أردوغان .. ونصير “الشرعيًات”

حمدي دوبلة

على أردوغان أن يهدئ من روعه وأن ينام قرير العين مطمئن السريرة فلا خوف من شرور الانقلابيين ولا قلق على الشرعية مادام وهناك نظام حليف لا يبعد كثيراً عن سلطان امبراطوريته “العثمانية” سيما وقد سخَّر هذا النظام نفسه وثرواته وإمكانيات شعبه للدفاع عن الشرعيات الدستورية وعن قناعات وآراء الناس واختياراتهم في كل بلدان العالم.
ليس على هذا “الرجب الطيب” إذا لم يحالفه الحظ مستقبلا في تلافي خطر ورزايا الانقلاب إلاَّ أن يلجأ إلى ملك “الشرعية” وناصر الديمقراطية والحرية وسرعان ماسيطل عسيري يرعد ويزبد انتصارا للشرعية المُصَادرة وحقوق اصحابها من بسطاء الناس.
إنه ملك لا يُظلم عنده أاحد ولا يخيب أمام قصره باحث عن حق أو طالب انصاف من ظلم أو اجحاف ..لا يضيره أبدا أنه لا يؤمن بالحرية لشعبه ولا يعيبه مطلقا نظامه الأسري ولا قمعه وبطشه بالمواطنين في بلاده المترامية الأطراف ولا حرمة الانتخابات هناك ولا غياب الحقوق والحريات ولا انعدام الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني ولا حرمان الناس هناك من كل شيء حتى من قيادة السيارات الفارهة لا شيء من ذلك يمنعه أو يشكل له حرجا في قيامه بمهام الدفاع عن الحرية والشرعية للاقوام الآخرين ممن يسكنون خارج حدود سجنه الكبير.
أيها “السلطان العثماني” المسكين لقد استعجلت كثيراً في دعوة البسطاء من أبناء شعبك حين استنجدت بهم ودفعتهم دفعا إلى مواجهة اخوانهم العسكر الناقمين والغاضبين من سياساتك لتسيل الكثير من الدماء في سبيل شرعيتك التي كان بالإمكان إعادتها من خلال ناصر “الشرعيات” وحامي حمى الحريات بأقل تكلفة ممكنة .. كان عليك يااردوغان أن تسأل اخوانك من أرباب الشرعية في اليمن وتستفيد من تجربتهم في التعامل الفطن مع “الانقلابيين” وشرورهم وكيف احالوا بلادهم خرابات واطلالاً على يدي هذا الملك “الناصر” .. صحيح أن الناس هنا في بلاد الحكمة والإيمان قد كفروا بهذه الشرعية ولفظوها كما تلفظ أمواج البحر الجِيَف وانهم لو تمكنوا من أصحابها لأكلوهم بأسنانهم ولأخذوهم بالنواصي والاقدام لكن هذا النظام القابع في الجوار والمفتون عشقا وهياماً بالحرية والديمقراطية يأبى إلاَّ أن يمَّن عليهم بإعادة ما عافته أنفسهم مجددا إلى حياتهم وفرضهم بالحديد والنار وإراقة الأنهار من الدماء وتدمير مقومات الحياة الانسانية برمتها..
كم أنت مسكين ومغفل يارجب اسطنبول فلو أنك استفدت من تجربة “شرعيتنا” لكنت الآن في قصور المترفين من أمراء النفط والمجون ولكانت شرعيتك اليوم حديث العالم وشغله الشاغل.

قد يعجبك ايضا