تحقيق / أسماء حيدر البزاز
تزداد الحوادث المرورية في رمضان بشكل ملحوظ خاصة في ساعات ما قبل الإفطار مخلفة وراءها ضحايا حوادث مرورية بالجملة , الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية إذا ما استمر الوضع عليه في ظل احصائيات يومية مخيفة وخسائر مادية وبشرية فادحة !! .. التحقيق الآتي يسلط الضوء على هذه القضية المحورية ..
عبدالرحيم الزبلي – 35 عاماً – سائق لدراجة نارية هي عمله ومصدر رزق له ولأسرته في تمام الساعة السادسة والنصف في السابع من رمضان لقي مصرعه أثناء صدامه بسيارة هيلوكس كانت مسرعة بدرجة كبيرة نقل السائق واثنان من مرافقيه الذين لم يصابوا إلا بجروح طفيفة، بينما سقط عبدالرحيم جثة هامدة مخلفاً وراءه زوجة وسبعة أبناء فقدوا من يعيلهم.
جروح خطيرة
طفلان آخران كانا يعلبان بجوار منزلهما أصيبا بجروح خطيرة إثر صدمة عنيفة من قبل باص أجرة في حادثة خطيرة أدخل احدهما غرفة العناية المركزة لمدة ثلاثة أيام بينما الآخر تعرضت ساقه اليمنى لكسور بالغة.
أسباب الحوادث
هذا وقد أرجعت وزارة الداخلية أسباب وقوع حوادث السير خلال شهر رمضان المبارك إلى السرعة الزائدة وإهمال السائقين والمشاة والتجاوز الخاطئ وعدم التقيد بالقوانين المرورية وآداب الطريق , وكذا الحديث بالهاتف أثناء قيادة المركبات بالإضافة إلى أسباب أخرى تأتي في مقدمتها الصلاحية الفنية للطرقات .
أضف إلى أسباب أخرى منها المشاكل الفنية في المركبة والجهل بالقواعد المرورية وغياب تأمين الطرقات والسرعة المفرطة, ومشاكل نفسية تؤثر على قيادة السائق والانشغال بالحديث مع الركاب وعدم الانتباه للاتجاهات والإشارات المرورية والمباهاة في القيادة وما ينتج عن ذلك من إزهاق الأرواح من دون وعي ولا تدبر لحجم التداعيات والمأساة الناتجة عن غياب المسؤولية .
مراقبون ومختصون يبدون قلقهم من تفاقم ضحايا هذه الحوادث المرورية في هذا الشهر الفضيل حيث أوضح المقدم عبدالله دهشام أن الهمجية وعدم احترام قوانين السير والسرعة للالتحاق بالفطور سببا رئيسيا في ارتفاع ضحايا الحوادث المرورية في رمضان، حيث أصبحت الحوادث المرورية تمثل وبشكل كبير هاجساً وقلقاً لكافة أفراد المجتمع، وأصبحت واحدة من أهم المشكلات التي تستنزف الموارد المادية والطاقات البشرية وتستهدف المجتمعات في أهم مقومات الحياة والذي هو العنصر البشري إضافة إلى ما تكبده من مشاكل اجتماعية ونفسية وخسائر مادية ضخمة، مما أصبح لزاماَ العمل على إيجاد الحلول والاقتراحات ووضعها موضع التنفيذ للحد من هذه الحوادث أو على أقل تقدير معالجة أسبابها والتخفيف من آثارها السلبية .حيث تحصد الحوادث المرورية أرواح أكثر من مليون شخص سنوياً ، وتصيب ثمانية وثلاثين مليون شخص ( خمسة ملايين منهم إصابات خطيرة ) .
مجهود وأرق
رجل المرور ابراهيم الجرموزي أوضح أن الحالة الجسمية للسائق وقدراته على رد الفعل أثناء وقوع حدث مفاجئ على الطريق كما يدخل في ذلك حدة البصر لديه وتحكمه في عجلة القيادة. وكفاءة السائق من حيث خبرته واتباعه الاجراءات اللازمة أثناء القيادة كإعطاء الإشارات اللازمة أثناء الانعطاف ومراعاة عملية التجاوز لسيارة أخرى وغير ذلك اضافة إلى الحالة النفسية للسائق أثناء قيادته للسيارة أو المركبة وتأثيرها في أسلوب القيادة الذي يتبعه. إذ لا بد أن يكون يقظا ذهنيا متفتحا عند قيادة السيارة وحالة الانتباه هذه واليقظة تتأثر بعوامل كثيرة مما يزيد من خطر وقوعه في حوادث اصطدام أو تدهور ومن أهم ما يؤثر في السائق ضعف النظر وضعف السمع والإرهاق والتعب والخوف وتوتر الأعصاب والنعاس.
كما أن التعب والإرهاق الذي يلازم السائق أثناء فترة الصيام , وانشغال السائق عن القيادة والتهور في السرعة المفرطة حتى يلحق فطوره ولا يعلم أنه سيفقد بهذا التصرف أغلى من ذلك كله بالإضافة إلى عدم التنبؤ بأحوال الطريق من أعمال على الطريق ، أو وجود منحنيات خطيرة ، أو عدم وجود عوامل السلامة ومن ذلك أحوال الطقس من مطر ، أو ضباب , وارتكاب المخالفات المرورية عيني عينك في حالة انفعال مفرطة .
داعيا إلى بذل الكثير من الجهود من قبل الحكومة لضمان سلامة السيارات وتحسين الطرقات وأنظمة المرور.