في فعالية تأبينية للشاعر الكبير علي عبدالرحمن جحاف:

جحاف شاعر الفصول والإبداع
¶ شقيق الراحل: كان يحمل الكثير من المعاني الإنسانية تجسدت في علاقته مع أسرته وأقاربه

الثورة/ خليل المعلمي- محمد أبو هيثم

أبلان:
تؤكد عزم الوزارة طباعة نتاجاته الثقافية والإبداعية تقديراً وتخليداً له
المنصور:
ندعو الباحثين في الجامعات اليمنية إلى دراسة إبداعات الشعراء اليمنيين
الديلمي:
الشاعر جحاف كان مقلاً ومجيداً ومتجرداً من كل الحساسيات التي تحصل بين الأدباء

شهد المركز الثقافي بصنعاء أمس فعالية تأبينية للشاعر الكبير علي عبدالرحمن جحاف بحضور كوكبة من المثقفين والشعراء والفنانين أبرزهم القاضي علي أبوالرجال رئيس المركز الوطني للوثائق وفنان اليمن الكبير أيوب طارش عبسي، والشاعر عباس الديلمي.
وفي الفعالية أكدت الشاعرة هدى أبلان القائم بأعمال وزير الثقافة عزم الوزارة عن طباعة ما لم ينشر من النتاج الثقافي والإبداعي للشاعر الراحل جحاف، فوزارة الثقافة معنية بالالتفات إلى هذا الشاعر الذي أبدع، تقديراً وتخليداً لهذا الشاعر العظيم.
وقالت: نحن في هذه الاحتفالية التأبينية في حضرة الشاعر الكبير الراحل علي عبدالرحمن جحاف وفي رحاب رحيله المؤلم وهو الذي ملأ الساحة الثقافية والإبداعية والإنسانية بكم غزير من الإبداعات والمواقف والظهور الجمالي اللافت، فهو الشاعر الذي كان عنواناً لقيم الأرض والمحبة والسلام وهو الشغوف بهذا الوطن والانتماء إليه، فقال في محبته أجمل وأروع القصائد.
وأضافت: في هذا الرحيل لشاعر وإنسان استثنائي وقيمة إبداعية وأخلاقية عالية أعطى وأبدع وتماهى في عشق هذا التراب والانتماء للفقراء والطيبين، فلقد عرفه الوطن صوتاً إبداعياً في وجه الظلم والقبح والكراهية منتمياً لقيم المحبة والجمال.
وثمنت الشاعرة أبلان جهود القائمين على هذه الفعالية واعتبرتها باكورة للاهتمام بهذا الرجل الشاعر الكبير الذي يستحق كل تقدير واحترام كل اليمنيين.
من جانبه أكد الأستاذ محمد يحيى المنصور رئيس تحرير صحيفة الثورة في كلمة له بالمناسبة أن الشاعر علي عبدالرحمن جحاف يعتبر أحد شعراء هذا الوطن الذي كتب للأرض والإنسان والمرأة ولكل المعذبين في الأرض، فهو شاعر عظيم بما أبدع وأنجز وكان بعيداً عن رسميات الشعراء والمثقفين الذين كانوا يحتلون الأضواء، وكان أحد الذين تواروا عن المشهد حاله كحال عدد من الشعراء.
واستغرب المنصور تجاهل الجامعات اليمنية الحكومية والخاصة عن عدم الاهتمام بمثل هؤلاء الشعراء، وغياب إبداعات الشاعر ودواوينه عن الدراسات الأكاديمية والبحثية كرسائل الماجستير والدكتوراه في هذه الجامعات، داعياً الباحثين فيها إلى الدراسة والاهتمام بما انتجه وأبدعه هذا الشاعر وغيره من الشعراء فلدينا الكثير من الشعراء الذين يستحقون الدراسة والتحقيق في أعمالهم وإبداعاتهم وتقديمها للجمهور وللباحثين وللأجيال الجديدة.
فيما قال الشاعر عباس الديلمي في كلمته بالمناسبة إن الشاعر جحاف قد تجرد من كل الحساسيات ومنها حساسية الأدباء والشعراء التي تحدث فيما بينهم، ولهذا فقد كان مقلاً ومجيداً، وكان له قلب بحجم قبضة اليد ولكنه استوعب اليمن بأكمله.
وأضاف: حين دخلت بوابة القصيدة الحمينية وجدته أمامي مثلما وجدت الفنان الكبير أيوب طارش عبسي أمامي حين دخلت بوابة الأغنية الوطنية، مضيفاً :إنه إذا أردنا أن نعرف اليمن فلنتأمل ديوان الشاعر علي عبدالرحمن جحاف لنتعرف كيف نحب ونصادق ونزرع أرضنا ونعيش ونسامح.
واستعرض الديلمي عدداً من الحكايات والقصص التي تنبئ عن شخصية الشاعر والراحل الفذة والوطنية، في الوقت الذي تبادلا فيه السجالات الشعرية وقد شاطره جزءاً لا بأس به من حياته، مؤكداً أن الشاعر جحاف لم يمت، لكنه سيبقى في وجداننا وأحاسيسنا بإبداعاته وقصائده المتفردة.
وأشار كل من الأديب عبدالسلام الوجيه وحمدي الرازحي وعبدالوهاب المحبشي في كلماتهم بالمناسبة إلى الروح الإنسانية التي كان يحملها الشاعر الكبير بداخله فكان شديد التأثر بما يشاهده عبر جهاز التلفاز من مآس وأحداث في مختلف بقاع العالم.
وتطرقوا إلى الأبعاد المغيبة في شعره، فكان الأقرب إلى وجدان الشعب اليمني واستطاع أن يبرز حجم معاناة المجتمع من خلال النقد اللاذع والإيقاع الساحر، وارتباطه بالأرض والإنسان من تقديمه للقصيدة بالفحصى واللهجة الشعبية، فكان مؤمناً بأن الشعر رسالة تتجاوز الأنساق اللغوية.
وفي كلمة لأسرة الفقيد ألقاها شقيقه المهندس عبدالحميد جحاف أشار فيها إلى المعاني السامية التي كان يحملها الشاعر الراحل وعلاقته بأسرته وأهله، وقد اتسع قلبه لليمنيين جميعاً على مختلف فئاتهم.
وقال: على الرغم من أنه لم يكن أكبر اخوته إلا أنه كان يحيطهم بحنانه وعطفه، وكان يحتوي الجميع ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم، وكان يعتز بأهله ويعبر عن تقديرهم واحترامهم ونظم القصائد فيهم، مستعرضاً ما كتبه في أهله وأسرته وأقرب الأشخاص إليه وهي زوجته، ومن أشهر هذه القصائد هي قصيدة “وصية”.
داعياً أصدقاء الشاعر الراحل ومحبيه ممن يحفظ أو يحتفظ بقصائد له ولم يتم نشرها إلى تقديمها إلى أسرة الفقيد ليتم نشرها في إصدار قادم.
تخللت الاحتفالية التي قدمتها الأستاذة أمة الرزاق جحاف وحضرها جمع غفير من المثقفين والمهتمين والشعراء، فقرات شعرية ألقاها الشاعر محمد الشميري والشاعر عبالحفيظ الخزان، وفقرة إنشادية بعنوان “حان وقت الرحيل” وهي قصيدة للشاعر الرحيل في رثاء نفسه، قدمتها فرقة الأنوار المحمدية، وكذلك فقرة حوارية بين الشاعر محمد الشميري والفنان الكبير أيوب طارش عبسي عن الفن وعلاقة الفنان بالشاعر من خلال تلحينه وتقديمه لقصيدتي “طائر امغرب، وورود تشرين”.
كما تم في الحفل توزيع كتاب توثيقي عن الراحل “رياحين الفصول- غياب الذات وانتشار الأريج” والذي أعده الأديب والباحث يحيى جحاف، يحتوي على مجموعة من الدراسات والمقالات والكتابات حول الشاعر الراحل وتجربته الإبداعية.

قد يعجبك ايضا