أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الإرهاب الدولي أصبح خطرا عالميا يتحدى الحضارة الإنسانية، داعيا إلى تعزيز تعاون الاستخبارات وأجهزة الأمن في العالم في مجال مكافحة الإرهاب.
وقال بوتين في رسالة وجهها إلى المشاركين في الاجتماع الـ15 لقيادة الاستخبارات وأجهزة الأمن والذي انطلقت أعماله في سان بطرسبورغ أمس الاربعاء بحضور 99 وفداً من استخبارات من 64 دولة إنه من المهم للاستخبارات في ظل هذه الظروف رفع مستوى التعاون وتبادل الخبرة واستخدام أحدث وسائل العمل للوقاية ومنع حدوث الهجمات الإرهابية ومنع دعاية التطرف والكراهية القومية والدينية.
وأعرب الرئيس الروسي عن أمله في أن يبحث الاجتماع الحالي طائفة واسعة من القضايا التي تتطلب تبني مواقف موحدة تعتمد على القانون الدولي، وأن تطرح في الاجتماع اقتراحات تساعد على تعزيز أمن الدول والأمن العالمي عموما.
وأعلن مدير هيئة الأمن الفدرالية الروسية ألكسندر بورتنيكوف أن السلطات الروسية كشفت العام الماضي أن أكثر من 2900 من المواطنين تلقوا تدريبا في سوريا والعراق وأفغانستان وغيرها من الدول.
وقال بورتنيكوف في كلمة ألقاها في الاجتماع الأمني في سان بطرسبورغ إن هؤلاء الأشخاص يتحولون إلى دعاة تطرف ويقومون بشكل سري بتدبير وتنفيذ أعمال إرهابية، مضيفا إن الاستخبارات الروسية حددت أسماء أكثر من 220 من الانتحاريين المحتملين وأنها تعمل بانتظام على الكشف عن الأشخاص المرتبطين بتدبير هجمات انتحارية.
وأضاف إن روسيا تواجه خطر تزايد النشاط الإرهابي نتيجة عودة المسلحين الإرهابيين بشكل جماعي، وشأنها في ذلك شأن الكثير من الدول الأخرى.
وقال بورتنيكوف إن إرهابيين استغلوا تدهور الأوضاع الأمنية والاجتماعية في العديد من الدول نتيجة تدفق أعداد متزايدة من المهاجرين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتنفيذ الهجمات الإرهابية في العامين الأخيرين في فرنسا وبلجيكا وتركيا والتي أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا.
وأكد المسؤول الأمني الروسي أن قادة إرهابيين في الشرق الأوسط يسعون إلى زعزعة الوضع في شمال القوقاز وتشجيع نشاط الإرهابيين في تلك المنطقة الروسية بعد أن تمكنت السلطات الروسية من تحييد الجماعات الإرهابية هناك.
وقال إن أجهزة الأمن الروسية ستعلن البحث عن أكثر من 260 شخصا يقيمون في الخارج ويقومون بتدبير هجمات إرهابية تستهدف روسيا وغيرها من الدول.
وأشار بورتنيكوف إلى أن زيادة نشاط الجماعات الإرهابية في المجال المعلوماتي تمثل خطرا متناميا، مضيفا إن الإرهابيين يسعون إلى شن هجمات إلكترونية على منشآت حيوية يمكن أن تؤدي إلى حدوث كوارث ذات أبعاد تكنولوجية وسقوط العديد من الضحايا.
وأضاف إن الإرهابيين يستخدمون تطبيقات هواتف ذكية لتبادل الرسائل بشكل متزايد وكذلك وسائل اتصال من خلال الأقمار الصناعية من أجل تدبير هجمات إرهابية وأعمال تخريبية، داعيا إلى حل مشكلة عدم وجود رقابة في المجال الإلكتروني لأن الإرهاب الدولي يستفيد من ذلك.
كما دعا المسؤول الروسي استخبارات الدول إلى تنشيط تبادل المعلومات حول أشخاص يسافرون إلى مناطق النزاعات المسلحة، معربا عن أسفه بسبب تعثر التعاون في هذا المجال.
من جهة أخرى أشار بورتنيكوف إلى أن فريقا دوليا يضم خبراء استخبارات وأجهزة الأمن سيستأنف عمله من أجل توفير الأمن لبطولة كأس العالم في كرة القدم والتي ستجري في روسيا عام 2018م.
Prev Post