عدن عام 1973م، وصدر منها (9) أعداد ثم توقفت، وتأتي ثاني مجلة وهي (مجلة الهدهد) بإشراف بابا عبد الرحمن مطهر وصدرت في صنعاء، في مارس 1980م، وكانت تحتوي على الصور الملونة والقصص المفيدة ولكنها لم تستمر كغيرها من المجلات التي كانت تتراوح بين العدد والعددين والثلاثة على أحسن الأحوال لتقف بسبب عدم وجود الدعم الكافي والمسؤولية النوعية والموهبة الحقيقية التي يحتاجها هذا المجال، ومن تلك المجلات مثلا: الحارس الصغير (كانت تصدر مع صحيفة الحارس) وهي صحيفة تصدر عن وزارة الداخلية، ومجلة ضاح، ومجلة نشوان، ومجلة يزن، ومجلة اليمن السعيد، ومجلة الطفولة، ومجلة الطالب، ومجلة سام الصغير، ومجلة نادر، ومجلة الجوهرة، ومجلة العبقري الصغير(وهذه كان يصدرها أخوان من طلاب الثانوية أحدهما يكتب والآخر يرسم وهي تجربة نوعية بأقلام الأطفال أنفسهم)، ومجلة أسامة؛ وقد استمرت ولم تتوقف مدة طويلة لكونها مدعومة من إحدى الجمعيات، وهي جمعية الإصلاح الخيرية، وصدرت مجلة (المثقف الصغير) عن جريدة الجمهورية الحكومية واستمرت لفترة طويلة تصدر مرتين في الشهر كملحق مجاني مع الجريدة، ومجلة أطفال شوذب، وهي تصدر عن مؤسسة شوذب للطفولة والتنمية، وهي مؤسسة أهلية تماثلها مؤسسة إبحار التي تشرف عليها القاصة مها ناجي صلاح، وبهذا الاستعراض السريع نقف على تصوِّر عام عن مسيرة أدب الطفل في اليمن، والذي ما زال ينقصه العمل المؤسسي الجاد الذي لا يبتعد كثيرا عمّا يعانيه الأدب العربي في هذا المجال النوعي، حيث ينقصه كثير من الاهتمام، ويحتاج إلى جهود مضاعفة حتى ننتج أدبا متميزا  وجيلا مثقفا له هوية عربية وإسلامية لا تقوم على استيراد القيم واستهلاك ما لدى الآخر بوعي أو دون وعي.
النزهة الحوارية التي أبحر فيها الدكتور أبو طالب في أمسية عرض فيها فيلم قصير من إعداد وإخراج الأديبة صفية البكري عن الضيف حول إبداعه ونشاطاته وورش العمل التي نفذها وأسهم فيها عربياً.
هذا وقد كرّم رئيس رابطة الكتاب الأردنيين الدكتور زياد أبو لبن الضيف اليمني بدرع الرابطة وسط اهتمام الجمهور.

قد يعجبك ايضا