إخراج السعودية من قائمة العار ليس دليلاً على براءتها
حسن الوريث
بان كي مون أضاف السعودية إلى قائمة العار لقتل أطفال اليمن، ثم بان كي مون أزال السعودية من القائمة وكأننا في مجموعة من مجموعات الواتس آب بحيث يقوم مدير المجموعة بإضافة وإزالة من يشاء على حسب هواه ورغبته وهذا بالفعل هو الوضع المؤسف الذي وصلت إليه الأمم المتحدة والتي تحولت إلى مجموعة هزلية تعبث بمصائر شعوب العالم وتديرها مجموعة من العصابات.
ففي الأشهر الأخيرة أعلنت الأمم المتحدة وعلى لسان أمينها العام الدمية بان كي مون عن إدراج الأمم المتحدة في قائمة العار لقتل أطفال اليمن ثم تراجعت خلال أقل من أسبوعين عن هذا العمل وأزالت النظام السعودي وفي آخر جلسة من جلسات مجلس الأمن الدولي أعلن بان كي مون عن إزالة التحالف بقيادة السعودية من القائمة السوداء لقتل وتشويه الأطفال في اليمن وكما قال إن ذلك بعد دراسة متأنية وبالتأكيد فإن هذا التراجع كما نعرف ويعرف الجميع وباعتراف بان كي مون نفسه لم يكن مجاناً بل مدفوع الثمن، ما يؤكد أن ما نذهب إليه دوماً باعتبار الأمم المتحدة أداة طيعة في أيادي مجموعة من العصابات وعلى رأسها أمريكا تحركها كيفما تشاء وأن هذه المنظمة الدولية تم إنشاؤها من أجل السيطرة على الأمم والشعوب .
طبعا كما نعرف أن الإعلان الذي صدر واجه حملة شديدة من السعودية التي جندت كل أبواقها الإعلامية والسياسية لانتقاد هذا الإعلان وشكل رعباً حقيقياً لهذا النظام ما جعله يقدم عروضاً خيالية بمبالغ سال لها لعاب لبان كي مون وفريقه وجعلهم يغيرون اللائحة ويبعدون النظام السعودي منها ظناً منهم أن إبعاد السعودية من القائمة سيعطيها صك براءة من تلك الجرائم، لكنهم لا يدركون أن عملية الإبعاد كانت أكثر تأكيداً على ارتكاب السعودية تلك الجرائم وشراكة الأمم المتحدة في القتل باعتبارها أعطت الضوء الأخضر للنظام السعودي للاستمرار في قتل اليمنيين.
النظام السعودي يظن أن استبعاده من لائحة العار هو صك براءة من الجرائم التي ارتكبها في حق الشعب اليمني لكن الأكيد أن الاستبعاد ليس دليل براءة بل على العكس فهو دليل إدانة أكبر مما لو بقي الاسم في لائحة العار وما قامت وتقوم به السعودية في مجلس حقوق الإنسان أو المنظمات الإنسانية والدولية من أجل إخراج نفسها من المسؤولية الأخلاقية والجنائية على الجرائم التي ارتكبتها في حق الشعب اليمني يؤكد أنها نفذت تلك الجرائم، لذا فهي تخشى من المساءلة القانونية والجنائية فلو أنها تعلم أنها بريئة لكانت وقفت وواجهت العالم كله لكن المذنب يخاف وبالتالي فهي تدفع هذه الملايين من الدولارات لشراء المواقف والذمم لعلمها أنها أجرمت .
مما لا شك فيه أن السعودية مهما عملت ومهما حاولت إخراج نفسها من تلك القوائم سواء في مجلس حقوق الإنسان أو في الأمم المتحدة إلا أنه سيأتي اليوم الذي يتم فيه محاسبتها وإرغامها على دفع ثمن تلك الجرائم والانتهاكات وسيظل العار يلاحقها وستكون هذه المليارات التي دفعتها عاراً يلاحقها ويلاحق كل الذين باعوا ضمائرهم وغطوا على هذا النظام المجرم سواء من الأنظمة أو الأشخاص أو المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة التي كان لها نصيب الأسد من التغطية على تلك الجرائم وبالتأكيد أن هذه المنظمة الدولية تتحمل وزر هذه الجرائم والانتهاكات ولن يرحمها التاريخ .
في اعتقادي أن على الأمم المتحدة أن تعيد حساباتها وتقف إلى جانب الشعوب المظلومة وتعلن براءتها من جرائم النظام السعودي التي ارتكبها في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وكل الدول والبلدان وليعرف كل من استلم ثمن هذه الدماء أنها ستلاحقه أينما حل وارتحل وسيدخلون القائمة السوداء التي اخرجوا السعودية منها على اعتبار أنهم تستروا على هذا النظام الإجرامي وساعدوه على مواصلة جرائمه البشعة .