حزب الله يتعهد بمواصلة القتال في حلب
الثورة نت/..
تعهدت جماعة حزب الله اللبنانية يوم الجمعة بزيادة وجودها في حلب السورية مؤكدة إن المعركة في المدينة الشمالية والمناطق المحيطة تستهدف الدفاع عن كامل البلاد.
وشهدت مدينة حلب خلال الأسابيع القليلة الماضية قتالا شرسا بعد تصاعد حدة القتال في جميع أنحاء البلاد التي مزقتها الحرب في الأشهر الماضية عقب فشل محادثات السلام في جنيف في أبريل نيسان الماضي وانهيار اتفاق لوقف إطلاق النار تم برعاية واشنطن وموسكو.
ويقاتل حزب الله المدعوم من ايران منذ فترة طويلة إلى جانب الرئيس السوري بشار الاسد ضد مسلحين معظمهم من السنة. وتدخلت روسيا في سبتمبر أيلول الماضي في الصراع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات في حملة جوية لدعم الاسد.
وقال السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله إن القتال في سوريا اشتد وإن أعمال العنف في منطقة حلب أدت إلى مقتل 26 مقاتلا لحزب الله منذ بداية شهر يونيو حزيران في اعتراف نادر بعدد القتلى في معركة في سوريا.
وفي المقابل أشار نصر الله إلى أن جماعته وثقت سقوط 617 قتيلا وأكثر من 800 جريح للجماعات المسلحة منذ أول يونيو حزيران حتى يوم الجمعة من بينهم عشرات القادة الميدانيين وبعض القادة الكبار.
وقال نصر الله في خطاب بمناسبة مرور أربعين يوما على مقتل القائد العسكري لحزب الله مصطفى بدر الدين في سوريا إن آلاف المسلحين المتشددين مع أسلحتهم قد دخلوا مؤخرا إلى سوريا عبر تركيا بهدف الاستيلاء على حلب التي كانت تعد المركز التجاري في سوريا.
وقال نصر الله في الخطاب الذي بثته قناة المنار مباشرة “نحن أمام موجة جديدة أو مرحلة جديدة من مشاريع الحرب على سوريا تخاض الآن في شمال سوريا بالتحديد في منطقة حلب.”
وأضاف قائلا “القتال دفاعا عن حلب هو دفاع عن بقية سوريا .. هو دفاع عن دمشق .. هو دفاع ايضا عن لبنان والعراق وايضا دفاع عن الاردن الذي دفع قبل ايام بعض أثمان الاخطاء في دعم الجماعات المسلحة.”
وتابع “نحن سوف نزيد حضورنا في حلب .المطلوب من الجميع ان يحضر لأن المعركة الحقيقة الآن هناك والمعارك الأخرى قد تكون ذات طابع دفاعي أو محلي أو محدود ولكن المعركة الحقيقية الاستراتيجية الكبرى الآن في سوريا هي المعركة في مدينة حلب وفي منطقة حلب والتي لا يجوز التراجع فيها أو الوهن او الضعف أو الشك أو التردد.”
وقال نصر الله “وجب أن نكون في حلب فكنا في حلب ووجب أن نبقى في حلب فسنبقى في حلب.”
وأضاف “عددنا الموجود في منطقة حلب هو عدد كبير وليس عددا متواضعا من كوادرنا ومن شبابنا ومن رجالنا… ما يجري في منطقة حلب الان وما جرى هو معركة طاحنة.”
وقال نصر الله “جاؤوا بآلاف المقاتلين من كل أنحاء العالم مجددا ومن جنسيات مختلفة والحدود التركية السورية مفتوحة علنا على المكشوف آليات وجحافل ودبابات ومدافع تدخل الى هذه المنطقة.الهدف هو إسقاط ما تبقى من محافظة حلب ومدينة حلب بالتحديد. السيطرة على المدينة وقبل ذلك قطع الطريق على حلب المعروف ومن حلب تندفع القوات بإتجاه حماه وحمص وصولا الى دمشق.”
وتنقسم حلب بين سيطرة الحكومة والمسلحين ويُنظر اليها على انها جائزة استراتيجية لدمشق التي تعهدت باستعادتها.
ودخل الصراع السوري الذي بدأ في صورة انتفاضة سلمية ضد الأسد عامه السادس وشهد تدخلا عسكريا من قوى إقليمية ودولية وزادت خلاله قوة تنظيم الدولة الإسلامية.
وكلف الصراع أيضا سوريا أكثر من 200 مليار دولار خسائر اقتصادية وأضرار بالبنية التحتية مما أدى إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي إلى أقل من نصف مستواه لعام 2011.
وللمرة الاولى أشار نصر الله إلى مشاركة كوادر وقيادات حزب الله في القتال في العراق بعد تلقيه نداء من القيادات العراقية عقب سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على الفلوجة مؤكدا ان حزب الله سيذهب الى العراق متى دعت الحاجة الى ذلك.
وبالإضافة الى دوره في سوريا فإن لحزب الله الذي تصنفه الولايات المتحدة بأنه منظمة إرهابية نفوذ سياسي واسع في لبنان. ويهدد القانون الأمريكي -المعروف بقانون مكافحة تمويل حزب الله دوليا والذي صدر في ديسمبر كانون الأول- بمعاقبة أي منظمة توفر دعما ماليا كبيرا لحزب الله.
وفجر القانون نزاعا لم يسبق له مثيل بين حزب الله والبنك المركزي الذي يعتبر على نطاق واسع أحد دعائم الدولة اللبنانية.
وقال نصر الله “من المسلمات التي لا تحتاج إلى تأكيد أننا نرفض هذا القانون جملة وتفصيلا إلى قيام الساعة… وحتى لو تم تطبيق القانون فبالنسبة إلينا كحزب وكبيئة تنظيمية وجهادية فهذا القانون لا يقدم ولا يؤخر ولا يضرنا ولا يؤثر علينا. ليس له أي أثر مادي على حزب الله وقلت سابقا ليست لدينا مشاريع تجارية ومؤسسات تجارية تعمل من خلال المصارف.”
وأضاف “موازنة حزب الله ومصاريفه من الجمهورية الإسلامية في إيران ولا أحد له علاقة في هذا الموضوع ومالنا المقرر لنا يصل إلينا. وكما تصل إلينا صواريخنا التي نهدد بها إسرائيل تصل إلينا أموالنا…ولا يمكن لأي مصرف في الدنيا ان يعيق وصول الأموال إلينا.
المصدر: (رويترز)