الامتحانات .. أفكار متعاركة ..!!
عبدالله الصعفاني
على مدار يومين من استهلال فلذات الأكباد لأيام الامتحانات حرصت على التوقف أمام مركزيّ امتحان، أتأمل في وجوه الشباب والصبايا المتقدمين لامتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوية.
لم يكن الهدف غير البحث عن الصورة الأخرى بعد الذي لحق بعقلي جراء ما أصاب هذا البلد الطيب ، لعل في مشهد الطلاب وهم يتوافدون زرافات ووحدانا على اللجان الامتحانية ما يوحي بأمل واقعي .
على أبواب المراكز الامتحانية يمكن لك اختراق حاجز الإحساس بالوجع مما يحدث لنا ونحن ننتظر .. ننتظر حوار الإنقاذ الوطني المحفوف دائماً بغربان صياغة الفشل ..انتظار حكومة الإنقاذ الوطني وأحزاب الإنقاذ الوطني ومؤسسات الإنقاذ الوطني ورجال الإنقاذ الوطني أيضاً !
هناك ستقرأ في عيون الطلاب والطالبات أسئلة أخرى غير الأسئلة التي يتهيبونها بفعل تأثرهم التعليمي بما يجري.
ترى ما الذي يشغل هؤلاء؟ وما هي الرسائل التي يرغبون في توجيهها حتى نغادر جميعاً الغرق في الأمور المؤلمة؟
المؤكد أن الذي يشغلهم غير التوفيق في امتحانات مواسم المحن هو هل من سبيل لأن يعبر الوطن إلى مراحل واضحة وثابتة؟ وليس في مثل هذا السؤال إلا الرجاء لكل قادر على الإسهام بأن لا يواصل دور التحول إلى جرافة تهدم خصوصية الأحلام بعد أن قام العدوان بهدم خصوصية الدم والبنيان .
في ذات المركزين الامتحانيين الملفوفين بتوترات الأسئلة والأجوبة وجدتني أخوض نقاشاً ذاتياً متعاطفاً مع الطلاب والطالبات .. متسائلاً هل هؤلاء الشباب حصاد تعليم جيد ومعلم كُفء يحسن تقديم نفسه، صحة ومعرفة ومظهراً وطريقة إيجابية في التعبير والانفعال والأسلوب؟ وهل هؤلاء المعلمون عادلون مع طلابهم ، حافظون لأسرارهم ، ديمقراطيون يحترمون الحق في الحصول على تعليم تفاعلي وليس تلقينياً جامداً ؟
وددت أن أقول لكل طالب وطالبة في لجان الامتحان .. تجنب الغش وكن فخوراً بنجاحك لولا أن هاتفاً شدني من أذني وأخذ دور محامي الملاك أو حتى الشيطان ليقول: كيف لك أن تطلب هذا من طالب مهجر أو نازح تم اقتلاعه من بيته؟ كيف لك أن تغفل تأثير الإحباط والكبت والمعيشة التي لا تسر .
ثم أخذ في الترافع بالقول: هل مدارسنا نموذج لتجسيد فلسفة تعليم يقود لطالب طبيعي متفوق قادر على النقاش والتحصيل والإبداع ؟ وماذا عن توفر المعمل والمختبر وإخضاع المدارس الخاصة للرقابة بعيداً عن منطق العرض والطلب وقوانين الربح؟ ثم هل طالب الشهادة الأساسية والثانوية حصل على حقه المبكر في تنمية القراءة بعيداً عن تعليم يعمق الارتباك والإحباط؟
أسئلة كثيرة بدأت ومرت ولم تنتهِ عند القول : احذروا سقوط التعليم ،واحذروا قبل ذلك استمرار سقوط القدوة ودور الأسرة .. وبهذا وحده سيكون للتعليم طائل وللجهد الدراسي والامتحاني أمل وتفاؤل .