غدر ضبعة
خرج قوم لصيد فطردوا ضبعة حتى ألجؤها إلى هباء أعرابي فأجارها وجعل يطعمها ويسقيها ، فبينما هو نائم ذات يوم إذ وثبت عليه فبقرت بطنه وهربت ، فجاء ابن عمه يطلبه ، فوجده ملقى فتبعها حتى قتلها ، وأنشد يقول :
ومن يصنع المعروف مع غير أهله *** يلاقي كما لاقى مجير أم عامر
أعد لها لما استجارت ببيته *** أحاليب ألبان اللقاح الدوائر
وأسمنها حتى إذا ما تمكنت *** فرته بأنياب لها وأظافر
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من *** يجود معروف على غير شاكر
————–
فمن أنباك أن أباك ذيب
يحكى أنّ أعرابية وجدت ذئبا صغيرا فحملته معها وربّته مع أغنامها, يغدو ويروح مع الغنم, ويأكل من أكلها إلى أن كبر وإذا بالمرأة تمر عند غنمها وتجد شاتها قد افترسها الذئب فأنشدت تقول:-
بقرْتَ شويهتي وفجعت قومي * وأنت لشاتنا ابنٌ ربيبُ
غذيت بدرّها وغدرت فيها * فمن أنباك أن أباك ذيـــبُ
إذا كان الطباع طباع سوء * فلا أدب يفيد ولا تأديــبُ
أسخى من قيس بن سعد
قيل لقيس بن سعد ، هل رأيت قط أسخى منك ؟ قال : نعم ، نزلنا بالبادية على امرأة ، فجاء زوجها ، فقالت له : إنه نزل بنا ضيفان . فجاءنا بناقة فنحرها ، وقال : شأنكم . فلما كان من الغد جاء بأخرى فنحرها ، وقال : شأنكم ، فقلنا : ما أكلنا من التي نحرت البارحة إلا القليل ، فقال : إني لا أطعم ضيفاني البائت . فبقينا عنده أياماً ، والسماء تمطر وهو يفعل كذلك ، فلما أردنا الرحيل وضعنا مائة دينار في بيته ، وقلنا للمرأة : اعتذري لنا إليه ومضينا ، فلما ارتفع النهار إذا برجل يصيح خلفنا فقوا أيها الركب اللئام ، أعطيتمونا ثمن قرانا ، ثم إنه لحقنا ، وقال : خذوها وإلا طعنتكم برمحي هذا ، فأخذناها وانصرفنا .