الوحدة اليمنية في مفاوضات الكويت
حسن الوريث
يعتبر ملف الوحدة اليمنية أبرز الملفات الغائبة في مفاوضات الكويت التي تجري حالياً بين الوفد الوطني ووفد الرياض في الوقت الذي يفترض فيه أن تكون الوحدة هي أبرز وأهم الملفات بعد وقف العدوان ورفع الحصار وقبل ملف تشكيل الحكومة التوافقية.
وفد الرياض جاء إلى الكويت وفي ذهنه وعقله قضية واحدة فقط وهي كيفية إخراج النظام السعودي من مسؤولية العدوان والقتل والتدمير والانتهاكات التي ارتكبها في حق الشعب اليمني، أما بقية الأمور فليست في أجندة هذا الوفد وهذا ليس غريباً عليه فكيف نتوقع من أشخاص جاءوا من عاصمة الدولة التي شنت عدوانها على اليمن واعتدت علينا ودمرت بنيتنا التحتية بدون أي مبرر أن ينحازوا لصف الشعب اليمني وهم الذين تخلوا عن بلدهم وأيدوا العدوان عليها وهم الذين يعيشون ويقتاتون من فضلات ذلك النظام؟ وبالتالي فلا يمكن أن نتوقع منهم غير البقاء مع العدوان حتى تبقى حنفية المال التي يضخها لهم مفتوحة وحتى يضمنوا البقاء في الفنادق ولو على حساب دماء أبناء شعبهم وبالتأكيد فإن وفد الرياض لن يجرؤ على الخروج من الدور الذي رسم له من قبل أسياده، وبالتالي فكل ما يطرحه ويتبناه هو وجهة نظر النظام السعودي الذي يريد أن تكون مفاوضات الكويت غطاء له للتنصل من المسؤولية الأخلاقية والجنائية ومسؤولية العدوان والحصار على الشعب اليمني والذي تسبب في وفاة الآلاف من المواطنين.
بالطبع فهناك ملفات يجب أن يتم معالجتها والخروج برؤى وحلول متكاملة لها تبدأ بوقف العدوان والحصار وتحمل النظام السعودي مسؤوليته عما ارتكبه من جرائم بحق الشعب اليمني وصولاً إلى تشكيل حكومة توافق وطني تتولى إدارة المرحلة الانتقالية بكل تفاصيلها إضافة إلى ملف الوحدة اليمنية التي تتعرض لخطر يهدد بقائها وهو الملف الأهم في اعتقادي الذي يجب أن تتم مناقشته بكل شفافية ووضوح وإيجاد صيغة جديدة تتفق عليها الأطراف المعنية وبما يضمن بقاء اليمن واحداً موحداً ما لم فإن كل تلك المفاوضات وما سيتم الاتفاق عليه سيكون مجرد حبر على ورق لأن تطبيقه على الواقع سيكون صعباً بل مستحيلاً إذا لم يتم الاتفاق على الحل العادل لموضوع الوحدة اليمنية.
أعتقد أن الكثير يشاطروني الرأي في هذا الموضوع الذي تم تغييبه عمداً من قبل وفد الرياض، لذا فنحن نشاهد كيف أن ذلك الوفد يماطل ويراوغ ويذهب إلى قضايا هامشية ويتعلل بحجج واهية للهروب من الاستحقاقات وذلك بسبب عدم قدرته على اتخاذ أي قرارات مصيرية لأن الأمر ليس بيده إطلاقاً ويعد موضوع الوحدة اليمنية أهم المواضيع الذي يؤكد العجز الحقيقي لوفد الرياض وما تسمى الحكومة الشرعية برئيسها الفار هادي الذي تم طرده هو وحكومته من عدن وإنذارهم بعدم العودة إليها أو إلى أي منطقة من المناطق الجنوبية وبالتالي فهم يهربون إلى قضايا بعيدة للتغطية على فشلهم وعجزهم.
ويمكنني هنا أن أقترح على الوفد الوطني ولو من باب المناورة أن يطرح على وفد الرياض موضوع أن تعود الحكومة التوافقية التي سيتم تشكيلها إلى عدن لممارسة مهامها من هناك لمعرفة مدى قدرة ذلك الوفد ومن يقف خلفه سواء السعودية أو أمريكا على التواجد في الجنوب أو فرض الأمن أو حتى رفع علم الجمهورية اليمنية في أي مرفق حكومي من مرافق الدولة هناك وهذا المقترح سيثبت فشل بل وعجزهم الكامل عن تحقيق ذلك الوجود بل ويؤكد أن الجنوب لم يعد بيدهم وأنه انفلت لتتجاذبه التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة التي لا يهمها لا وحدة ولا غيرها.
أعتقد أن ملف الوحدة اليمنية هو الملف الذي يجب أن يكون موجوداً في مفاوضات الكويت لأنكم مهما خرجتم بحلول واتفاقات فلن تستطيعوا تنفيذها على الأرض طالما بقي الوضع في الجنوب على هذه الحالة بدون حلول وبالتالي فلابد من استدعاء هذا الملف والخروج بكل تفاصيله وبما يضمن نجاح كل الاتفاقات واستمرارها.