واشنطن تساوم موسكو بشأن سوريا

الكرملين: موقفنا من مصير الأسد لم يتغير

عواصم / وكالات
أكد الكرملين أن موقف روسيا من مسألة مصير الرئيس السوري بشار الأسد لم يتغير، وهذا ما برز خلال اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوزيري الخارجية الروسي والأمريكي.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي ردا على أسئلة الصحفيين حول المحادثات التي جرت أمس الجمعة: “فيما يخص مصير الأسد، فالموقف الروسي المعروف لم يتغير”.
وأضاف بيسكوف: إن روسيا تؤكد ضرورة استمرار المفاوضات حول التسوية السورية، باعتبار عملية جنيف الطريق الوحيد للتسوية السياسية.
وفي الوقت نفسه امتنع بيسكوف عن تقييم مدى التقدم الذي حققه الطرفان خلال المحادثات، مضيفا إن وزيري الخارجية الروسي والأمريكي سيعلنان عن نتائج اللقاء لاحقاً.
هذا وأكد الناطق باسم الكرملين أن اللقاء بين بوتين وكيري ركز على تداعيات الأزمة السورية ومختلف الصيغ للتعاون بهذا الشأن، لكنهما لم يتطرقا إلى إمكانية إطلاق التعاون المباشر بين العسكريين الروس والأمريكيين في محاربة الإرهاب بسوريا.
وأردف قائلا: “تبادل المعلومات بين العسكريين مستمر، لكننا لم نتمكن حتى الآن، للأسف الشديد، من الاقتراب من إطلاق التعاون الحقيقي لزيادة فعالية الجهود الرامية إلى محاربة الإرهاب في سوريا”.. وتابع إن المحادثات شهدت استمرارا للحوار البناء والصريح والمفصل حول عدد من المواضيع.
وفي هذا السياق نشرت صحيفة “تايمز” البريطانية، أمس، مقالة تحليلية بشأن الأزمة السورية ومحاولة وزارة الخارجية الأمريكية البحث عن مخرج من هذه الأزمة المستعصية.
وأشارت الصحيفة إلى اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس الأول، حيث بحث الطرفان إمكانية تبادل المعلومات الاستطلاعية، وحتى تنفيذ الأعمال القتالية المشتركة، وذلك بهدف إقناع الكرملين بوقف “توجيه الضربات ضد المعارضة التي تدعمها واشنطن”، وفقا للصحيفة، والعمل على التوصل إلى اتفاق سلام شامل في سوريا.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي يحاول فيه جون كيري دفع خطته حول توحيد الجهود العسكرية مع روسيا إلى الأمام، بهدف وضع حد للنزاع في سوريا، سيحاول الكرملين من جهته، على الأرجح، “أن يستفيد من ذلك، تزامنا مع دعم حليفه بشار الأسد”.
وذكرت “تايمز” أن موسكو، للوهلة الأولى، يجب أن تكون راضية عن هذه الاقتراحات الأمريكية بشأن التعاون، لأنها دعت منذ زمن إلى إنشاء تحالف دولي لمحاربة تنظيم “داعش” والتنظيمات الإرهابية الأخرى.
وبحسب الصحيفة فإن المعلومات المتوفرة في وسائل الإعلام تشير إلى أن خطة كيري تفترض إنشاء مركز قيادة مشترك في الأردن، يضم مقرا لتنسيق الضربات ضد تنظيمي “داعش ” و”جبهة النصرة” الفرع السوري لتنظيم “القاعدة” الإرهابي.
مضيفة أنه لو حدث ذلك فهذا يعني أن واشنطن تراجعت عن موقفها، بعد أن أوقف سلاح الجو الأمريكي مؤخرا قصفه لتنظيم “جبهة النصرة” بحجة أن جزء من هذا التنظيم يحارب “نظام الأسد” مع مجموعات من المعارضة السورية المعتدلة.
وفي المقابل يطلب من موسكو وقف استهداف الأراضي التي يتمركز فيها حلفاء واشنطن، إضافة إلى إعطاء أوامر للطيران الحربي السوري بعدم قصف أراض يحددها الأمريكيون.
وبحسب الصحيفة فإن الولايات المتحدة تعتزم إقناع روسيا بالضغط على الأسد لتسمح قواته بمرور شحنات تحمل مساعدات إنسانية لمناطق محاصرة ولكي يبدأ بعملية تسليم السلطة التي من المقرر انتهائها في 1 أغسطس.
وذكرت الصحيفة أن البند الأخير في خطة كيري لن يتم تنفيذه بشكل سريع، وإنما بالعكس، قد يستفيد الرئيس بوتين من القصف المشترك مع الولايات الأمريكية لـ “جبهة النصرة” لصالح دعم الأسد.
وذكرت “تايمز” أنه من غير الواضح، هل موسكو مستعدة لوقف قصف الجماعات المعارضة الأخرى التي تعتبرها إرهابية، في حين تدعمها واشنطن.
وذكرت الصحيفة نقلا عن أحد مسؤولي الاستخبارات الأمريكية قوله: “من غير المفهوم، لماذا يعتقد وزير الخارجية الأمريكي أنه من الممكن الحصول على دعم من الطرف الروسي في تنفيذ مهام الإدارة الأمريكية في سوريا”؟ مضيفا: “هو (كيري) يتجاهل حقيقة أن روسيا وحليفها السوري لا يفرقان بين قصف “الدولة الإسلامية” ومسلحي المعارضة المعتدلة التي كنا قد دربناهم”.

قد يعجبك ايضا