علماء وخطباء يدينون تفجير مسجد جمال الدين وقبة الشيخ عبدالهادي السودي بتعز

>أكدوا أن نسف المقدسات الإسلامية بادرة خطيرة في البلدان الإسلامية

استطلاع / أحمد السعيدي

توالت ردود أفعال الشارع اليمني الغاضبة والمنددة بشدة لتفجير مسجد جمال الدين الأثري وقبة الشيخ السودي في محافظة تعز من قبل مسلحين يدعون الإسلام ويتكلمون باسم الإسلام ويقتلون دفاعاً عن الإسلام وينتهكون حرمات الإسلام تحت شعار رفع راية الإسلام مع أن الإسلام منهم بريء ومن أفعالهم التي تخالف الإسلام وتشوه صورته النقية ويلبسه ثوب الإرهاب والتشدد والدم والإكره وإنكار كل مفاهيم الإسلام الوسطية مثل التعايش والتسامح والرقي.
“ الدين والحياة “ تلتقي عدد من العلماء وخطباء المساجد والذين بينوا خطورة هذه الجرائم على الإسلام والمسلمين في بلادنا الحبيبة ,,,

في الثاني والعشرين من شهر يوليو الماضي أقدم مسلحون ينتمون إلى ما يعرف بـ”المقاومة” في محافظة تعز على تفجير مسجد جمال الدين التاريخي بقرية الصراري بعد اقتحامها وبعد يومين فقط قام المسلحون ذاتهم بتفجير قبة وضريح الشيخ عبدالهادي السودي في مدينة تعز.
مما أثار سخطاً واسعاً واستنكاراً شعبياً كبيراً عند المواطنين والعلماء والدعاة وخطباء المساجد.
حرمة المساجد
*البداية كانت مع العلامة / عبد المجيد الهادي
عضو رابطـــة علماء اليمن الذي تحدث عن حرمـــــة المساجد ومكانتـــــها في الإسلام قائلاً :
-“المساجد بيوت الرحمن كما وصفها الله تعالى في القرآن الكريم ومن شعائر الله التي أمرنا سبحانه بتعظيمها ومن حرمات الله التي حذرنا جل في علاه من الاعتداء عليها والآيات القرآنية كثيرة لبيان أهميتها ومكانتها وعقاب منتهكيها ونكتفي بقول الله تعالى “ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114)البقرة.
وأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم كثيرة أيضا والتي تحثنا بتعظيمها والاهتمام بها ويكفي وصف رسولنا الكريم لها بأنها “اطهر بقاع الأرض “ وكذلك المقدسات الإسلامية فويل للذين تلطخت أيديهم بالاعتداء عليها وتفجيرها وأننا نبرأ إلى الله من هذا العمل المخالف لشريعتنا الإسلامية العظيمة “
تشويه الإسلام
*أما الشيخ / عبدالله البعداني إمام وخطيب مسجد الروضة بأمانة العاصمة فقال :
– ما يحز في النفس حقيقة هو أن هذه الأعمال الإجرامية في حق الإسلام ومقدساته لا تأتي من الكفار واليهود والنصارى والحاقدين على الإسلام مباشرة بل عبر أذيالهم من الذين يحسبون على الإسلام ويدعون أنهم خير ممثل للإسلام ويقومون بتسمية أنفسهم بأسماء تعبر عن الإسلام وهم في الأصل لا هدف لهم سوى التشويه بالإسلام وإظهاره للعالم بصورة مغايرة عن تلك التي نقلها لنا النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم فهؤلاء يريدون إظهاره للعالم على انه دين إرهاب وقتل وذبح وتنكيل فيقومون بالعمليات الانتحارية داخل بيوت الله وأطهر بقاع الأرض واليوم ينتقمون من أعدائهم بتفجير مساجد يذكر فيها اسم الله بحجة أنها تتبع أعداءهم كما رأينا مؤخراً في محافظة تعز لمسجد جمال الدين بقرية الصراري وقبة الإمام السودي “
الهدف واضح والمبرر موجود
*وبدوره قال الشيخ / رمزي الجلال – إمام وخطيب مسجد النور بمنطقة الصافية أمانة العاصمة:
أصبحت لدينا فكرة كاملة عما يقوم به هؤلاء المحسوبون على الإسلام والمنتمون للجماعات والتيارات المتشددة فهم لديهم هدف واضح يسعون لتحقيقه بارتكاب مثل هكذا أعمال لا تمت للدين الإسلامي والشريعة بصلة ولديهم أيضا تبرير وفتوى جاهزة للرد على كل من ينتقد أفعالهم ويخالفهم الرأي والعقيدة.
أما الهدف فهو طمس الهوية الإسلامية في كل البلدان الإسلامية فنلاحظ جيداً استهدافهم للمساجد الأثرية وكذلك الأضرحة التاريخية والقبب التي تدل على حضارة المسلمين وتاريخهم منذ آلاف السنين وكل ذلك يحدث بدعم ومباركة اليهود والنصارى وأعداء الإسلام.
أما الفتوى التي يبرر بها الإرهابيون أعمالهم ويواجهون الناس بها هي
إما الفتوى الشرعية أو العسكرية ففتواهم الشرعية هي أن تلك الأماكن شركية وينتشر فيها البدع والتشيع والتصوف وغيرها.
وأما المبرر العسكري فهو إدعائهم ان تلك المواقع كانت ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة لأعدائهم الذين يخوضون حربا معهم كما حدث أخيرا في محافظة تعز «
نبذة تاريخية
*ومن محافظة تعز تحدث للثورة العلامة / عدنان الجنيد عن نبذة مختصرة عن مسجد جمال الدين الأثري وقبة الإمام السودي الذي تم تفجيرها وعن ما كان يحدث فيها من مشاهد اعتيادية حيث قال :
– مسجد ومقام وقبة الشيخ السودي تعتبر «من أكبر القباب في اليمن، وتاريخها يعود إلى حقبة الدولة الطاهرية وهي أحد أجمل المعالم الدينية في تعز القديمة من عصر الخلافة العثمانية وكذلك مسجد جمال الدين الأثري بقرية الصراري والذي يعود إلى زمن بعيد ويعتبر من المعالم التاريخية التي يتوجه اليها الزائرون من مختلف المناطق ومن دول الجوار أيضا ولا صحة لما ردده مسلحو تنظيم القاعدة ومن يسمون أنفسهم المقاومة الشعبية عن استغلال هذه الأماكن لإقامة البدع والشركيات وغيرها من الأعمال التي تخالف الشريعة الإسلامية وتوجد أهم المواقع الأثرية لفترة ما قبل الإسلام في اليمن، في السهول والوديان، وفي أطراف القيعان الجبلية من المرتفعات الوسطى؛ منها الحدا ورداع والبيضاء وغيرها. ومن أشهر الممالك اليمنية القديمة: مملكة سبأ في مارب، ومملكة معين في الجوف، ومملكة قتبان في بيحان، ومملكة أوسان في مرخة، ومملكة حضرموت في شبوة.»
وزارة الأوقاف
*أدانت وزارة الأوقاف بشدة ما تعرض له مسجد جمال الدين بقرية الصراري المنكوبة وقبة الإمام عبدالهادي السودي من تفجير همجي لا يمت للإسلام بصلة وقد التقينا بمسؤول العلاقات بالوزارة الأستاذ / محمد الخطيب الذي تحدث قائلاً:
« إن ما تعرض له مسجد جمال الدين الأثري وقبة الإمام السودي التاريخية لهو انتهاك صارخ وخطير للمقدسات الإسلامية في يمن الإيمان والحكمة بل انه تدخل دخيل على اليمن الحبيب فلم يجرؤ اليمنيون منذ آلاف السنين على المساس بهذه المقدسات الإسلامية التاريخية aفي اليمن واليوم أقدم الموتورون والإرهابيون الذين يتحدثون باسم الإسلام على الاعتداء على هذه المساجد والأضرحة والقباب وتفجيرها في فعل فاضح يدل على حقدهم الدفين على الإسلام والمسلمين في مشارق البلاد الإسلامية ومغاربها «.

قد يعجبك ايضا