الكيان السعودي والتأرجح بين أمرين
أحمد مدفع
* على الرغم من أن آل سعود قد استطاعوا بمالهم إقناع الدول العظمى والمنظمات الحقوقية بغض الطرف عن جرائم الإبادة الناتجة عن العدوان العسكري والحصار الجائر على اليمن ، ونجحوا أيضا في توجيه الإعلام العالمي ليصب في صالحهم من خلال التضليل الإعلامي و الترويج الزائف و قطع كل قنوات التواصل التي قد تكشف الستار عن بشاعة حصارهم و عدوانهم الغاشم ، ولأن الحوار بين النجب السياسية اليمنية كان قد وصل إلى طريق مسدود تضررت منه مصالح بعض تلك النخب فاستدرجهم آل سعود إلى الرياض ظنا منهم أنها الفرصة الملائمة لفرض وصايتهم على اليمن فضخوا مئات المليارات من الدولارات معتقدين أن عدوانهم على اليمن لا يتطلب أكثر من أسابيع أربعة إلا و اليمن كالخاتم في أصابعهم ، وبدون أي دراسة لمدى تحقق الأهداف أو اكتراث لحجم العواقب كان قرار العدوان المتسرع العقيم من قبل نجل الزهيمر الأحمق وهنا تجلت الحكمة اليمنية بامتصاص الجيش اليمني للضربات الجوية و مؤازرة أبناء الشعب له ومن ثم طعن الخصم في الخاصرة باقتحام حدوده وتدمير كثير من عتاده و القواعد العسكرية ذات الأهمية الكبرى لبني سعود وذلك بهدف إطالة الحرب الأمر الذي أربك حساباتهم و زاد من حجم نفقاته وأخرج الأمم المتحدة من صمتها مطالبة بضرورة إيقاف الحرب ودفع بعض المنظمات إلى تصنيف ما تقوم به السعودية جرائم حرب إبادة وأن السكوت عنها يعد وصمة عار في جبين البشرية أجمع
فقد غدا حال السعودية كتلك الحية القوية ذات السم القاتل التي مر طرف ذيلها على منشار فجرح ذيلها جرحا طفيفا ليقودها غرورها بأن تعضه لتنفش فيه سمها فجرح فمها الأمر الذي دفعها ليلتوي عليه بنية قتله فقطعها إلى أشلاء .
وعندما أدركت الكويت حجم الورطة التي أوقعت السعودية نفسها فيها وسعيا منها لرد الجميل فقد سعت لرعاية مفاوضات بين اليمنيين للتنفس السعودية الصعداء بهذه الفرصة التي قد تخرجها من ورطتها فتخندقت خلف وفد الرياض الذين تجمد تفكيرهم و أصبحوا مجرد ببغاوات فسعت جاهدة عبرهم أن تجعل من نفسها طرفا محايدا لعلها بذلك تنجو من الملاحقة القانونية من خلال لعبة خلط الأوراق لإرباك وفد صنعاء فتارة نقاش حول لجان التهدئة و تارة ملف الأسرى وتارة بنود القرار ???? و تعليق المباحثات بشروط وتارة اللقاء مع بعض مكون وفد صنعاء المكون من المؤتمر و أنصار الله دون الآخر وتارة بتصريحات الجبير و لما وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود وبات إعلان فشلها لا مناص منه تدخل أمير الكويت أكثر من مرة لإعادتها إلى مسارها و أخيرا سعت السعودية عبر وفدها إلى محاولة تمرير شرعية هادي لمدة ثلاثة أشهر فقط مقدمة إغراءات لأنصار الله بأن يكون النائب منهم فلو تم التوافق على ذلك تكون قد شرعنت عدوانها لتنجو من أي ملاحقة لكننا على ثقة بأن وفدنا الوطني يدرك ذلك جيدا لأن عودة هادي و لو لبرهة من الزمن سيكون وصمة عار تلاحقهم كما أن صفحات التاريخ لن ترحمهم لأنهم وبدلا من مقاضاة المعتدي على اليمن الأرض و الإنسان يكافئونه بقولهم :له شكرا وأحسنت .