قائمة العار الأممية
د. أحمد صالح النهمي
تحاول الأمم المتحدة باللغة المائعة المراوغة أن تجد مخرجا للتحالف الذي تقوده المملكة السعودية لإخراجها من القائمة السوداء، وتبرئ ساحتها من قتل أطفال اليمن، وهي بذلك تسجل اسمها في قائمة العار الأبدية ممهورة بتوقيع أمينها العام بان كي مون، وكل الأصوات المتواطئة مع قتلة الأطفال، فالحقيقة قد تغيبها الأموال لبعض الوقت لكنها سرعان ما تعود بتوافر الشروط الموضوعية لقراءة التاريخ.
نستطيع أن نقول عن السعودية بأنها دولة عدوانية حقيرة، تسخر أموالها لضمان بقاء العرش الملكي ، ولكن ما هي المفردات التي تستطيع أن تصف هادي وحكومته التي بعثت برسالة إلى الأمم المتحدة تبرئ فيها السعودية من قتل أطفال اليمن ، وتشهد لله وللإنسانية أن طائرات التحالف كانت توزع الشوكلاته وألعاب الأطفال ، ولم يحدث أن ضربت في يوم ما صواريخ وقنابل سامة محرمة…أي مفردات ومن أي قاموس يمكن أن يتجاسر على وصف هذا الفعل الشنيع وماذا يمكن أن يقول عن هكذا مذكرة ممهورة بتوقيع هادي ووزير خارجيته عبد الملك المخلافي
لا يمكن القبول بأي مبررات حتى لو كانت وجيهة لاستدعاء قوى غازية لضرب الوطن وشن العدوان على أبنائه، وتدمير مقومات الحياة فيه، ولا شك أن من وقفوا مع العدوان وشرعنوا له تدمير وطنهم يعلمون أن العدوان لا يهمه أهدافهم ولا يهمه عودة مكوناتهم، بقدر ما يهمه تحقيق أهدافه في استلاب القرار السياسي اليمني وفرض الوصاية ، ومع ذلك باعوا أنفسهم برخص التراب، وقدموا مصالحهم الشخصية ورغبتهم في الانتقام على مصلحة وطنهم ودماء أهلهم
إن البلهاء فقط هم من يمكن أن تختلط عليهم الألوان وتتشابه البقر، أما من كان يملك أدنى عقل وقليلا من الفطرة السليمة فإن الأمور تبدو له واضحة كالشمس في رابعة النهار ، فهل يستوي من يجعل من نفسه حذاء تمتطيه قوى العدوان لقتل أهله وتدمير وطنه وبين من يحتذي الإبرامز الأمريكية على جبهات الحدود، ويدافع عن أهله وكرامته
ظلال شعرية :
لا تسألي يا ريحُ، كيف تلبَّستْ
حلفَ الغزاة هزيمةٌ نكراءُ
كيف اعتلى الحافي يدكُّ حصونَهم
ويفرُّ قبلَ قدومِهِ الجُبَنَاءُ
وتهاوَتْ (الإبرامز) صرعى تحته
فكأنها في أخمصيه حذاء
فالنصر ليس تحالفا متكبرا
آلاتُهُ مغرورة عمياءُ
النصر مَجْدولٌ بعدل قضيةٍ
ترجو الخلاصَ وفتيةٌ شرفاءُ
إن يلتقوا بالمجد هم فرسانه
أو يلتقوا بالموت فالشهداءُ.