وكالات/
أثارت زيارة ضابط الاستخبارات السعودي أنور عشقي إلى الكيان الإسرائيلي انتقادات واسعة في تونس من قبل فعاليات ووسائل إعلام لا تزال تحتفظ بهامش من الحرية والمهنية كونها لا تزال خارج النفوذ المالي السعودي .
وقد أدلى كثير من المثقفين والفاعلين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني بدلوهم في هذه المسألة. وربطت معظم الآراء بين هذه الزيارة والأوضاع الإقليمية وما تشهده المنطقة من اضطرابات خصوصا مع قرب الحسم في الملف السوري بعد الإنتصارات الأخيرة التي حققها الجيش على حساب قوى الإرهاب.
وفي هذا الإطار تعتبر الناشطة الحقوقية والكاتبة التونسية رشا التونسي في حديثها للعهد الإخباري أن العلاقات بين السعودية وإسرائيل ليست حديثة العهد ويمكن القول إنها انطلقت منذ عهد عبدالناصر وأحداث اليمن لكنها تطورت وتأكدت في الفترة الأخيرة من خلال العمل المشترك لمواجهة إيران ، التي يعتبرها الطرفان السعودي والاسرائيلي “العدو المشترك” ، كذلك لتقارب الموقف المضاد والعلني من النظام في سوريا وتسليح من تسمي نفسها المعارضة ” السورية “.
وتضيف محدثتنا : “تبقى الزيارات العربية – الإسلامية إلى الكيان الصهيوني صادمة لكنها ليست مفاجئة خصوصا منذ زيارة الرئيس المصري أنور السادات، ثم أمير قطر والعاهل الأردني. فرغم تبرير الزيارات بأنها لفلسطين لا لإسرائيل أي لجهة صديقة لا لجهة معادية، إلا ان الإستقبال والترحاب من قبل المسؤولين الإسرائيليين يسقط ورقة التوت. ومن المعروف أن السعودية وإسرائيل هما الداعمتان للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، ومن المعروف أيضا أن أهم سياسة لأمريكا هي حماية وجود إسرائيل ومصالحها ، فلا يمكن أن نتجاهل أن هذه الزيارة تصب في مصلحة إسرائيل على حساب الحقوق العربية”.
كما تعتبر الكاتبة والباحثة التونسية أن هذه الزيارة تدخل في خانة التطبيع وستستفيد منها إسرائيل كثيرا وما سينتج عنها لن يكون لصالح المنطقة بل سيعود بالوبال على العالم العربي وستتبعها خطوات أخرى خاصة بعد أن صرح عشقي بأنه يرغب في لقاء مستقبليه المرة القادمة في الرياض.
من جانبه علق الكاتب السياسي التونسي، الأمين العام لمركز دراسات المعهد العربي للديمقراطية بتونس ماجد البرهومي في حديث للعهد الإخباري عن زيارة عشقي للكيان الصهيوني، مستغرباً كيف تمد المملكة العربية السعودية يدها إلى الكيان الصهيوني الذي مرغ سمعتها في التراب. أليست ما تسمى “مبادرة السلام العربية” التي تعاملت معها إسرائيل بسخرية واستهزاء من خلال تصريحات مسؤوليها ومن خلال سلوكها العدواني تجاه العالم العربي هي مبادرة ملكية سعودية بالأساس؟
ويضيف محدثنا قائلا: “لقد سقط النظام الرسمي العربي أخلاقيا منذ مدة وهو يعمل بخلاف مصالح شعوب المنطقة وبالتالي فلا يجب أن نستغرب من مثل هكذا زيارات. بل وجب أن نستغرب لو حصل جفاء في العلاقات بين الجانبين باعتبار أن أغلب الأنظمة العربية خادمة للأجندات الأمريكية الباحثة بدورها عن مصالح الصهاينة”.
ويختم البرهومي بالقول: “كانت هذه الزيارات تحصل سابقا في الخفاء لأنه كان هناك بعض الحياء من المسؤولين العرب، لكن الآن زال هذا الحياء وبرز مسؤولون عرب جدد ورثوا الحكم طبيعيا أو بعد التطورات الأخيرة في العالم العربي والملاحظ انه ليست لديهم أية ذرة حياء ولا يعيرون أي اهتمام لشعوبهم، وعلى ما يبدو فإن التطبيع العلني دون خجل او وجل هو المطلوب أمريكياً “.