يوميات صائم.. مفسدات فرحة العيد

عبدالفتاح علي البنوس
العيد مناسبة للفرح والسعادة والبهجة والسرور للصائمين وللأطفال وصغار السن ,فالصائمون يفرحون بفطرهم مصداقا لحديث الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم (للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ونسأل الله بأن يجعلنا من أصحاب الفرحتين وأن يجعل هذا الشهر كفارة لذنوبنا وجلبا لأرزاقنا , وهو فرحة للأطفال بلبس الجديد وجعالة وعسب العيد وزيارة الأهل والأقارب والاستمتاع بأيام العيد في اللعب والتسلية وهي ذكريات رائعة تخلدها الذاكرة وتستدعيها مع مرور الأعوام ويا لها من ذكريات محفورة في الذاكرة ومن الصعب نسيانها لأن لها خصوصية تتفرد بها على ما سواها من اللحظات والمواقف الممتعة التي يختزلها شريط الذكريات.
ولكن وللأسف الشديد لا تزال هناك العديد من الممارسات والسلوكيات التي يمارسها بعض الأطفال والمراهقين وأحيانا بعض الكبار للتعبير عن فرحهم وبهجتهم بقدوم بحلول العيد وهي ممارسات تفسد علينا فرحة العيد وتعكر الأجواء الفرائحية وتحولها في بعض الأوقات إلى أجواء محزنة وكئيبة ومن ذلك إطلاق الأعيرة النارية في الجو من قبل بعض الشباب بطريقة عشوائية تؤدي في بعض الأحيان إلى سقوط ضحايا وخصوصا عندما يكون مطلقو الرصاص من صغار السن وما أكثر الحوادث التي وقعت بهذه الطريقة ولا نعلم لماذا لا (يحكم ) ( بضم الكاف ) أولياء الأمور ( سوقهم )ويبطلوا استهبال وعبط ويدركوا خطورة تعامل صغار السن مع السلاح والتداعيات الخطيرة التي قد تحصل نتيجة ذلك ?!!!
ومن مفسدات العيد إطلاق الألعاب النارية والمفرقعات شديدة الانفجار وما تتسبب فيه من إزعاج وإقلاق للناس وكذا الأضرار التي تخلفها بسبب سوء استخدامها فكم تسببت هذه الألعاب النارية في بتر أيادي وأصابع وإجرام وجوه العديد من الأطفال والشباب المتعاملين معها فتحولت فرحة العيد إلى مأتم وغم للكثير من الأسر نتيجة التسيب والفوضى و(الشلخ )الزائد عن حده للأولاد ولعل ما يحزن ويحز في النفس أن الكثير من الآباء هم من يشترون لأولادهم هذه الالعاب والمفرقعات النارية شديدة الانفجار ويعتبرونها من ضروريات الاحتفال بالعيد وعند حصول ما لا يحمد عقباه يلطمون خدودهم ويعضون على أناملهم من الحسرة والندم لأنهم كانوا السبب في كل ما حصل وبالإمكان التعبير عن الفرحة بالعيد بطرق وممارسات أكثر أمنا وسلامة .
ومن مفسدات فرحة العيد أيضا تلكم العادة السيئة التي تشهدها العديد من المناطق اليمنية بما فيها أمانة العاصمة والمتمثلة في احراق إطارات السيارات والمركبات للتعبير عن الفرحة بحلول العيد وهي عادة سيئة فيها من الأضرار ما يستدعي توجهات صارمة بمنعها وخصوصا في العاصمة صنعاء نظرا لما تتسبب فيه من تلوث للبيئة نتيجة الغازات والعوادم المنبعثة من حريق الإطارات ولو كان هناك وعيا أسريا بأضرار هذه العادة لما ظلت قائمة حتى اليوم بل وتزداد كل عام رغم أنها لا تخلو من الأخطار والأضرار المباشرة على الأطفال وصغار السن من الشباب وكأن العيد لن يهل هلاله إلا إذا أحرقنا له الإطارات وأشعلنا الحرائق رغم أننا (مش ناقصين )حرائق فالبلاد كلها (مولعة )والحرائق في كل مكان نتيجة العدوان السعودي الأمريكي السلولي الغاشم ويكفينا ما نحن فيه.
فالمطلوب هنا تعاون وتفاعل أولياء الأمور مع هذا الموضوع والحرص على تجنيب أنفسهم و أولادهم ممارسة المفسدات العيدية سالفة الذكر التي تمارس عشية الإعلان عن رؤية هلال شوال وعشية يوم عرفة والتي لا تقدم ولا تؤخر وتتسبب في تعكير وتكدير أجواء العيد وإستبدال الفرح بالحزن والسعادة بالتعاسة والبهجة بالكئابة ولا بأس في الاحتفال بطرق وأساليب آمنة وغير ضارة للتعبير عن الفرحة بحلول العيد السعيد.
من العايدين السالمين الغانمين ,وعيدكم مبارك وكل عام وأنتم بألف ألف خير وفي صحة وسلامة وعافية وعساكم من عواده.

قد يعجبك ايضا