فؤاد عبدالقادر
شغلونا صباحاً ومساءً حتى صباح اليوم التالي.. وكانوا شغلة لعكننة يوم الصائمين القائمين، هكذا مع سبق الإصرار والترصد، قح، بم، من القريحات، الطماش، المفرقعات، من الصباح حتى فجر اليوم التالي، هي بيد الأطفال حتى صغار السن، لماذا في رمضان بالذات تتزايد شحنة استيرادها وبيعها؟، من يعطي التراخيص لبيع البارود والسموم لتاجر كبير، وتجار صغار في باب اليمن، يتجمع الأطفال أمام بائع البارود.. وتبدأ بشائر الشهر الكريم رمضان.. ويشترى القراح ومع كل الفوضى التي يخوضها الأطفال يطير النوم من العيون، ويظل الصائم يتقلب في فراشه طيلة نهاره والليلة التالية، ويشكو مع دعاء على من رخص ومن ورد، والشكوى لغير الله مذلة.
أنا لست ضد قناعة التاجر فلان.. زيد أو عمرو من الناس بأن يستورد البضاعة التي يكسب من بعدها القرشات، لكن بضاعة المفرقعات تتوقف في رمضان رحمة بالناس، لا أدري من هو المسؤول الذي رخص بالاستيراد في هذا الشهر الفضيل، وجعل من رمضان شهر الخير مجرد وسيلة للكسب، سألت عن هذا التاجر الشاطر الذي تمكن من بيع القريح للأطفال في الشهر الفضيل وتمكن من انتزاع الترخيص..؟.
الجواهري في اليمن
محمد مهدي الجواهري شاعر العراق الكبير رحمه الله، من شعراء القصيدة العمودية، أو الكلاسيكيين على مستوى الوطن.. له مواقف سياسية ونضالية في مقاومة الظلم والاستبداد في العراق.
تجرع ألم المنافي والغربة عن الوطن، عاشق دجلة والفرات، عرفته المنافي العربية والأوروبية من دمشق، مروراً بلبنان حتى في زيارته الوحيدة لليمن، أمتعنا بأمسية شعرية، ألقى فيها درراً من قصائده البديعة..
يا دجلة الخير وغيرها من قصائد أبي فرات الجميلة، وافتتح الأمسية بقصيدة لم أعد أتذكر عنوانها، قال فيها:-
من موطن الثلج زحافاً إلى عدن
خبت بي الريح في مهر بلا رسن
من موطن الثلج.. من زرق العيون
إلى سمراء ذي يزن
مقليات
ظمئ الشرق فيا شام اسكبي
واملأي الكأس له حتى الجمام
أصلك التاريخ من فضلتهم
ذكرهم في عروة الدهر وسام
آمريون فإن ضغث بهم
الحقوا الدنيا بيشات هشام
أنا لست الفرد الغر وأنا ذا
قال طاب الجرح في شدو الحمام
أنا حبي أنني من جبل هو بين الله والأرض كلام..
فهم كالشمعة في قمتها.. تلد النور وتعطيه الأنام