عبدالصمد أحمد
يقع مسجد العباس على ربوة بركانية بالقرب من قرية أسناف خولان التي تبعد أربعين كيلو متر من صنعاء ويرجع تاريخه إلى آخر أيام الدولة الصليحية وهناك نقش في داخل المسجد يؤرخ المبنى بتاريخ (519هـ/ 1125م) ويسمي النقش مؤسس المسجد السلطان موسى بن محمد ال فطي ويذكر نقش آخر اسم الباني أو المعماري أبو الفتح بن أرحب, ولكن المسجد في حقيقة الأمر ينسب إلى شخص غير معروف اسمه ” العباس” وهو رجل صالح يعتقد أنه دفن هناك.
لقد استعملت في بناء المسجد بعض المواد البنائية التي كانت مستخدمة في مباني ترجع إلى فترات الحضارة اليمنية القديمة .السبئية والحميرية .
إن الزائر يرى مسجد العباس من الخارج متواضعاً جداً , يقابله من الداخل مشهد جمالي فريد يأسر اللب بفخامة سقفه المكون من مصندقات خشبية تتميز بثراء عناصرها الزخرفية النباتية والهندسية والنقوش الكتابية نفذت بدقة وعناية, أما المحراب وزخارفه الجصية الملونة فقد تم تنفيذها بدقة وإتقان, وقد اتخذ المسجد شكل مربع في مسقطه الأفقي مما جعله مكعب الشكل.
وفي ثمانينيات القرن الماضي, كان سقف مسجد العباس آيل للسقوط والتلف ,فسارع المركز الفرنسي للدراسات بتقديم المساعدة للمحافظة على هذا السقف من الاندثار وبالتالي صيانة إحياء القيم الفنية والخصائص المعمارية للمسجد , كما كانت منذ إنشائه ,لأنه يعد نموذجاً رائعاً للعمارة الإسلامية وما تتصف به من تنوع يجسد تلك القيم والسمات الوضاءة للفن الإسلامي.
كما أن النقوش القرآنية المكتوبة بماء الذهب في سقف المسجد تُعد من الزخارف الكتابية التي ينفرد بها هذا المسجد البديع .