دلالة فارقة !

إبراهيم الحكيم

هل ثمة دلالة لتوقيت توقيع اتفاق المؤتمر الشعبي وحلفائه و”أنصار الله” وحلفائهم في نفس يوم رفض “صالح” محاولة الفار “هادي” بإيعاز سعودي مصالحته على “محسن” إيذانا لإبرام تحالف تفجير حرب أهلية طائفية في اليمن عنوانها السعودي الإخواني “انجاز ما فشلت فيه حروب صعدة الست” وتعميد تقسيم اليمن بدماء الطائفية؟!! .
لعل الدلالة الأبرز أن الفرق كبير بين من يختلفون في الرؤى لأجل الوطن ويلتقون في سيادة اليمن ووحدته واستقلال قراره، وبين من يختلفون مع الوطن ويلتقون في العمالة لأعداء الوطن وخدمة مصالحهم في تمزيق اليمن وتدميره !.
ربما استطاع المتآمرون بعدوانهم شن الحرب ضد اليمن وداخله، لكنهم قطعا فشلوا في تعيين أطرافها بالنيابة، وفي جعلها حربا أهلية يمنية، وفي تحقيق هدفها الخبيث .. وحقا وصدقا “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين” صدق الله العظيم !!
في الأصل جامع اليمنيين الأحرار الشرفاء هو اليمن .. سيادته واستقلال قراره وحرية إرادة شعبه، ولا غرابة أن يوحد هذا الجامع أطياف اليمنيين ولا أن يصطفوا بمجلس أعلى لإدارة هذا الوطن الجامع وتحقيق هذا الهدف المانع لذل الضعف وهوان تمزق الصف الوطني المستحيل على أعوان الأعداء وعملاء العدوان.
تشكيل القوى اليمنية الوطنية المتصدية للعدوان على اليمن ومراميه الخبيثة مجلسا سياسيا أعلى لإدارة شؤون اليمن وفق الدستور ليس بدعة، ومع فارق ظروف “فراغ السلطة” بعد استقالة “هادي وبحاح” وانتفاء مرجعية “شرعيتهما التوافقية السياسية”.
سبق لمن يتدثرون اليوم رداء “الشرعية” المنتفية أن نادوا بمجلس انتقالي وشكلوه بالفعل بعدما نفذوا انقلابهم على الشرعية الدستورية الشعبية الانتخابية التنافسية وعمدوه بجريمة محاولة اغتيال قيادات الدولة وسلطاتها بتفجير مسجد دار الرئاسة !!.
الانقلابيون أنفسهم، هم أيضا من انقلب على التسوية السياسية “المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة” ثم على اتفاق “السلم والشراكة الوطنية” المعتمدين من الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ثم على الدستور، بجلب العدوان وتعيين نائب للفار هادي مرتين واقالة رئيس وأعضاء حكومة مشكلة بالتوافق وحائزة ثقة البرلمان.
اتفاق المؤتمر الشعبي العام وحلفائه و”أنصار الله” وحلفائهم والأحزاب الوطنية، ضربة قاضية لكل رهانات تحالف العدوان السعودي ومرتزقتهم على شق صف الجبهة الوطنية ضد العدوان واجنداته، وخطوة هامة باتجاه إبطال ذرائع العدوان ومرتزقته، ويعني دفعة أقوى وأمضى للصمود والنصر القريب لليمن كيانا ومكانا، وإنسانا وسيادة واستقلالا.
ولا عزاء للانقلابيين على اليمن انتماء وولاء ودستورا وثوابت، العملاء المنبطحون لأعداء اليمن المتآمرين ضد وحدة هذا الوطن وضد سيادته واستقلال قراره .. فهناك مثل يمني شعبي أثير يقول : “من حنق على غير أمه سلي” .. ومن باع وطنه وخان شعبه، هان عليه بيع نفسه !!.

قد يعجبك ايضا