* حمى الضنك أو “حمى الدنج” أو “الدنك “(dengue fever)وحمى الضنك النزفية أمراض حمّية حادة, توجد في المناطق المدارية, يسببها (4أنماط فيروسية مصلية)متقاربة من جنس الفيروس المصفر(flavivirus) المنتمي إلى عائلة الفيروسات الخيطية.
والناقل لهذه الفيروسات المسببة للمرض بعوضة(آييدس إجيبتاي – Aedes aegypti) وهي بعوضة منزلية تعرف في الأوساط باسم (الزاعجة المصرية) وتشكل النوع الوحيد المنتشر في مناطق متفرقة باليمن ويؤكد الدكتور أحمد علي قائد- استشاري الأمراض الوبائية أن هناك بعوضة تنقل المرض ولكن بشكلٍ نادر تدعى (آييدس ألبوبيكتس- Aedes albopictus).
علماً بأن نوعي البعوض لا ينقلا المرض ولا يتغذيا على دم الإنسان إلا خلال ساعات النهار.
وعلى كل حال لا يمكن انتقال حمى الضنك إلا من خلال البعوض فقط أو من خلال نقل دمٍ أو أيٍ من مشتقاته من شخصٍ مصاب بالمرض إلى أخر سليم.
ولاختلاف الأنماط المصلية للداء(أنواع المرض)عن بعضها البعض، فهذا لا يُعطي حماية شاملة مشتركة ولا يمنع حدوث وباء أو جائحة ناتجة عن عدة أنماط مصلية.
وتتميز أعرض مرض حمى الضنك ببداية مفاجئة حيث يشكو خلالها المريض من صداعٍ حاد مع آلام شديدة في المفاصل والعضلات وحمّى وطفح جلدي.
ويمكن أن يصحب الأعراض التهاب في المعدة يظهر بمزيجٍ من ألم بالبطن وغثيان وقيء أو إسهال.
لكن هذا ليس في كل الحالات، فالبعض يظهر فيها المرض مع أعراضٍ أخف.
ومسار الحمى الناتجة عن المرض تمتد تقريباً من(6-7أيام)، ثم تبدو أخف في النهاية المتأخرة للمرض. لذلك يوصف بالنمط ثنائي الوجه.
أما سريرياً, فينخفض عدد الصفائح الدموية حتى تعود حرارة المريض إلى المستوى الطبيعي، بينما في حالة الإصابة بحمى الضنك النزفية يظهر ارتفاع أكبر في درجة حرارة الجسم وظواهر نزفية متعددة وانخفاض في الصفائح الدموية وتركز الدم، وقليلة هي الحالات التي يمكن أن تعاني من متلازمة صدمة الضنك التي يسجل لها معدل وفيات مرتفعة.
1- السيطرة على يرقات البعوض الناقل للمرض.
2- السيطرة على البعوض البالغ.
حيث تتكاثر بعوضة (آييدس إيجبتاي) في تجمعات المياه داخل الأوعية المصنعة مثل البراميل وخزانات المياه المكشوفة وأحواض المياه المنزلية وجرر المياه والأكواب البلاستيكية وإطارات السيارات (التائرات) المستهلكة والقوارير المكسورة وعلب الصفيح وأحواض الزهور.. الخ.
وأؤكد بأن هذا البعوض منزلي نشط، له القدرة على الانتشار ما لم تتم مكافحته والقضاء عليه، حيث إن إناثه هي المسؤولة عن نقل المرض.
• لاشك أن أفضل طريقة للعمل على انحسار البيئة الملائمة لتكاثر البعوض يكون من خلال التصريف أو الإزالة الدورية لتجمعات المياه .
أيضاً مبيدات اليرقات تعتبر طريقة فعالة أخرى للقضاء على يرقات البعوض الناقل لحمى الضنك, ولكن يُفضّل أن تكون طويلة الأجل لا تضر بالبيئة والحيوانات والحشرات الكبيرة كالنحل ولا تؤثر على الإنسان مطلقاً ومعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية ليتم استعمالها في المياه العذبة.
و للتخلص أو التقليل من انتشار البعوض بالمنزل يتم رش الغرف بالمبيد الحشري دون التواجد في الغرف التي تم بها الرش وإنما تغلق عقب الرش لضمان فاعلية المبيد لساعة أو نصف ساعة ثم تفتح أبوابها مع الشبابيك للتهوية ولا يتم دخولها والجلوس فيها إلا بعد زوال رائحة المبيد الحشري تماماً.
وثمة وسائل حماية أخرى من لسع البعوض مثل المراهم المنفرة للحشرات ومصائد البعوض أو الناموسيات المشبعة بالمبيد طويل الأجل التي توزع مجاناً من قبل البرنامج الوطني لمكافحة ودحر الملاريا في مناطق انتشار الملاريا ونواقلها من البعوض.
وفي هذه الأيام من الشهر الكريم نتيجة هطول الأمطار ووفرة المياه الراكدة التي تؤمن مرتعاً للبعوض الناقل لحمى الضنك للتكاثر ووضع البيوض، أتوجه بالنصح لصائمي الشهر الكريم في مناطق ظهور وانتشار المرض أن يتخذوا جملة من التدابير الوقائية تجنباً للدغ البعوض الناقل والتي تشمل:
– تغطية الآبار وخزانات وبراميل المياه المكشوفة باستخدام غطاء محكم الإغلاق لا يسمح بدخول البعوض .
– تغيير مياه الخزانات المكشوفة إن وجدت مرة كل خمسة أيام .
– ردم أو تجفيف البرك وحفر المياه المكشوفة أو تغطيتهما.
– التخلص من القمامات، خاصة التي تحتوي على علب وأواني فارغة.
– النوم تحت الناموسيات كالناموسيات المشبعة بالمبيد طويل الأمد، وتجنب النوم في العراء وخاصة في النهار وذلك لأن البعوض الناقل لحمى الضنك يلدغ اثناء النهار وليس في الليل.
– التخلص من إطارات السيارات التي يمكن أن تتجمع بداخلها المياه.
– وضع الشبك (التل) على النوافذ لمنع دخول البعوض.
– رش المنازل بالمبيد الحشري بشكل آمن.
– تغطية أواني المنزل المحتوية على الماء وعدم تركها مكشوفة.
• يغلب على البعض من الناس عادة غير محمودة في رمضان وهي النوم في العراء خلال الفترة الصباحية، أي الوقت الذي تنشط فيه بعوضة (الأيدس ايجبتاي ) الناقلة لداء حمى الضنك وتهاجم فيه الإنسان لتحصل على وجبة الدم ناقلةً له المرض.
لذا يتعين على الناس في مناطق انتشار المرض ونواقله من البعوض أن يناموا خلال الفترة الصباحية بداخل الناموسيات المشبعة بالمبيد ؛ والأمر ينطبق حتى على المصابين بالمرض كي لا ينقلوا العدوى إلى البعوض عند مهاجمتها لهم .
وللحديث عن صيام مرضى الضنك فليس لي حق في الفتوى، وأكتفي بالقول أن الله سبحانه وتعالى أجاز للمريض بأن يُفطر مادام لا يقوى على الصيام.. قال تعالى ” ومن كان مريضاً أو على سفرٍ فعدةٌ من أيام ٍأخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون” سورة البقرة- الآية (185). فالأمر – إذن- يعود إلى الوضع الصحي للمريض .
ولتسبب الحمى بفقدان الجسم للسوائل يجب تعويض المريض بحمى الضنك بكمياتٍ من السوائل، مثل الماء والعصائر والمشروبات الطازجة. بالإضافة إلى الإكثار من تناوله الخضراوات والفواكه بمختلف أنواعها باعتبارها محفزة لجهاز المناعة بالجسم وتساعده – عادةً- على التماثل للشفاء بشكلٍ أسرع.
وفي الأخير .. صانكم الله من حمى الضنك ومن كل داء، وصوماً مقبولاً وعملاً مُتقبلاً، إن شاء الله.
• المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني
بوزارة الصحة العامة والسكان
قد يعجبك ايضا