صنعاء تنتصر
نبيهة محضور
* ها هم اليوم اليمانيون يرسمون صورة جديدة من صور الحكمة اليمانية ويعلمون المفلسين أصول السياسة وفنها ،فحينما يتحدث الكبار فما على الصغار إلا الصمت والانحناء، فبعد عام وأربعة أشهر من العدوان السافر على بلادنا الذي شاركت فيه جيوش العالم مستخدمة كافة الأسلحة والمحرمة منها دوليا واستهدفت بها كل شبر من أرض بلادي ..وبعد عدة مفاوضات كان آخرها الكويت وجميعها لم تكن تصب إلا لمصلحة دول العدوان وتسعى لإيجاد مكاسب سياسية وعسكرية عجزوا عن تحقيقها على أرض المعركة وفي خنادق القتال وبعد عام وأشهر من الصمت الدولي المخزي إزاء الإبادات الجماعية لليمنيين ..وبعد عام وأشهر من الصمود اليمني غير مسبوق الذي أذهل العالم….
ماذا كان يتنظرون من أهل الحكمة ..من الصامدين ..من الأبطال …
هل كانوا يتوقعون أن ننحني ..؟أن نقبل بقرارتهم اللا إنسانية ..؟ أن نصفق لمطالبهم المجحفة بحق دمائنا ؟
أن نقبل أن يحكمنا الجبناء الفارون الهاربون المعتقلون في فنادق الرياض من باعوا الوطن واستقدموا جيوش العالم لتدميره وإبادة شعبه ؟
لا والف لا …نحن شعب لا ينحني إلا لله في سجوده .. وهاهم قيادات الوطن اليوم يقولون لهم نحن هنا ..لم نعجز ولم نهرم ولم ننهزم .. ها هم اليوم يشكلون خطوات نحو الانتصار السياسي بعد انتصاراتهم العسكرية التي أذهلت الصامتين والمتفرجين وتحالف البغي والشر والعدوان.
قرار تشكيل المجلس السياسي الأعلى كان بمثابة ضربة معلم ونتيجة حتمية لفشل كافة المباحثات العقيمة التي تديرها دول العدوان، وخطوة قوية نحو التلاحم الداخلي وتقوية الجبهة الداخلية ووقف الاقتتال اليمني
اليمني أرادوه أعداء اليمن توقيعاً في الرياض تنحني له رقاب اليمنيين فكان في صنعاء …صفعة قوية في وجوه دول العدوان ومرتزقته … مجلس سياسي لمواجهة العدوان الذي استهدف الوطن أرضا وإنسانا ..لتخليص الوطن من أكذوبة شرعية منتهية الصلاحية ترتعي في فنادق الرياض ..فكان هذا الإعلان الذي انتظره اليمنيون طويلا كان في التوقيت المناسب بمثابة سيف سُلط على رقاب المتآمرين علينا ..لمنع انهيار كيان دولة ، للحفاظ على مؤسساتها ..للحفاظ على أمنها الداخلي ..لإعادة شرعية الدستور وإعادة النظام والقانون لهذا الوطن قرار حكيم من عباقرة الحكمة والسياسة ولا يهمنا إن اعترفت به الأمم المتحدة أم لم تعترف فالشارع اليمني وحده من يحق له اختيار شرعيته ومن يحكمه ولن يقبل بحكومة مستوردة تدار بأيدي العملاء ..وسيعترف العالم عاجلاً أم آجلاً بإرادة الشعب اليمني وسيعلن المنهزمون انهزامهم قريباً.
تهانينا للوطن أرضا وإنساناً وتحية بحجمه لقيادة المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله هذا الإنجاز السياسي.